وليد عربيد: انقلاب الموقف الروسي تجاه إيران تكتيكي وليس استراتيجي

د. وليد عربيد
بعد الحديث عن خيانة روسيّة لإيران، الى اي مدى يمكن تأكيد او نفيّ هذه التحليلات مع ما يستتبع ذلك على حزب الله ولبنان، وكيف يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور وليد عربيد الأمر؟

ثمة تحليلات كثيرة تحكي عن التخلي الروسي عن الحليف الايراني في سوريا، مع ما يستتبع ذلك من “خربطات” تعيد رسم الحدود في المنطقة الملتهبة اصلا. فكيف ينظر الدكتور وليد عربيد، الى هذا التطور الجديد، وكيف يربط هذه التغييرات مع الاحداث في الاردن والاتفاق النووي الايراني؟

يقول، الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد، ” انه في العلاقات الدولية الجديدة بين القوى الكبرى تتغير المصطلحات السياسية من خلال انشاء مصطلحات جديدة. فمع بداية القرن العشرين كانت المصطلحات تؤكد على القيم فأنشأت عصبة الامم، والامم المتحدة، وارتكز الغرب من خلالها على الحريات والديموقراطية وحقوق الانسان”.

اقرأ أيضاً: صفقة بوتين – الأسد مع اسرائيل تطرد إيران من جنوب سوريا

“اما مع بداية القرن الواحد والعشرين، اصبح المصطلح السياسي الأبرز هو المصالح، وهو ما يربط بين الدول بتحالفات، وان كانت مؤقتة او طويلة الأمد. لذا إلتقت القوى الاقليمية أي إيران وسوريا وتركيا مع القوى الكبرى، كالاتحاد الروسي في مواجهة الغرب أي الولايات المتحدة واوروبا”.

لذا ان “الازمة السورية، والمسألة الفلسطينية، والمسألة الكردية، والمسالة اليمنية، تلتقي المصالح الكبرى لفترة قصيرة او طويلة لناحية الاستراتيجيات التي ترسمها هذه الدول لنفسها. واليوم من اجل الوصول الى حلّ للازمة السورية هل تبتعد روسيا عن ايران.. للاجابة على ذلك نقول ان ترامب حين نقض الاتفاق النووي حاول ان يضع حلفائه الاوروبيين بمواجهة ايران”.

ويؤكد عربيد كلامه، بالقول “للاجابة على السؤال: هل هناك ابتعاد روسي عن إيران وحلفائها في سوريا الى أبعد من الحدود الجيوعسكرية، التي تصل الى الحدود الفلسطينية المحتلة. هنا يجب ان نرى ما يحدث اليوم في المنطقة ان العدو الاسرائيلي يحاول ان يقول انه ليس هناك شعب فلسطيني، بل ان الدولة الفلسطينية موجودة في الاردن، وايضا هناك مطالبة روسية بأن تعود الى نشر قوات الامم المتحدة على الحدود مع الجولان، وهذا ما ينعش المنطقة بأن ليس هناك حدود فلسطينية ولا وجود لايران ولا لحزب الله. فهل هناك ابتعاد؟”.

“لا، أنه تكتيك في الاستراتيجيات، وان مصلحة روسيا هي بالتعاون العسكري والاقتصادي والتجاري مع ايران، اضافة الى التعاون الروسي التركي حيث تريد روسيا بيع تركيا أس 400، وهذا تكتيك للاتحاد الروسي يعمل على ايجاد حل سياسي للازمة السورية، بهذا الحل يجب ان لا ننسى وجود اكثر من مليون ونصف مليون اسرائيلي من اصول روسيةهناك. مع الحفاظ عليهم وحماية امن اسرائيل أي ان يصبح هذا الكيان الغاصب لديه عامل استقرار في المنطقة، ولكن ليس مع انظمة اسلامية، بل ان تبقى الانظمة العلمانية. وان ما يحصل في الاردن هو نظرة حول الحجاز لاستعادة المملكة الهاشمية. لكن يبقى الاعتماد الروسي بالحفاظ على مصالحه، ولن ينسى انه سيكون البادئ في إعمار سوريا التي ستنقذه اقتصاديا”.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تسير في الركب الأميركي: لحظر أنشطة حزب الله!

ويختم الدكتور وليد عربيد، بالقول “بالنسبة للحوار يقال انه هناك قمة بين ترامب وبوتين حول الازمتين السورية والفلسطينية، حيث يتطلب من روسيا دوما دور ((MAITTRESSE وهي تلعبه بامتياز، خاصة ان هناك تراجعا في المواقف الاميركية خاصة بعد قمة سنغافورة المنتظرة. وهذا يعد انكسارا للاستراتيجية الاميركية. واقول انه ليس هناك من خلاف بين الدولتين”.

السابق
«يوم البيئة العالمي».. غائب عن لبنان
التالي
حرب: الكتمان الذي أحاط مرسوم التجنيس يدعو الى الريبة