ناشطون بقاعيون يدّعون على «الهيبة»: الخارجون عن القانون ليسوا أبطالاً!

هل يتم إيقاف عرض مسلسل "الهيبة"؟

تحت شعار #علي_صوتك أَطلقت مجموعة من الناشطين  حملة إعلامية  ضدّ مسلسل “الهيبة” في جزئه الثاني “العودة” إحتجاجا على الصورة المسيئة التي يعكسها عن منطقة بعلبك – الهرمل. وقد لاقت هذه الحملة صدى مع  تقدم 22 محاميًا بـ “إخبار” أمام النيابة العامة التمييزية بتهم النيل من هيبة الدولة، وإضعاف الشعور القومي، والتشجيع على مخالفة النظام العام، والتشهير بسمعة منطقة بعلبك – الهرمل وتقديمها ضمن قالب إجرامي خارج عن القانون،وذلك بهدف الضغط لوقف عرض المسلسل. واحال النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود الإخبار على قسم المباحث الجنائية المركزية للتحقيق.

وفيما دافع صادق الصباح منتج المسلسل عن العمل، مؤكداً أنه في مقدمة العمل تحمل رسالة موجهة للجمهور مفادها أن “العمل من وحي الخيال ولا يعبر عن الواقع”. إلّا أنه في الواقع من يشاهد حلقة واحدة من هذا المسلسل يدرك بديهيا ان البيئة المقصودة بهذا العمل هي معروفة  خصوصا أن اللهجة المعتمدة لمعظم شخصيات “الهيبة” هي لغة أبناء منطقة بعلبك – الهرمل وهو ما عبّر عنه نقاد العمل.

وفي حين أن المسلسل حاز على اعجاب  شريحة واسعة من الجمهور، إلا أن هناك فئة أخرى عبرت عن مدى إمتعاضها من أحداثه التي تُظهر ابناء بعلبك – الهرمل وكأنهم جميعا خارجون عن القانون ومهربو ممنوعات من سلاح ومخدرات، وفيما لا ينكر ابناء المنطقة وجود هذه الظاهرة  في مجتمعهم إلا أن هذا لا يدعو بالضرورة إلى وصم المنطقة بأكملها بها. من جهة ثانية يرى البعض أن الخلطة اللبنانية – السورية في دراما تمثيلية موحدة غير منطقية، نظرا لتفاوت الثقافة وطريقة الآداء خصوصا أن العمل يتحدث عن بيئة وثقافة محددة،  فنرى أن دور البطولة يؤديه الممثل السوري تيم حسن الذي يتحدث باللهجة السورية ما يخلق تنافرا في المشهدية العامة  ويجعل حبكة العمل غير مقنعة للمشاهد، ويخرج بمخيلته  الى فضاء غير واقعي.

وفي إتصال لـ “جنوبية” مع المدعي على فريق عمل مسلسل “الهيبة” المحامي أشرف الموسوي أوضح أن “مجموعة من المحامين أغلبهم من منطقة “بعلبك – الهرمل” تقدموا بالإخبار بعد الإستياء العارم لدى أغلب الأوساط وعلى كل المستويات الشعبية من طريقة التلميح والإيحاء في هذا المسلسل الذي يسيء بطريقة غير مباشرة لعادات وتقاليد عشائر وعائلات منطقة بعلبك – الهرمل”.

عرض الحلقات بهذا الشكل وتقديم منطقة بعلبك بقالب إجرامي هو الأمر الذي إستفز المشاهد في البقاع، بعلبك – الهرمل خصوصا أن اللهجة المعتمدة هي اللجهة “البعلبكية” للترويج  لفلكلور “مافياوي” من جهة عبر تقديم صورة نمطية عن منطقتنا تفيد بوجود ثقافة وتقاليد تتناقض مع فكرة النظام العام والقانون والأمن الإجتماعي بالمطلق”، لافتا إلى أنه “صحيح ان ظاهرة السلاح المتلفت موجودة و الوضع الأمني هش في مناطق محددة إلا أنه ليس بالشكل المطروح في المسلسل”. كما رأى أن “إدخال عنصر الدعارة غير مقبول خصوصا أن هذه المنطقة تخلو من هذه الظاهرة الإجتماعية “.

