عن أبعاد الانتشار الروسي وإبعاد حزب الله عن القصير

ادى احتكاك حزب الله والقوات الروسية في منطقة القصير السورية على الحدود مع لبنان الى اثارة عدة تساؤلات حول مصير النفوذ الايراني وحلفائه في المنطقة.

نفذ الجيش الروسي الاثنين الماضي، انتشارا في منطقة القصير بريف حمص امتد حتى تخوم القلمون الغربي، وشمل التموضع الروسي وفق مصادر عسكرية ميدانية اربع نقاط، هي: بلدة العقربية (بين الهرمل وطرطوس) ومحطة مياه القصير وبلدة المصرية على نهر العاصي، ما استدعى رد فعل اعتراضي من قبل حزب الله الذي يعتبر تلك المنطقة ضمن مناطق نفوذه، سيما وانه يقيم فيها مواقع عسكرية ثابتة ويعتبرها نقطة ربط مع طهران، وفي اقل من 24 ساعة انسحبت القوات الروسية ليحل مكانها الفرقة 11 السورية، واشارت مصادر مراقبة الى ان الخطوة الروسية باتجاه القصير الحدودية، ما هي الا افساحا في المجال وتمهيدا لإعادة انتشار القوات السورية في المنطقة مجددا بعد ان سيطر عليها حزب الله.

ما هي ملابسات التقدم الروسي في القصير؟ ولماذا اختيرت تلك المنطقة التي تعتبر معقلا لحزب الله؟ وهل هي استكمالا لما بدأه الروسي في الجنوب السوري او ما اتُفق حوله في سوتشي بين الرئيسين السوري والروسي بوجوب خروج كل القوات الاجنبية من سوريا؟

اقرأ أيضاً: بعد التخلي الروسي: إيران تجابه أميركا وحيدة في سوريا

العزي: الروس لديهم مشكلة مع الايرانيين في سوريا

المحلل السياسي خالد العزي اكد لـ”جنوبية” وجود عدة اسباب تقف خلف تلك التطورات في القصير الحدودية وهي “اولا: الروس لا ينسقون عملياتهم في سوريا مع اي طرف ويعملون وفق ما تقتضيه مصلحتهم الخاصة، فروسيا كدولة كبرى تسعى لوضع حلول في سوريا لا يناسبها التنسيق مع ميلشيات، اشارة الى ان تركيبة الجيش السوري ايضا اصبحت تضم عصابات، والضابط الروسي لن يسمح كذلك بأن يتم توجيهه من قبل ميلشياوي ، ثانيا: انتهت داعش واعلن الروس من قاعدة حميميم انتصارهم وهنا لا يمكن ان ننسى الصورة الهزلية عندما تقدم الرئيس السوري الى جانب بوتين وجاء ضابط روسي ودفعه الى خلفه اذا هم حتى الرئيس السوري لا يعيرونه اي اهتمام فكيف بعناصر وقوات عسكرية! ثالثا: المسألة ترتبط باتفاق درعا والتنافس الودي على حماية اسرائيل، بمعنى انها اصبحت شريكة غير مباشرة في أي اتفاق يجري في سوريا، رابعا: صراع المعابر، وشاهدنا كيف وضع كل من الاميركيين والاتراك يدهم على كل المعابر، يبقى المنفذ الوحيد للروس على البحر المتوسط من خلال قواعدهم البحرية، ولكن هذه الاخيرة ليست آمنة بسبب تواجد السفن والبوارج الاميركية والغربية في مياهها”.

 

خالد العزي

من جهة اخرى اكد العزي ان “ما قام به الروس اذا لا ينحصر فقط في القصير بل فعلوا ذلك في كل من دمشق واللاذقية، مع محاولتهم اعادة تعويم النظام واعطاءه الشرعية، وبطبيعة الحال فإن وجود هذه الميليشيات تشكل عبئا على حركتهم، وقرار الحسم وكف يد تلك الميليشيات تم ابلاغه للرئيس السوري في سوتشي، بوجوب خروج كل الميليشيات وليس فقط الايرانية بل ايضا تلك التابعة للنظام، مع وجوب تفكيكها سريعا”.

واشار العزي الى ان “الصراع الروسي – الايراني في سوريا ليس بصراع جديد، ولكن الروس تعاملوا مع الايراني في سوريا في اطار تحالف الاضداد، من جهة اخرى فإن الشرطة العسكرية الروسية التي تنتشر مؤخرا في سوريا بمعظمها تأتي من خلفية اسلامية شيشانية ولا يمكن لحزب الله ان يواجهها عقائديا ولديها حاضنة شعبية وقبول” واضاف” ايضا الروس في ذاكرته علامة سوداء لحزب الله ولن ينسى ما تعرض له من اهانة عندما اخرجه حزب الله في منطقة وادي بردى في العام 2017، وتسلم زمام الامور هناك”.

وقال العزي ” الروس لديهم مشكلة مع الايرانيين في افغانستان وتهريب الحشيش الي بلادهم، من جهة اخرى تتهم موسكو ايران وحزب الله باختطاف الدبلوماسيين الروس الاربعة، والروس ذاكرتهم ليست مثقوبة مثل العرب”.

قصير: جرى اعادة التنسيق مع الطرف الروسي وتم استيعاب المسألة

المحلل والكاتب السياسي قاسم قصير رأى ان الخطوة الروسية تأتي في اطار” اعادة الروس ترتيب الاوضاع في سوريا تحضيرا لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب والتسويات الحاصلة، وتشير المعلومات الى ان روسيا ارسلت مجموعة من قواتها الى منطقة القصير ومحيطها، الا انه جرى سحبها بعد اقل من 24 ساعة وجرى التنسيق بين الاطراف المعنية بهذا الشأن” واضاف ” هذا يؤشر الى عدم امكانية رسم المستقبل السوري او اجراء تسويات سياسية دون تنسيق الحلفاء فيما بينهم، فوجود حزب الله على الحدود اللبنانية – السورية وحتى في الداخل السوري هو شرعي وبطلب من الحكومة السورية نفسها، وهذا ما أكده وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين اشار الى ان القوات الايرانية وحزب الله هي قوى شرعية دخلت بطلب من الدولة السورية ولا تخرج الا بطلب منها” واضاف “طبعا لا يمكن ان يكون هناك توجه بالصدام معها، وايضا هذا ما اشار اليه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد انه لا خروج لحزب الله من سوريا الا بموافقة الدولة السورية وبعد تحرير كامل الاراضي السورية من الارهاب”.

وختم قصير” هي عملية انتشار نفذتها القوات الروسية في تلك المنطقة وقد جرت دون تنسيق مع حزب الله، ولكن تم استيعابها مباشرة وعادت الامور الى نصابها وتم تمركز الجيش السوري من خلال الفرقة 11 في مواقع عسكرية هناك”.

السابق
لبنان يواجه المجتمع الدولي ويقرّ خطّة عودة النازحين السورين الى بلدهم
التالي
لجنة المتابعة لمشكلات ​الكهرباء​ والمولدات في صيدا تطالب أصحاب المولدات بتركيب عدّادات