فايد لـ«جنوبية»: نصرالله يحاول مصالحة الداخل والتحصن بالموقف الوطني

راشد فايد
نصرالله حمّل في خطابه الأخير الحكومة اللبنانية مسؤولية حماية المتضررين من العقوبات الأمريكية، فهل على الحكومة اليوم أن تغطي انتهاكات حزب الله؟ وهل من مسؤولية الدولة اللبنانية إصلاح ما أفسده الحزب!

“يا ليته لو تذكر الدولة اللبنانية، حينما خاض الحروب التي خاضها، وما جنت أياديه في الخارج من الكويت إلى بورغاس في بلغاريا”، بهذه الكلمات بدأ عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد تعليقه على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

فايد الذي رأى في حديث لـ”جنوبية” أنّ “الخطاب أولاً يوحي بعقلانية وهدوء لم تتحلَّ بهما أغلب خطب السيد نصرالله السابقة، فهو يحاول أن يحوّل أزمة الحزب مع أمريكا وغيرها إلى أزمة بين لبنان والدول المعنية، وهذا ما يفسر تساهله المعلن تجاه تشكيل الحكومة المقبلة“، لفت بالتالي إلى أنّه “يبدو واضحاً أنّ الأمور لا تسير في الاتجاه الذي كان يدعو إليه أي الادعاء بتفوق جماعة إيران في المنطقة ولذا سادت خطاباته الأخيرة لهجة هادئة ومعتدلة إلى حد ما، ومن الواضح أنّه يحاول مصالحة الداخل كي يتمكن من وضعه في مواجهة ما ستأتي به العقوبات الأمريكية والسعودية والخليجية لاحقاً، وأن يتحصن بالموقف الوطني الذي لم يشهده لبنان في السابق أي البحث عن إجماع داخلي”.

إقرأ أيضاً: الحكومة الجديدة إذا ولدت: الاقتصاد لنصرالله والدفاع لخامنئي؟

وأشار فايد إلى أنّ ” السيد نصرالله يفترض الآن أن الإجماع آتٍ لا محالة وتالياً يطرح الموضوع على اللبنانيين ككل وهو الذي تجاهل مصالح اللبنانيين حين فتح معركة ضد دول الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية، وحين أيضاً امتدت يد حزب الله إلى خارج لبنان سواء إلى الحرب في سوريا أو الدعم القتالي في العراق أو ما نسب إليه من أعمال إرهابية سواء في بلغاريا في بورغاس أو خلية العبدلي في الكويت”.

إقرأ أيضاً: نصرالله يحتمي بالدولة اللبنانية ويطلب منها مواجهة العقوبات الأمريكية

بعد كل ما سبق ما هو الموقف الذي ستأخذه الحكومة اللبنانية؟ يرى فايد أنّ “الحكومة اللبنانية بالتأكيد ستحاول التضامن مع مصالح الشعب اللبناني ولكن هذا التضامن لا ينفي مسؤولية حزب الله عمّا وصلت إليه الأمور، وليس بالضرورة أن يكون هناك إجماع في الحكومة يدعم موقف حزب الله، ولكن سيكون هناك بالتأكيد سعي إلى التخفيف عن الأضرار التي ستنجم عن العقوبات التي تشمل حزب الله وسترتد جزئياً على اللبنانيين جميعاً”.

ليختم المحلل السياسي والصحافي بالقول “العجيب أنّ السيد نصرالله لم يستشر اللبنانيين يوم كبّر دوره في المنطقة، والآن يدعو اللبنانيين إلى حمايته من نتائج أعماله”.

السابق
توتر أمني في بعلبك وتبادل إطلاق الرصاص والقذائف
التالي
سليم لـ «جنوبية»: الصمت عن الغارات هو الأستر لإيران ولحلفاء إيران