وتساءل الموسوي “لماذا يتم تصوير منطقة  بعلبك – الهرمل دائما كنموذج للفلتان الامني وخارجة عن القانون علما أن هذه الظواهر موجودة في مختلف المناطق اللبناني”. وأضاف “لماذا لم يتم الإضاءة على الجانب الإيجابي في المنطقة من قيم وعادات”.

وفي الختام اكّد الموسوي أن “الإيحاءات والتلميحات في المسلسل من شأنها المس بهيبة الدولة، مشيرا أنه “دورهم كمحامين إنتهى بتقديم إخبار بناء على معطيات أصبحت جميعها بمتناول وسائل الإعلام بإنتظار قرار مدعي عام التمييز بتوقيف العمل أو فرض على القييمين على المسلسل توضيح معين”.

وفي حديث لـ “جنوبية ” مع الإعلامي والناشط السياسي حسين شمص أوضح انه بدأ حملته التي تستهدف “الهيبة” منذ العام الفائت مع عرض الجزء الأول وذلك إعتراضا على عدة مشاهد في العمل منها الإقدام على حرق احد الاشخاص من أبناء المنطقة لمعاقيته، وهو ما تزامن مع حرق “داعش” للطيار الأردني معاذ الكساسبة  في وقت لا تمت هذه الممارسات بصلة  لواقع المنطقة. ولكن العام الماضي  لم يلق  تجاوبا مع حملته. ولفت “أن مضي  المسلسل خلال جزئه الثاني  في إعطاء صورة سلبية عن المنطقة  هو امر  مسيئ  للبنان عموما وأهالي البقاع خصوصا”.

إقرأ أيضاً: «الهيبة» على خطى باب الحارة.. يحيي الأموات!

وأشار شمص  “المسلسل بُني على واقع موجود، لكن تمّ تضخيم هذه الصورة  بشكل مسيء، فإذ كان العمل مصيبة  فتصريح منتج العمل حوله  مصيبة أكبر “، مشيرا الى ان ” مسلسل الهيبة معروف بالنسبة للجميع ومعروف ايضا الجهة المقصودة خصوصا أن اللهجة المستخدمة هي لهجة ابناء المنطقة اي بعلبك”.

وأكّد شمص أن “الأمر الأخطر هو تصوير شخصية مهرّب للمخدرات وتاجر أسلحة يعتدي على الناس على أساس انه نموذج للشخص الشهم ليتحول الى مثال سيئ للشباب، يؤثر في سلوكهم من حيث  التماهي بشخصية خارجة عن القانون بالشكل والمضمون” مشيرا إلى أنه “أصبح لافتا حمل السلاح و”التشبيح” بالسيارات”.

إقرأ أيضاً: الهيبة.. والعودة الناقصة!

وفي الختام شدّد على أن “الإعتراض قائم على تضخيم الصورة وإظهار المخلّ بالقوانين على أنه “بطل” وشرعنة هذا الأمر، في وقت أن هذه المنطقة فيها من المثقفين والشرفاء والعادات والتقاليد الإيجابية التي  لم يتم التطُرق إليها”. مؤكدا أنه “كان من المفترض منع عرض هذا العمل منذ البداية  أو حذف بعض المشاهد، إلا أنه نظرا لمحدودية الإمكانات الضاغطة” وقال ” الأهم أنه تم رفع الصوت عاليا في الإعلام وفي اوساط الرأي العام لنؤكد  للجميع أن أبناء المنطقة ليسوا على هذه الشاكلة”.

 

السابق
تعرّفوا على كهف «براكن بات» الذي تحوّل إلى احد أكبر مستعمرة خفافيش في العالم!
التالي
«حزب الله» ومكافحة الفساد: بين النوايا والتطبيق