«يوم القدس العالمي» وجدواه بعد الحرب السورية بالنسبة لإيران وحزب الله

مخيم اليرموك الفلسطيني ف دمشق
انشغل المسلمون والعرب بالقضية السورية، ونسوا تمام القضية الفلسطينية، وتلهوا بمستقبل بشار الاسد. وبات يوم القدس يوما فلوكلوريا لا أكثر.

يوم القدس العالمي حدث سياسي سنوي دعا اليه الامام الخميني بعد الثورة الاسلامية في إيران عام 1979. ويتجلّى بحشد التظاهرات والمسيرات في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم. لكن يبقى التحرك الأبرز في إيران ولبنان ويقام في آخر يوم جمعة من شهر رمضان من كل عام لإبقاء قضية القدس حية. بحسب (العالم الايرانية).

إقرأ أيضا: الوقائع الأمنية تلغي إحتفال «يوم القدس» في الضاحية

لكن منذ ان انطلقت شرارة الحرب الأهلية السورية، تم تصويب الاهتمام الاعلامي والسياسي نحو الاراضي السورية، ولم تعد القدس تلقى الاهتمام الكافي الذي كانت تجده لدى المسلمين والعرب.

الا ان الفلسطينيين لم يقبلوا بهذا التهميش، وحركوا سواعدهم من خلال انتفاضة السكاكين داخل الضفة الغربية، والتي تنامت بشكل واسع على ايدي السائرين في مسيرة العودة ويوم الأرض الشهير.

حيث ارتفع عشرات الشهداء خلال المواجهات، غير المتكافئة بين الطرفين، فالطرف الاول الشعب الفلسطيني الأعزل، والطرف الثاني القوات الاسرائيلية المدججة بالأسلحة والمدعومة من المجتمع الدولي بأغلبيته. واليوم، وفي معظم الدول العربية نسيت الشعوب العربية القضية الفلسطينية وتلهت بقضاياها الداخلية.

وفي الوقت الذي تُصِرُّ فيه بعض الدول العربية على تصفية القضية الفلسطينية، بدعم ما يسمى بـ”صفقة القرن”، وتنفق المليارات للضغط على لتراجع الفلسطينيين عن مواقفهم، بحسب (الشرق) القطرية، حيث ان “الأجندات” الخاصة للدول العربية تتقدم على مصالح الشعوب، خصوصا في ظل انطلاق قطار التطبيع.

والتراجع المُفجع تجاه القضية الفلسطيينية والقدس جاء عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 6 كانون الأول 2017، بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها أواخرعام 2019. والذي لم تُحرك الحكومات العربية والاسلامية على الاطلاق. بحسب (المدن الالكتروني).

وكانت هذه البرودة تجاه القرار الأميركي تمثل قمة التهافت العربي والإسلامي، ولم يتم سوى اصدار بيان عن القمة الإسلامية التي عقدت مؤخرا والتي اكتفت ببيان إدانة.

إقرأ ايضا: مخيم اليرموك: قنص وجثث متحللة وانعدام جميع الخدمات

فبعد موجة مظاهرات وتنديدات وبيانات، سكت المجتمع العربي كليّا، ولم يعمد الى الدعوة للمقاطعة الاقتصادية على الاقل، كما كان يُعلن سابقا.

ولكن رغم كل هذا التهافت العربي، استمر الشعب الفلسطيني في الداخل حيّا، عارّيا، بغياب التضامن العربي المشغول بالقضية السورية، اكثر من انشغاله بالقضية الفلسطينية الأبدية.

واللافت هو ان كل من طهران وسوريا اللتان تبنتا القضية اعلاميا وسياسيا، بذلتا كل الجهود من اجل الابقاء على النظام السوري، وذهب الالاف الشباب ضحايا هذا النظام. الا انهما اكتفيا ببيانات التنديد فيما يخص القدس وتهويدها. وفي هذا الاطار، قال الجيش الإيراني بمناسبة “يوم القدس العالمي”إن العالم سيشهد قريبا زوال إسرائيل. بحسب (آر. تي الروسية).

إقرأ ايضا: متى يُلغى يوم القدس العالمي؟

وعلى الدوام كان الخطاب الشيعي السياسي يتحدث عن تجهيزهم جيش العشرين مليون الذي سيخرج به الامام الثاني عشر عند الشيعة من أجل تحرير القدس الشريف وعن دور الامام الخميني في تحرير القدس. وكان السنّة يتغنّون دوما بتحرير القدس على يد صلاح الدين الايوبي من الصليبيين، الا ان الفريقين ورغم الترسانة العسكرية الضخمة الموجودة في الدولة العربية، والتي كلفت الانظمة مليارات الدولارات، لم يحركوا هذه الترسانة بوجه الصهاينة. واستمر الطفل الفلسطيني وحيدا عاريا الا من عشقه لوطنه.

ولابد من الحديث عن الدعم السوري للفلسطينيين من خلال ما شهده مخيم اليرموك الفلسطيني، وهو اكبر مخيم في سوريا، من حالة دمار شامل وسرقات ونهب غير مسبوقة من قبل الجيش العربي السوري، فيما عُرف بـ”التعفيش” و”التنحيس” وفي ظاهرة لم يسبق لها مثيل، حيث يُعرف عن الجيوش النظامية انضباطيتها وعدم سلوكها مسلك الميليشيات في الحرب!.

السابق
«الكتائب» و«القوات» و«الاشتراكي» يطعنون بمرسوم التجنيس… فهل يُلغى أم يُعدّل؟
التالي
إلى عائلة الشاب المخطوف «مصطفى حج دياب»: اذهبوا إلى حزب الله؟!