«حاروف» تشكو العطش رغم آبارها.. ومافيات المياه تستفيد!

مشروع مد مياه الضاحية
بلدة حاروف الجنوبية في قضاء النبطية تشكو العطش بعد انقطاع مياه الشفة عنها منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر مع ظهور الخلافات بين الاهالي الى العلن.

ففي التفاصيل، ان بلدة حاروف الواقعة في قضاء النبطية وهي المدينة الجنوبية الممثلة بنواب وفعاليات بارزة لم تتمكن من حلّ مشكلة حياتية اساسية.

إقرأ ايضا: أزمة مياه مقبلة على لبنان لـ5 سنوات.. والبلديات تتحضّر

ففي العام 2004  كان ثمة اتفاق بين حزب الله وحركة أمل على تقاسم الحصص في البلدية بناء على قاعدة 7/8، هذا الاتفاق أحدث فيما بعد مشكلة، فتم نقضه، وجرت الانتخابات البلدية عام 2016، فرسب عدد من الاعضاء، ولكن الفريقين اتفقا مع بعضهما البعض على اعادة الانتخابات. ومنذ ذلك الحين لا تزال بلدة حاروف دون بلدية، وتعيش أزمات متنوعة على صعيد المياه والطرقات والنفايات والحفريات. وأهل البلدة يتكلون على محافظ النبطية محمود المولى.

في هذا الاطار، وبحسب الشيخ عباس حرب العاملي، احد علماء البلدة، فانه أكد لـ”جنوبية” ان “لجنة مكوّنة من عدد من الاشخاص قصدوا اليوم دارة “مصيلح” حيث وعدوهم خيرا، وهذه اللجنة مؤلفة من اعضاء من حركة أمل واعضاء من حزب الله. علما انه في البلدة يوجد بئرين ارتوازيين يحتاجان الى اعادة تشغيل فقط، فتعود المياه الى مجاريها. وهذين البئرين معطلين منذ ثلاث سنوات، وقد وعدتهم دارة “مصيلح” بحلّ المشكلة خلال اسبوع فقط”.

ويتابع، سماحته، بالقول “ولان القرار في “مصيلح” والبلدية “منحلة”، قصد الفريقان أي حركة امل وحزب الله معا الرئيس نبيه بري لحلّ الازمة. ان هذا التناقض يؤكد اننا نتفق على الاستراتيجيات ونختلف على التفاصيل. فرغم سيطرة الثنائية الشيعية على الوضع في البلدة، لكن، وعلى ما يبدو، انه عندما يكثر الطباخين “تشيط” الطبخة”.

علما ان البلدة تتغذى من آبار فخرالدين في وادي تول لمدة يوم واحد اسبوعيا. وتشتهر حاروف بالمشاتل مما يجعل المياه اكثر من ضرورة الامر الذي يؤثر على الانتاج، ولم يبق صالحا للعمل في حاروف سوى المرج.

من جهة ثانية، يقول مسؤول حركة أمل في البلدة، عباس كركي، لـ”جنوبية” ” في شهر رمضان نعيش أزمة مياه، تذكرنا بمأساة اهل البيت. لقد خرب المولد الكهربائي، وأتت شركة “مرسي كور” واتفقنا مع مصلحة المياه على اصلاحه، وتم تركيب جهاز شفط مياه جديد، لكن بعد شهرين وقع الجهاز والقساطل في البئر. ولا تزال شركة المياه تسحب هذه القساطل، ونحن كمعنيين نتابع الموضوع مع مديرعام مصلحة مياه الليطاني ومع نصرالله عاصي في النبطية، لكن المشكلة لم تُحل حتى الان. واليوم قصدنا “مصيلح” وحكينا مع مكتب الرئيس نبيه بري، وتحدثنا الى رئيس مصلحة مياه الليطاني في صيدا، ولكن الى الان لم تُحل المشكلة. مع العلم ان ثمة بئر ثان موجود في البلدة، وهو معطّل ايضا، اضافة الى خزان مياه اقامته دولة الكويت على عهد رئيس البلدية السابق أحمد عيّاش، واليوم نحفر بئرا جديدا في منطقة البياض. والبئر المعطل كان يغطي منطقة معينة من البلدة، ونحن نتابع مسألة اصلاحه”.

