لماذا «ليلة القدر خير من ألف شهر»؟

كيف تشرح المراجع الدينية اهمية ليلة القدر في شهر رمضان المبارك في الديانة الاسلامية، وكيف تختلف وجهات النظر حول توقيتها؟

تُعتبر ليلة القدر إحدى الليالي المباركة في شهر رمضان، فقد نزل القرآن الكريم على نبي الاسلام محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، وليلة القدر ذُكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ” وتذكّر السّنة النبوية بأهميتها وفضلها على المسلمين، وجاء في حديث للرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام َ”من صام رمَضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه ومَن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه”.

عضو اللقاء الرّوحي في جبل لبنان الشّيخ إياد عبد الله أكد في حديث لـ”جنوبية” أنه “في ليلة القدر تقدر الاقدار للبشرية، خلال المرحلة القادمة لهم، وهي خير من الف شهر أي أن العبادة فيها هي بمثابة عبادة الله تعالى لمدة ألف شهر”.

اقرأ أيضاً: عادات المسلمين في شهر رمضان.. تحاول مقاومة التغيير

أما السبب فهو أن “الامم سابقاً كانت أعمارها أطول من أمة محمد، بشكل وكأن العباد فيها حُرموا من فترة طويلة من آداء العبادة، لذا فإن الله تعالى قدّر هذه الليلة لتعويضهم عن سنوات قد خسروها”، مشيراً إلى أنهم “خسروا سنوات عمر ولكنهم كسبوا عدد سنوات اكثر للعبادة في هذه الليلة ومن هنا القول انها أفضل من عبادة ألف شهر، وهناك حديث نبوي مفاده « مَن صام رمَضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه ومَن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه»”.

وحول توقيت هذه الليلة خلال شهر رمضان، يؤكد الشيخ عبدالله انه “في الاغلب ليلة الـ 27 من رمضان، ولكن حين نرى خلافات العلماء في شأن تحديد وقتها، نلاحظ وكأن الله تعالى لم يحدّد وقت واحد لها بغية جعل الناس تتحراها، ولكن الغالبية ترجح أنها في أواخر العشر من رمضان أي في الأيام المفردة”.

وأكد الشيخ اياد عبد الله في الختام أن “في هذه الليلة يستطيع الانسان أن يطلب ما يريده بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر، أما المعروف فهو ان الدعاء خلال هذه الليلة هو مستجاب بإعتبار انها ليلة مباركة وعظيمة عند الله تعالى”.

ومن جهته، اعتبر رئيس المجمع الثقافي الجعفريّ، إمام بلدة عرمتى الجنوبية، العلامة الشيخ محمد حسين الحاج أنه “يعود سبب التسمية الى ان الله تعالى يقدّر للإنسان ما هو خير له من رزق وحياة ومعنويات في هذه الليلة”.

واشار الشيخ الحاج إلى أن “فوائد هذه الليلة تنقسم إلى قسمين فوائد معنوية واخرى روحية وهي ترتبط باكتساب الانسان التربية العبادية من خلال ممارسته قراءة القرآن والصلاة والدعاء، التي من شأنها أن تجعل الانسان يعتاد على ممارسة هذه الاعمال في ايامه العادية”، مضيفاً أن” الشق الثاني هو ان الله في هذه الليلة يعطي الانسان حسنات، لذلك قد قال في القرآن أن هذه الليلة خير من الف شهر”.

الشيخ محمد حسين الحاج

هذا وقال الشيخ الحاج أنه “هناك اختلاف بين المذاهب الاسلامية فالشيعة يقولون أنها في اواخر شهر رمضان والسّنة يقولون ان بين هذه العشرة هناك اولويات في بعض الليالي وهي التسعة عشر وليلة الواحدة والعشرين والثالث من عشرين من شهر رمضان، أما بعض الطوائف الاسلامية فتعتبر ان ليلة القدر هي ليلة السابعة والعشرين”.

اقرأ أيضاً: كيف نخرج سموم الجسم في شهر رمضان؟

واردف الشيخ الحاج أن “الخلاف ليس جوهرياً لانهم متفقون بأن ليلة القدر هي في أواخر العشرة من رمضان”، وسبب هذا الخلاف بحسب الحاج هو أن” كل منهم يعتمد على روايات ومستندات مختلفة”.

وفي الختام أكد الشيخ محمد حسين الحاج أن “أفضل الاماكن والاوقات للدعاء هو ان يكون الانسان متوضئا ليكون مقبلا، وباب الله مفتوحا لجميع عباده”.

السابق
لا «إصلاح ولا تغيير» وأدراج «بيّ الكل» مليئة بالملفات
التالي
21 مرشحا طعنوا بالانتخابات النيابية