مدارس صيدا مكتظة: اعداد التلامذة اللبنانيين يقارب أعداد غير اللبنانيين

تُواجه مدارس وكالة الأونروا في صيدا مشكلة زيادة عدد التلامذة الفلسطينيين وخصوصاً بعد اضطراب الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة.

تكتظ مدارس صيدا الرسمية بالطلاب وخصوصاً في المراحل ما قبل الثانوية. ويبلغ عدد مدارس التعليم الرسمي في مدينة صيدا الإدارية تسع مدارس في العام الدراسي 2017 – 2018، يتعلّم فيها 5174 تلميذاً وتلميذة منهم 2888 لبنانيون أي ما نسبته 55.9 بالماية، و2286 غير لبنانيين أي ما نسبته 44.1%. وفيما يلي جدول بعدد التلاميذ:

اسم المدرسة                                    لبناني                         غير لبناني                              المجموع العام

صيدا المتوسطة للبنات                           106                            430                                             536

الإصلاح الثانية المختلطة                         63                              53                                               116

الإصلاح المتوسطة المختلطة                   316                             375                                            691

صيدا المتوسطة المختلطة                       371                            234                                             605

صيدا الابتدائية للبنات                              42                             62                                               104

متوسطة الشهيد معروف سعد                  562                           408                                             970

صيدا اللبنانية الكويتية                              793                           128                                             921

عين الحلوة الابتدائية المختلطة                   45                            87                                               132

العمانية النموذجية                                   590                           509                                             1099

2888                          2286                                          5174

ويشكل التلامذة في مدارس مدينة صيدا الإدارية ما نسبته 13.5% من تلامذة المدارس الرسمية في محافظة الجنوب والذي يبلغ عددهم الإجمالي 38162 تلميذاً وتلميذة منهم 26969 لبنانيون و11193 غير لبنانيين.

اقرأ أيضاً: وليد حشيشو: وزارة التربية عاجزة بسبب التدخلات السياسية

ويلتحق عدد من التلامذة المقيمين في مدينة صيدا بمدارس البلدات المجاورة لها. مثل مدارس عبرا، المية ومية، حارة صيدا، عين الدلب، ودرب السيم.

وقد أقفلت ثلاث مدارس في مدينة صيدا هذا العام، وهي مدرسة العهد الجديد، صيدا الحديثة وعين الحلوة المتوسطة وتوزع الأساتذة على المدارس الموجودة في المدينة.

ومن مدارس صيدا تلك المدرسة الموجودة في البلدة القديمة والتي تضم 104 تلميذات منهن 42 لبنانية و62 فلسطينية وهي تعكس النسيج الاجتماعي الموجود في البلدة القديمة.

وقد شهدت مدينة صيدا أزمة باستقبال التلامذة العام الفائت وأتى افتتاح المدرسة العمانية النموذجية لتحل المشكلة وتؤمن مقاعد دراسة لمعظم المتقدمين إليها.

مدارس الاونروا

ويوضح أحد المتابعين للوضع التعليمي في صيدا أن لا أزمة مقاعد دراسية في صيدا، “هناك مقاعد لكل التلامذة اللبنانيين في مدينة صيدا وتستطيع المدارس استقبال كل المتقدمين إليها، لكن هناك مشكلة في مدارس وكالة الأونروا، إذ أن مدارس صيدا تشهد إقبالاً من تلامذة فلسطينيين وخصوصاً بعد اضطراب الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة. وإذا أمنت الأونروا مدارس أخرى فلا مشكلة لدى إدارات المدارس الرسمية.

ويعمل في إدارات هذه المدارس أساتذة من الملاك في حين يجري التعاقد مع أساتذة فنيين في الإدارة وهذا يقتصر على متعاقد واحد أو اثنين. في حين ترتفع أعداد الأساتذة المتعاقدين في معظم المدارس ليفوق عدد أساتذة الملاك نفسه. ومع أن التعاقد قد أوقف قبل ثلاثة أعوام، فإن المدارس عرفت تعاقداً من أنواع أخرى مثل بدعة المستعان بهم الذين تجري المقابلة معهم في وزارة التربية أو المتعاقد مع لجنة الأهل وغيره.

معظم مدراء المدارس في صيدا محسوب على طرف سياسي أساسي في المدينة يتحكم بالتعيين، ويعلّق أحدهم على ذلك قائلاً: لا أعتقد أن هناك أهمية لذلك. إذا جرى تعيين مدير لديه كفاءة مهنية، لكن المشكلة عندما يعين مدير تكمن أهميته أنه محسوب على الطرف السياسي المهيمن ولا يتمتع بكفاءة جدية.