ويتابع كركي بالقول “بصراحة محافظ النبطية يتابع الملف، لكن ثمة قطبة مخفيّة في الموضوع، فهل ان القساطل التي وقعت في البئر تحتاج الى كل هذا الوقت لرفعها. فشركة (عاصي) تستلمت الملف من شركة المياه، ومن مدير مصلحة المياه في صيدا، والبلدة تعاني انقطاعا تاما من المياه منذ شهرين، خاصة في منطقة المرج والجبل والبيدر، والجميع يشتري مياه من عدة مصادر. وانا ارى انه على مصلحة مياه النبطية ان تتابع مع المدير العام للمصلحة فالمشكلة هي عدم وجود بلدية برأيي”.

انها عودة الى نقطة البداية. فهل ثمة تواطؤ بين بائعي المياه في البلدة والموظفين في الشركة؟ أم ان الخلاف بين حركة أمل وحزب الله يؤثر على حلّ هذه الازمة؟

صهاريج

وفي اتصال مع مدير عام مصلحة مياه صيدا وسيم ضاهر، اكد لـ”جنوبية” ان “كل المشكلة ان اهل البلدة مختلفين مع بعضهم البعض، وغير متفقين، والمشكلة تسلمتها من سلفي، وليست بجديدة، وكل فريق يلوم الفريق الآخر، وكل فريق يعّطل قرارات الفريق الآخر، والشركة التي تصلح العطل تعمل على رفع القساطل من البئر ولا تزل، وان كانت قد اخذت الكثير من الوقت بسبب الخلافات. والمقاول زهير عاصي من شركة “الروان”، هو من يتابع المشكلة. واللافت ان اهل البلدة حفروا بئرا جديدا، لكن الى الان لم يسلمونا اياه لنجهزها لهم. اضافة الى ان كل فريق يقدّم حلا يرفضه الطرف الثاني. اما مشكلة البئر الاساسي فستنتهي غدا. وكل ما يقال عن انقطاع تام للمياه هو كلام غير صحيح لأننا امديناهم بمياه من عدة مصادر. فقط يوجد ما يساوي 140 بيت يعانون من مشكلة مياه، وليس كما يبثون عبر الـ”سوشل ميديا”.

وفي اتصال مع مواطن من حاروف، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ”جنوبية”، في البلدة 3 آبار، والمشكلة هي ان ابناء البلدة يمدون شبكات مياه، عبر امدادات تحت الارض، ولكن في النهاية لا مياه. لان كل كلامهم غير حقيقي، وضحك على الناس، واغلبهم يشتري المياه رغم وجود 3 ابار في الضيعة، مع موتيرين لسحب المياه. لان ثمة مافيات تعمل على بيع المياه بالتواطؤ مع البلدية، وبحجة عدم وجود مازوت لا يشغلون موتيرات سحب المياه. فاذا نظرنا الى الارض نراها شبكة من “النباريش” والخرائط. فقط 140 بيت تحتكر المياه والباقي محروم، على عكس ما قيل لكم. وهم مختلفون حول البلدية، ويحاربون بعضهم البعض، علما ان الاموال تصل الى البلدية، والاعضاء يعملون فيها. فأين يذهب المال المخصص لشراء المازوت؟”.

إقرا ايضا: أزمة مياه في النبطية وإقليم التفاح

فـ”منذ أكثر من 15 سنة، ونحن على هذه الحال كل عام تأتي شركة مياه، وتمدد خطوطا وعدادات ولكن يتوقف العمل فيها. فالمياه لم تصل حتى الان الى البيوت. وثمة بيوت تضع موتيرات لسحب المياه فتسرقها من جيرانها، وتذهب هدرا على الطرقات”.
وختم المواطن، صاحب الشكوى، بالقول “البائع لا يبيع الا 30 برميل دفعة واحدة، ولا يقبل ببيع نصف صهريج، مما يلزم الشاري بشراء كامل النقلة، التي تصل سعتها الى عشرين برميلا، انها تجارة مربحة، قد يضطر الشاري الى رمي الباقي”.

السابق
مرسوم «الشبح»… ممنوع من النشر وعصيّ على الطعون!
التالي
ثيو فرانكين: إذا لم نتمكن من حل ​أزمة اللاجئين​، سيتفكك ​الاتحاد الأوروبي​ خلال سنوات