تأليف الحكومة على نار حامية واعلانها مؤجّل بعد عيد الفطر

من المرتقب أن يستعيد ملف تشكيل الحكومة حيويته بعد ما توقفت الاتصالات والمشاورات الحكومية مؤخرا، على الرغم من ان العقد ذاتها ما زالت تتحكم بمفاوضات التأليف

فيما  تجمع كافة الأطراف السياسية على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة إلا أنه حتى الآن الروائح تشير إلى أن “الطبخة” نضجت.

ورأت “الجمهورية” أن القوى السياسية تبدو وكأنها تنتظر إشارات خارجية  قبل الإقدام على توليد الحكومة، إن كان مؤلفة من 32 وزيراً أو 30 أو 26، وهو الرقم الذي يشار أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون طرَحه خياراً أمام الرئيس المكلّف سعد الحريري على أن تتمثل فيه الأقليات ما دام الأخير لا يفضل السير بحكومة  مؤلفة من 32 وزيرا وهو إقتراح عون مع تمثيل الأقلّيات بوزيرين.

إقرأ ايضًا: لبنان يدرس مبادرة اسرائيل المدعومة من واشنطن لترسيم الحدود

وفي وقت يؤكّد الحريري أنه أنه سوف يشغّل محرّكاته أسرع ما يمكن يغية التأليف الحكومي إلا أنه فعليا منذ عودته من السعودية لا مشاورات حكومية. وقد أكدت  مصادر تيار “المستقبل” لـ”الجمهورية” أنّ “الإتصالات لا تزال في بداية مسارها وهي مستمرّة، والمرحلة الحالية تقوم على أساس إيجاد التوازنات بين  مطالب وطموحات القوى السياسية”. وكشفت أنّ الحريري امس حسَم خياره  بشأن حجمِ الحكومة بأنّها سوف تكون ثلاثينية”.

من جهة أشارت مصادر مطلعة على تشكيل الحكومة للصحيفة  إنّ هناك مشاورت حول حجم الحكومة بين طرح  الحريري أن تكون من 30 وزيرا وطرح  عون أن تتألف من32 وزيراً كي يتم تمثيل الأقليات (العلويين والسريان)  بوزارتين . إلى ذلك هناك خيار أن تكون الحكومة مؤلفة  من26 وزيراً على تكون مناصفةً؛ 13 وزيراً للمسيحيين بينهم وزير للسريان، و13 وزيراً للمسلمين بينهم وزير للعلويين، ولا يزال هذا الطرح قيد المناقشة”.

ورجّحت مصادر مطلعة لـ “اللواء” أنه على الأغلب لن تنجح المشاورات الحكومية  في تشكيل الحكومة خلال الأيام الثمانية المتبقية  عن لعيد الفطر ، وترجع الأسباب إلى بطئ الاتصالات والانهماك بملفات أخرى كترسيم الحدود ومرسوم التجنيس، جدي ملف اللاجئين السوريين.

أما الهيكيلية التي قد يعتمدها الحريري في تشكيل الحكومة بحسب مصادر “اللواء” هي مع إعتماد هيكلية الحكومة السابقة فيتم توزيع الحصص على أساسها في ضوء تمثيل الطوائف على أساس المناصفة ونسبياً بين المذاهب والمناطق:

1 – تكون حصة السنّة 6 وزراء، الكلمة الأخيرة  تكون للحريري و”المستقبل بتسميتهم”.  ومن الأسماء التي يتم تداولها تعيين وزير الإتصالات جمال الجراح في وزارة الداخلية، واسناد وزارة الاتصالات إمّا للوزيرة السابقة ريّا الحسن، أو المهندس نبيل عيتاني.

2 – الحصة الشيعية المؤلفة من 6 وزراء أيضا:  فهي مناصفة بين “امل” وحزب الله، على ان تكون وزارة المالية من حصة الوزير الحالي علي حسن خليل، وتتمثل الحركة بوزير بقاعي شاب، لن يكون وزير الزراعة الحالي غازي زعيتر.

وبالنسبة لحزب الله، فسيكون له وزارة خدماتية من حصته، قد تكون اما الصحة، أو الشؤون الاجتماعية، على ان يتولى مركز الدراسات والاستشارات في الحزب عبد الحليم فضل الله وزارة التخطيط عندما تنشأ في حين انه بالإضافة إلى الوزير الحالي محمّد فنيش، يطرح اسم نائب رئيس المجلس السياسي محمود القماطي أو النائب السابق نوار الساحلي.

3 – الموارنة الستة يتوزعون أربعة للتيار الوطني الحر أو ثلاثة على ان تكون حصة المردة واحداً وآخر للقوات أو الكتائب.

4 – وبالنسبة إلى الدروز فحصتهم ثلاثة على ان يبقى النائب طلال أرسلان وزيراً، مقابل البحث الجاري عن استبداله بوزير ارثوذكسي أو كاثوليكي.

5 – الأرمن: يطالب حزب الطاشناق بتسمية الوزيرين الارمنيين، وربما كان نائب الاشرفية في التيار انطوان باتو.

6 – ويبقى التمثيل الارثوذكسي والكاثوليكي فسيتوزعون بين التيار و”القوات”. وتردَّد ان النائب السابق مروان أبو فاضل، سيكون في الحكومة المقبلة عن اللقاء الارثوذكسي المقرب من التيار الوطني الحر.

ولفتت  أوساط مطلعة لـ”النهار” إن الفترة التي تفصلنا عن  عيد الفطر في نهاية الاسبوع المقبل سوف تشهد  اتصالات مكثفة يقوم بها الرئيس المكلف بشكلي علني وضمني.

إقرأ ايضًا: التخبط في التعامل مع «مرسوم التجنيس» يؤخر جهود تأليف الحكومة

وفي هذا السياق عبر الرئيس الحريري مساء أمس عن “تفاؤله المستمر باإمكانية التوصل إلى حكومة تضع مصلحة البلد قبل المصالح الخاصة والمصالح الحزبية”. وقال: “التحديات الاقتصادية التي أمامنا، ومخاطر الاشتباك الإقليمي، وأعباء النزوح السوري، لا تعطي أحدا منا حقوقا في تضييع الوقت، وممارسة الترف السياسي، وعرض العضلات”.

ورأى أن “تأليف الحكومة مسؤولية مباشرة علي وعلى فخامة الرئيس ميشال عون، والقوى السياسية معنية بتقديم اقتراحاتها وتسهيل مهمة التأليف، والوصول الى صيغة وفاق وطني، قادرة على تحقيق الإصلاحات الإدارية، ومكافحة كل وجوه الهدر والفساد، وتوجيه رسالة لكل الأشقاء والأصدقاء بالعالم، أن لبنان يستحق الدعم”. وأضاف في كلمة له في افطار قطاع المهن الحرة في “المستقبل: “اللبناني لا يريد كلاماً وشعارات، اللبناني يريد عملاً”.

وأشار أنه ” الانتخابات كشفت  للجميع وجوه الخلل والضعف في التنظيم، ووضعتنا أمام مراجعة للمرحلة الماضية”.

السابق
الجنوب السوري والاختبار الروسي
التالي
#نصيحه_للرجال_قبل_المونديال: إرسل المدام لبيت أهلها!