صيف قادم مع روائح كريهة في صيدا…

على الرغم من مرور ثلاثة أشهر على نشر التقرير البيئي الذي أعده الخبير الدكتور ناجي قديح حول معالجة الوضع البيئي في مدينة صيدا، وتقدم من خلاله بعدة توصيات للتنفيذ، إلا أن اتحاد بلديات صيدا – الزهراني بشكل عام وبلدية صيدا تحديداً لم يقدما على خطوات ملموسة ومحسوسة لمعالجة الوضع البيئي وإنهاء ظاهرة انتشار الروائح الكريهة في المنطقة.

لم تبادر بلديات الاتحاد، بشكل عام إلى توعية المواطنين لفرز النفايات من المنازل، ولم تتخذ إجراءات أو خطوات على هذا الصعيد، كذلك لم يجر أي تعاون مع الجمعيات الأهلية لتنفيذ خطة توعية ومتابعة وتأمين مستلزمات الفرز من المصدر.

وعلى الرغم من تشديد تقرير الدكتور ناجي قديح على أهمية عدم استخدام سيارات تكبس النفايات في عملية الجمع والنقل، إلا أن العقد الموقع مع شركة NTCC لم يعدّل وما زال الوضع على ما هو عليه، ويعلق رئيس بلدية صيدا على ذلك قائلاً: إننا نؤمن عدداً أكبر من الحاويات كي يتم استيعاب النفايات، وأن علينا أن نفرز من المصدر”. لكن هذا الكلام لا يعني خطوات عملية على الأرض.

اقرأ أيضاً: نقاش تقرير قديح البيئي في صيدا

أما بخصوص تحديد الأماكن التي تنبعث منها الروائح الكريهة، فلم يتخذ خلال هذه الفترة أية إجراءات أو قرارات جديدة سوى الوعد بردم البحيرة، وبناء عليه إجراء مناقصة لإقامة سياج حول البحيرة المذكورة كي لا يقدم أحد على رمي نفايات فيها، وهي مناقصة حملت جملة من الملاحظات داخل المجلس البلدي لمدينة صيدا نفسه ودفعت بعض أعضائه للإشارة أن الملتزم لم يلتزم المواصفات الفنية التي طرحت عند عرض الالتزام أي أن الردم سيتأخر فترة أخرى كي ينعم المواطنون برائحة أشد..

أما الروائح المنبعثة من معمل المعالجة، يبدو أن لا متابعة جدية لها سوى الطلب بتوسيع إطار عمل المعمل والحصول على إذن من وزارة الأشغال لاستخدام مساحة من الأرض الملاصقة للمعمل وإقامة كسارة جديدة لخلط المتبقيات بالصخور، وهو طلب قدمه رئيس البلدية محمد السعودي شخصياً إلى وزير الأشغال يوسف فينانوس، ويقول بعض أعضاء المجلس البلدي أنه لا علم له بالموضوع ولم يناقش في المجلس البلدي.

أما محطة التكرير ونهر سينيق فلا جديد، وإذا كان وضع معمل المعالجة الحالي يستدعي وجود مطمر صحي للمتبقيات، فإن تحديد مكان المطمر وتجهيزه بحاجة إلى اتصالات ومشاورات سياسية على مستوى عال، ويتعلق الأمر بسياسة المحاصصة الطائفية. ويدور الحديث حول ردم المتبقيات في البحيرة، وبعد الانتهاء منها، وقد نال المسؤولون وعداً بأن تنقل الحكومة المتبقيات إلى الكوستابرافا.

لا حل حالياً لدى رئيس البلدية محمد السعودي، الجواب عن المطمر معلقاً: سأتابع الموضوع مع المحافظ منصور ضو ومع اتحاد البلديات”، ويذكر أن بلدية بقسطا أبدت موافقتها على إقامة المطمر الصحي، لكن مصادر في بلدية صيدا تقول ان أحد رجال الدين البارزين اتصل برئيس بلدية بقسطا إبراهيم مزهر وطلب منه عدم الموافقة وإقفال الملف، لوقوع منزل رجل الدين في مكان مطل على الوادي المقترح لإقامة المطمر الصحي. ويشير أحد أعضاء المجلس البلدي إلى أحد مستشاري زعيم سياسي لبناني قد تدخل أيضاً لمنع إقامة المطمر الصحي، ولدى الاتصال بالمستشار المذكور، نفى الخبر جملة وتفصيلاً، لكنه أشار إلى أنه يرفض إقامة المطمر الصحي في كسارة سعد والظريف، الواقعة في المنطقة ما بين زغدرايا والقرية.

ما بين التلكؤ في تحديد خطة تنفيذية لمعالجة الوضع البيئي في المنطقة وبين النزاع السياسي المستمر حول الموضوع. “سينعم” المقيمون في منطقة صيدا بأيام مليئة بالروائح الكريهة وخصوصاً أننا على أبواب الصيف على الرغم من إنكار وزير البيئة والمسؤولين وجود أية رائحة كريهة تنبعث من منطقة التلوث البيئي في الجانب الجنوبي من مدينة صيدا!

السابق
وديع الخازن: حصة رئيس الجمهورية عرف ميثاقي.. فلا يجوز أن نبخس هذه الحصة
التالي
محمد صلاح سيقود فريق مصر في بطولة كأس العالم