من سينقذ الأسد؟

احمد عياش

لم يكن متوقعا ان يثير الحديث المطوّل الذي أدلى به رئيس النظام السوري بشار الاسد لقناة “روسيا اليوم” التلفزيونية الناطقة بالانكليزية قبل أيام قليلة كل هذا الجدل. فما أعلنه الاسد من مواقف لم يلق قبولا من أي جهة أقليمية ودولية الى درجة انه كان هناك تلاق ،ولو غير مباشر ،بين طهران وتل أبيب على التعامل سلبيا مع مواقف الاسد لاسيما ما يتصل منها بالجنوب السوري.فما هي النتائج المرتقبة لهذا الحديث؟
في الجانب الايراني،كان لافتا إهتمام الاعلام هناك ،كما فعلت وكالة أنباء فارس، بقول الاسد :”لم يكن لدينا أي قوات إيرانية في أي وقت من الاوقات”.لكن هذا الاعلام لم يبرز سؤال القناة الروسية :”أن إسرائيل تقول ان ضرباتها الجوية تستهدف إيران… فهل ستفكرون بالطلب من إيران أن تغادر”؟فكان جواب الاسد ملتبسا عندما قال :”لم يكن لدينا أي قوات إيرانية في أي وقت من الاوقات…أن الهجمات الأخيرة قبل بضعة أسابيع، التي قالوا إنها استهدفت قواعد ومعسكرات إيرانية، كما زعموا، أدت إلى استشهاد وجرح عشرات الشهداء والجرحى السوريين، ولم يكن هناك إيراني واحد… نقول دائماً إن لدينا ضباطاً إيرانيين، لكنهم يعملون مع جيشنا، وليس لدينا قوات إيرانية.”

إقرأ أيضاً: «الدستور» و«الانتخابات» عنوانان لحلّ على قياس الأسد

ما قاله الاسد جوابا على هذا السؤال إنطبق عليه المثل الشائع “لا مع ستي ولا مع سيدي بخير”.فهو تلقى ردا غير مباشر من إيران ،ومباشر من إسرائيل.فقد نفت مصادر مقربة من “حزب الله” ل”روسيا اليوم” انسحاب مقاتلي الحزب والخبراء الإيرانيين من جنوب سوريا.أما الوزير الإسرائيلي وفال شتاينتس، عضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر، فقال للقناة الروسية ردا على نفي الأسد لوجود قوات إيرانية في سوريا: “هذه ليست المرة الأولى التي يكذب فيها الأسد!”
في سياق متصل، أورد موقع “المصدر” الالكتروني “ان مراقبين إسرائيليين علقوا على تصريحات الأسد فقالوا أنها مفاجئة بالنظر إلى تصريحات مسؤولين إيرانيين بأنهم يدعمون الأسد وإعتراف قسم منهم بوجود قوات إيرانية في سوريا، بحسب تقارير أجنبية وعربية. وقد تساءل بعض المحللين الإسرائيليين إن كان الأسد قد نسّق هذه التصريحات مع الإيرانيين أم أنها جاءت على عاقته.”
لم يلفظ الاسد عبارة انه سيطلب من إيران سحب قواتها من سوريا، وهو ما تريد موسكو ان ينطق بها وفق معلومات مصادر قريبة من موسكو أبلغتها ل”النهار”. ولفتت في هذا الاطار الى تشديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقائه مع الأسد في سوتشي في 17 أيار الماضي “على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا بعد تفعيل العملية السياسية.”

إقرأ أيضاً: سوريا ما بعد الضربة الأميركية: ما هو مصیر بشار الاسد؟

يرى المراقبون أن رئيس النظام السوري أضعف من يواجه النظام الايراني بطلب إخراج قواته من سوريا.وهذا ما يفسر لجوئه الى المواربة في الرد على سؤال القناة الروسية.وهؤلاء يقولون ان الاسد في وضع لايحسد عليه.فهل هناك يبادر الى إنقاذه؟

السابق
استقالة المقدم سوزان الحاج
التالي
الحضور الفاضح لسمير قصير