أما الأساتذة المتعاقدون فإنهم يحملون إجارات جامعية لكن لم يجر إعدادهم بشكل مهني بسبب إيقاف دور المعلمين وكلية التربية. ومعظم المتعاقدين يعملون في اختصاصاتهم.

شؤون جنوبية

نقص في رياض الاطفال

ويلفت أحد الأساتذة النظر إلى نقص في أساتذة اختصاصيين في رياض الأطفال، “يبدو أن هناك نقصاً في هذا الاختصاص لذا تلجأ الإدارات إلى تكليف أساتذة يحملون شهادات جامعية لكنهم غير اختصاصيين. وأعتقد أن قسم الروضات هو قسم مهم جداً لأن من خلاله يتم بناء شخصية الأطفال وتأسيسهم قبل الدخول إلى الصفوف الابتدائية”.

ويبدو أن وضعية الأبنية المدرسية جيدة، وربما بعضها بحاجة إلى تعديل أو ترميم ليناسب العملية التعليمية أو أوضاع التلاميذ. لكن بعضها غير مهيأ لاستقبال تلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وهذه المدارس لا تمتلك التجهيزات الفنية المطلوبة من مختبرات أو مكاتب أو أجهزة حديثة.

وتحتفل إدارات هذه المدارس بالمناسبات الوطنية العامة مثل عيد الاستقلال والتحرير، ولا تحمل جدران المدارس الرسمية في مدينة صيدا أية شعارات دينية أو سياسية، فيما تخضع النشاطات اللاصفية لنشاط الإدارة التي قد تشجع عليها أو ترى أن المصلحة التعليمية تقضي بعدم السماح بها.

ويوضح أحد المعلمين أن مادة التربية المدنية تقدم للتلامذة كما هي في الكتب المتفق عليها منذ عشرين عاماً، إلا أن بعض الأساتذة يعمد إلى إجراء نقاشات وتوضيحات تتناسب مع التطور الاجتماعي والتقني.

ويضيف: المشكلة في مادة التاريخ الذي يقدم باختصار وبدون نقاش ومن خلال حشو عقول التلامذة، ومادة التاريخ لا تقدم قراءة موضوعية لتاريخ لبنان الحديث وما حصل خلال العقود الأخيرة.

ويتدخل أحد الأساتذة قائلاً: هناك مشكلة أخرى غير مادة التاريخ، فإن وزارة التربية لا تهتم برياض الأطفال وتلامذة الحلقة الأولى، فجلَّ الاهتمام يتمثّل بإعطاء المعلومات من دون التدخل بالتربية وبناء الشخصية وإذا كان هناك اهتمام في مكان ما، يعود ذلك للأستاذ نفسه أو للمدير إذا كان مهتماً بالموضوع.

اقرأ أيضاً: دور تربوي متميز لبلدة البازورية جنوباً: متوسطة وثانوية وتجهيزات واساليب تربية حديثة

يحاول أحد الأساتذة العودة إلى موضوع الصفوف فيعلق: يقول البعض أن المدارس ما زالت تستطيع استيعاب المزيد من التلامذة فكيف ذلك؟ معدل عدد التلامذة في الصف الواحد 34 تلميذاً، فكيف يستطيع الأستاذ ضبط الصف؟ وكيف يستطيع تحليل المعلومات وإيصالها بطريقة صحيحة وبدون حشو؟ وأريد أن أزيد إذا كان دوام الأستاذ يتعدى 30 ساعة أسبوعياً فكيف يمكن أن يستمر بالعطاء؟

إحدى المعلمات تشير إلى وضع آخر، بقولها يعاني الأستاذ من توتر دائم بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فكيف يمكن أن يقدم أفضل ما لديه، وهو غير مطمئن على مستقبله ومستقبل عائلته.

وتعلو ضحكات الأساتذة عندما تسألهم عن المناهج، ويسأل أحدهم: عن أي مناهج تسأل، أصبحت مناهجنا وبسبب تسارع التطور التكنولوجي والاجتماعي من العصر الحجري، ما نعلمه للتلامذة يجدون مواضيع أكثر حداثة منها على الشبكة العنكبوتية.

تقول إحدى المعلمات: فوجئنا أن وزارة التربية ستوقف عمل المرشدين التربويين العاملين في دوام قبل الظهر، لكن للأسف نحن بحاجة إليهم في الدوام النهاري وفي الدوام بعد الظهر. كما أننا نفتقر لأساتذة يعملون باختصاص علم نفس/اجتماعي.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 167 ربيع 2018)

السابق
جيسيكا عازار إلى العمل السياسي درّ!
التالي
تيمور جنبلاط: مرسوم التجنيس طبخ في غرف مغلقة