«حزب الله» ومكافحة الفساد: بين النوايا والتطبيق

حسن فضل الله
في 25 أيار تحدّث الأمين العام لحزب الله عن محاربة الفساد، وانطلاقة حزب الله في هذه المعركة، والتي اعلن تسليم المفتاح فيها الى النائب حسن فضل الله. ما هي اراء المتابعين والناشطين حول هذا الاعلان؟

كان الضغط الذي تعرض له حزب الله في  فترة ما قبل الانتخابات النيابية قويا لدرجة ان صوت الناس وصل ولو متأخرا بضعة سنوات. فقدم الحزب برنامجا انتخابيا يقوم على العمل على العمل ومواجهة الفساد والاهتمام بقضايا الناس المعيشية والحياتية والنزول من العلياء قليلا، اضافة الى اعطاء الملفات الانمائية قليلا من الاهتمام، وتُوّج هذا الاهتمام باعلان السيد حسن نصرالله انه وضع هذا الملف المهم جدا بيد النائب حسن فضل الله الذي اشتهر بمطالعته في مجلس النواب في جلسة الموازنة العامة حول الفساد المستشري في الدولة الللبنانية واوصالها حيث بدا الامر وكأنه اتشف مؤخرا.

إقرأ ايضا: المحامي حسن عادل بزّي: الاستقالة أشرف من أنّه تطمروا أشرف الناس بالزبالة

في هذا الاطار، أكد الناشط المدني المحامي حسن بزي لـ”جنوبية” ردا على سؤال فقال “من المفترض أن هناك ملفات على مستوى الحكومة اللبنانية والدولة ككل ستكون بارزة من خلال النائب حسن فضل الله وسيُحكى فيها. وهي ليست بجديدة، بل موجودة منذ زمن، علما ان النائب فضل الله قد تعاون معي في عدد من الملفات، كالملف العقاري في الجنوب، وملف الألياف الضوئية لشركة GDS وذلك من خلال تأمين المستندات اللازمة للملف. والنائب فضل لله مشهود له في هذا الاطار، وهو كان يساعدني على المستوى الشخصي لا الحزبي وقد تكلم في كلمته الشهيرة في مجلس النواب عن الفساد بشكل تفصيلي دون اي تحضير او تنسيق مع كتلة الوفاء للمقاومة، التي ينتمي اليها. فهذا الجهد من قبله جعلي أتعاون معه، خاصة ان كفه نظيف، وقد تم اختياره لهذا السبب”.

وفيما يخّص توظيف ابنه قال “كان ابنه قد فاز بالمسابقة عن جدارة، ولكن بسبب الكلام الذي صدر على وسائل التواصل الاجتماعي جعل ابنه يتخذ هذا الموقف لأجل كرامة والده”.

اما عن اختيار السيد حسن للنائب فضل الله، فيرى المحامي بزي انه “كان اختيار نتيجة تاريخه في مقاربة الملفات في جلسات اللجان كموضوع النفط والكهرباء وايجارات الدولة ومتابعتها”.

إقرأ أيضا: الفساد في لبنان أصبح طريقة حياة وليس آفة

وعن امكانية تسلّمه وزارة مكافحة الفساد قال بزي “ان ذلك غير ممكن لكون حزب الله قرر فصل النيابة عن الوزارة حسبما صرح السيد حسن نصرالله، ولا اعتقد أن الحزب ينوي تسلم هذه الوزارة غيرالعملية”.

وحول ملف “الكوستا برافا” الذي تابعه قضائياً المحامي بزي مع عدد من زملائه في محموعة الشعب يريد اصلاح النطام، وكان قد اتخذ القرار فيه نتيجة موافقة كتلة الوفاء للمقاومة عليه، قال بزي “هذا الملف هو خارج اطار التنسيق معا كلياً “.

لكن بزيّ وعد انه “سيطرح آلية تعاون”، و”سنشير الى الملفات التي سنطرحها عليه وسيكون هناك جدول لقاءات”.

من جهة ثانية، يقول ناشط متابع لملفات وزارة الصحة بشكل خاص، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن “احدى الناشطات تابعت أحد ملف الفساد مع أحد النواب المعنيين في مكافحة الفساد في حزب الله منذ أشهر، ولكن الى اليوم لم تتلق أيّ جواب، وكان الرد يأتيها دوما انه غير موجود. وحزب الله تسلّم ملفات عدد من الوزارات، التي فيها له خصوم، وله فيها حلفاء وغيرهم، ويضم رؤوسا كبيرة، لكن لم يتحرك أحد منهم، ولم يدعموننا في أي ملف، فالبلد كله “بوتقة فساد واحدة””.

من جهة ثالثة، يؤكد الناشط المدني حسين عزالدين، لـ”جنوبية” بالقول “نحن نعرف انه منذ وصول حزب الله الى السلطة، وهم يقولون شيء وينفذون شيئا آخرا، وهم دخلوا الى ملف الفساد ليكون لهم حصة في محل ثان. ولا نصدقهم الا في حال تطبيقهم ما يقولون. وهم يتحدثون عن محاربة الفساد حتى ينالوا حصصهم من الرئيس نبيه بري، فلا يمكنهم مواجهته الا بهذه الطريقة، حيث ارتأوا الدخول الى هذا الملف بهذه الطريقة”.

السابق
ناشطون بقاعيون يدّعون على «الهيبة»: الخارجون عن القانون ليسوا أبطالاً!
التالي
باسيل يرفض تعاظم حجم القوات ويطالب بمضاعفة حصة التيار الحر