بعد تجميد اقامات اللاجئين السوريين في لبنان.. كيف سيرد المجتمع الدولي؟

بشكل علنيّ وصادم اتخذ وزير الخارجية اللبنانية موقفا من دور المفوضية العليا للاجئين. كيف يفسر كل من الكاتب السوري أنس العباس والمحلل السياسي ميشال أبو نجم؟

كشفت الخارجية اللبنانية عن أن المفوضية العليا لللاجئين، تحاول العمل على ابقاء اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في لبنان من خلال سلسلة اسئلة تحرّض فيها على البقاء في لبنان. فبعد سبع سنوات من الحرب، وخروج السوريين بموجات تهجيرية متتابعة الى مناحي الأرض، اعتقد السوريون ان الأمم المتحدة ستكون رحومة اكثر من النظام.

إقرا ايضا: لتحويل أزمة اللاجئين السوريين من نقمة الى نعمة اقتصادية

واليوم، ورغم تشجيع عودة النازحين إلى مناطق سكنهم الأصليّة، الا ان ذلك لم يلق تشجيعاً أو ترحيباً من المفوضية العليا لللاجئين في لبنان، حيث كشفت عن ذلك الخارجية اللبنانية.

وفي تتمة لموقفه التصعيدي، أصدر وزير الخارجية ​جبران باسيل​ تعليماته إلى مديرية المراسم لإيقاف طلبات الإقامة المقدمة إلى الوزارة والموجودة فيها لصالح ​المفوضية العليا لشؤون اللاجئين​ في ​لبنان، استنادا إلى تقرير خطيّ من البعثة المرسلة من الخارجية اللبنانية إلى ​عرسال​ يوم أمس الخميس، تبّين من خلالها عدم تشجيع المفوضية النازحين للعودة، وتخويفهم من العودة، ومن ​الخدمة العسكرية،​ والوضع الأمني، والسكن والعيش وقطع المساعدات عنهم وعودتهم دون رعاية أمميّة.

فبعد قرار الخارجية اللبنانية اعادة الللاجئين السوريين، وكشف محاولة المفوضية الابقاء على اللاجئين في مخيمات لبنان، ما هو سرّ انتفاضة جبران باسيل بوجه الأمم، وما سبب تصرف الامم؟

ردا على سؤال “جنوبية” قال، الكاتب السوري أنس العباس، أن “أعتقد ان السبب بسيط، بحيث يقوم السيد جبران باسيل بواجبه كزعيم مسيحي إزاء جمهوره بسعيه إلى الإبقاء على توازن ديموغرافي بخصوص نسب المسلمين إلى المسيحيين في لبنان. وفي ظل تسارع الأحداث في العالم والمنطقة يبدو الجميع حريصاً على تحصيل مكاسب اثناء هذه التبدلات الجذرية على الصعد كافة، سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية”.

وتابع أنس العباس، بالقول “ما أتمناه هو وضع خطة زمنية بالتنسيق مع الجانب السوري تمهيداً لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. وأنظر بعين الريبة إلى حرص الأمم المتحدة والمؤسسات غير الحكومية، العاملة في شأن اللاجئين السوريين على إطالة زمن مكوثهم على الصعد كافة”.

من جهة ثانية، وفي اتصال مع الاعلامي والمحلل السياسي، ميشال ابو نجم، حول خلفية قرار وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل التصعيدي بوجه المفوضية العليا للاجئين، قال لـ”جنوبية”: “يعود موقف وزير الخارجية الى تفعيل الخطوات للدفاع عن سيادة لبنان لأنه من الواضح ان تعاطي المؤسسات الدولية يدل على انه ليس ثمة نيّة باعادة النازحين الى بلادهم، حتى ولو توفرت شروط العودة، خاصة في ظل محاولة التحريض على الاقامة المستمرة”.

إقرأ أيضا: تأثير اللجوء السوري على الاقتصاد اللبناني: نشاطٌ في القطاعات السياحية والتعليمية

ويختم ميشال أبو نجم، بالقول “ونحن لا يمكن لنا ان نسكت عن هذه المؤامرة الموثقة بكافة الدلائل. فوزارة الخارجية اللبنانية نشطت في الدفاع عن لبنان وهو دفاع عن النازحين، ولكن في موضوع العودة ثمة من يسعى جديا لاعادة النازحين لذا اللهجة تتصاعد والخطوات الرسمية مستمرة. وسلوكهم يظهر خطواتهم ولكن بالمسار الطبيعي نحن نواجه ذلك”.

السابق
إلى عائلة الشاب المخطوف «مصطفى حج دياب»: اذهبوا إلى حزب الله؟!
التالي
نصرالله: القدس هو حقيقة وجوهر الصراع ورمزه منذ 70 عاماً