سليم لـ «جنوبية»: الصمت عن الغارات هو الأستر لإيران ولحلفاء إيران

لقمان سليم
وضع الميليشيات الإيرانية ومن بينها حزب الله لم يعد مستقراً على الساحة السورية، فما بين الغارات "اليومية"، والقرار الإقليمي بإخراج القوات الأجنبية من الآتون السوري.. السؤال الذي يُطرح حالياً، ما هي هوية المرحلة المقبلة؟ وما أسباب هذا الصمت من قبل إيران وحزب الله على حد سواء أمام الاعتداءات التي توصف بـ"المجهولة"؟

يرى مدير مركز «أمم للأبحاث والتوثيق» الباحث والمحلل السياسي لقمان سليم أنّ ما يجري يجب قراءته في أكثر سياق، وأنّ السياق الأوّل هو الأكثر مادية والمرتبط بحجم الغارات وحجم الاستهدافات المجهولة التي لا يعرف من وراءها. وأشار سليم في حديث لـ”جنوبية” أن “ما حدث يوم 10 ايار بعدما أعلنت اسرائيل أنّها شنت خلال ساعات عشرات الضربات على عشرات المواقع الإيرانية في سوريا، هو تقديري هذه ليست فقط رسالة عسكرية أنّ ميزان القوى غير متكافئ، ولكن هو تأكيد أيضاً بأنّ هذه الجهة التي قد دخلت في الصراع مع إيران لن تتراجع لاسيما وأنّ الردود قد بدت وبشكل واضح أنّها رمزية وفولكلورية”.

ورأى المحلل السياسي أنّه “ليس فقط ميزان القوى العسكري ليس راجحاً لمصلحة إيران، إنّما هناك أيضاً ميزان قوى سياسي ليس راجحاً لمصلحتها وهذا ما يعبر عنه الموقف الروسي الذي بدا واضحاً أنّه قد أعطى الضوء الأخضر لهذه الطائرات ولهذه الصواريخ بأن تدخل المجال الجوي السوري وأن تسقط حيث تشاء”.

إقرأ أيضاً: الضغوطات الدولية تتعاظم على حزب الله ونصرالله في مرمى المحكمة الدولية

ولفت سليم إلى أنّه “اليوم نستطيع أن نقول أنّ إيران ليست في حالة تسمح لها بالرد وعملياً تعتبر أنّ الصمت عن هذه الغارات هو الأستر”، ليضيف في هذا السياق “عادة الأستر كان القول عبارة الرد في المكان والزمان المناسبين، اليوم أصبح الأستر بالنسبة لإيران ولحلفاء إيران هو أن يتصرفوا وكأن شيئاً على الإطلاق لم يحدث، علماً أنّ من سمع خطاب السيد حسن نصرالله هذا المساء يدرك جيداً أنّه لربما هناك الكثير مما يحدث ليس فقط على الجبهة العسكرية، حيث أنّ كل كلامه عن موضوع العقوبات وتحميل المسؤولية للدولة اللبنانية يدل على أنّ هذه العقوبات بخلاف ما كان يقول ليست نكتة ولا تؤثر كما كان يردد دائماً، إذ يبدو أنّها تؤثر وتؤثر كثيراً. فإن تحدثنا على 3 قوائم السياسة والعسكر والمال، وفي الثلاثة إيران لا تملك إمكانيات حقيقية للتصدي نفهم أنّ السترة هي الشيء الوحيد الباقي”.

إقرأ أيضاً: المد الإيراني ينحسر.. وسوريا الاختبار الأول

ما هو مستقبل إيران وحزب الله في سوريا في ظلّ هذه التطورات؟ يرى الباحث والمحلل السياسي لقمان سليم أنّه ما زال من المبكر الحديث عن المستقبل إذ “لا شك أنّ هناك اليوم لحظة مد للقوى المناهضة لإيران، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أنّ إيران فقدت كل أدواتها، فإيران لا تعتمد دائماً على القوة الصلبة والخشنة والمباشرة وهي ما زالت تمتلك الكثير من خلال ما اخترقته للمجتمعات في هذه المنطقة خلال العقود الماضية، وخطر اختراق إيران لمجتمعاتنا لا يتدنى على الإطلاق عن خطر ما تملكه من قدرات صاروخية. وبالتالي بتقديري أنه علينا أن لا نستعجل في الحكم، فهناك لحظ جزر إيرانية ولكنها في هذه اللحظة، وعلينا أن نتريث لنرى ما ستكون عليه الأمور”.

السابق
فايد لـ«جنوبية»: نصرالله يحاول مصالحة الداخل والتحصن بالموقف الوطني
التالي
ترامب: الأمور تسير بشكل جيد في اتجاه انعقاد قمة مع الزعيم الكروي