عين واشنطن على طهران.. ومخرز إسرائيل على الضاحية..

اخر مستجدات الخطورة التي تحدث عنها وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية “ميخائيل او مايك بومبيو” الذي عينهُ مؤخراً في ذلك المنصب بعد خدمةً طويلة في الجاسوسية، وترأسهِ “وكالة المخابرات الامريكية” المعروفة تحت اسم وشعار
“سي أي أيه”. لم يُعينهُ إلا بعد عدائهِ التاريخي في ما يُسمى الإرهاب او من ورائه سواءاً كانوا من دول مشبوه كأيران، او أفغانستان، او باكستان، او حتى منظمات صغيرة لكن افعالها كبيرة وخطيرة ومؤثرة.
“كحزب الله” اللبناني، وحركة الجهاد الأسلامية، في فلسطين وحركة حماس. ومنظمة الأخوان المسلمين في مصر والسودان، وحركة الشباب في الصومال، ولهُ تصريحات عنيفة في إتهام المسلمون مباشرة بعد كل إعتداء على أراضي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا في السنوات القليلة الماضية بحيث قال بالحرف الواحد “لماذا تخافون من توجيه الاصابع نحو المنفذين للتفجيرات الأرهابية ،انه الاسلام ومن يقف ورائه”.عدا عن مواقف الرئيس دونالد ترامب التي كانت دائماً تُسيلُ لها لُعاب الوزير القادم الى السياسة في اكبر منصب يُحددُ العلاقة الخارجية لطموح وتغلغل وفعالية السياسة الخارجية الامريكية.

اقرأ أيضاً: أميركا وشروطها الـ12 تحشر إيران في زاوية العقوبات أو الاستسلام

وكان عندما طرح البنود “الإثنتا عشر” في تحدى عن برنامج الإلغاء للإتفاقية للإنتاج النووى الإيراني التي كانت صفقة العصر للرئيس الأمريكى السابق “باراك اوباما”. حيثُ شكل فريق عمل دولى وواسع في إبرام الإتفاقية المعهودة، التي سادت وسارت على نار هادئة شبه مقبولة من المجتمع الدولى كافة .برغم التحفظ و الفيتو الإسرائيلي الوحيد الذي اعتبر الإتفاقية بمثابة أعتراف دولى لدى حق إيران في “التخصيب والتطوير لمشاريعها النووية” المستقبلية، التي تراها إسرائيل تشكل تهديداً حقيقياً للإستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
لكن يجب ان نتأكد من حقيقة (فُض الإتفاق )من جانب واحد ومن طرف لا يحترم اساساً الأسس الواقعية، لما قد ينتجُ عن العودة والعدول عن نصوص الإتفاق،هذا أذا ما نظرنا من تخبط وإختلاف في الأراء مع الشريك الأوروبي والحليف الدائم للولايات المتحدة الامريكية ،فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الذين يُشكلون القوة الداعمة لحلف الناتو”شمال الأطلسي” التي تتزعمهُ امريكا في صد ووجه كل من يخرج عن مسارات وإستقرار الأمن في “القارة العجوز اوروبا”، التي تُعتبرُ جارة “للجمهورية الإسلامية الإيرانية” الداعمة الأولى والمصدرة للإرهاب حسب تصور امريكا وحلفاؤها في المنطقة، وفِي طليعتهم إسرائيل والمملكة العربية السعودية .التي تخوض وتقود حلفاً عسكرياً ضخماً ضد ايران وحلفاؤها في اليمن تحت شعار عاصفة الحزم ،ودوّل الخليج العربي الذين “عادوها وخاصموها ” بعد نجاحها وأنتصارها ودحر نظام الشاه وتعويم الثورة الخمينية منذُ كانت في مهدها الاول عند إندلاعها سنة “١٩٧٩”.
إذاً ها هي البنود الحمراء التي حددها مايك بومبيو في التوجه بالخطاب والوعيد و التهديد لإيران في التوقف عن دعم المنظمات الإرهابية، وتمويلها وطالت التهديدات كبار المسؤلين في قيادة حزب الله اللبناني بعد الحظر المالى ومراقبة حسابات المصرفية والبنكية لكل “من الأمين العام السيد حسن نصر الله”، ونائبهِ الشيخ نعيم قاسم واخرون مِمَّن لهم دوراً مشبوهاً في تصريف اعمال الحزب المادية في لبنان وسوريا وإيران ودوّل أفريقية ،لكن الحزب الخارج للتو من تحقيق إنتصار، فازّ في أنتخابات ترعاها امريكا نتيجة الحضور الرسمي ومراقبتها في العملية التحضيرية للإنتخابات، وتلك كانت ورقة ومسودة الحكومة اللبنانية وشروطها بعد إتخاذ قرار الإنتخابات في بداية ومطلع العام الحالى “٢٠١٨”،في القصر الجمهوري وحضور السفيرة الأمريكية وتواجد وزراء حزب الله ،وللتتويج في مراسم التعيينات بعد نهاية الإنتخابات؟ وكان اخرها التجديد لحليف حزب الله” الإستاذ نبيه بري” في رأسة الندوة البرلمانية دورة سادسة دون منافس، لكن على ما نراه من السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكة ترتبط في مدى الأعباء الصهيونية والضغوطات والتهديدات المباشرة عن خوض حرب طويلة المدى، على طهران قد تحصل وتقع و تؤدى الى بلوغ أزمة تاريخية وخطيرة تتبدل حِيالها معالم الشرق الاوسط.

اقرأ أيضاً: بانتظار انسحابها: إيران تتلقى الضربات بصمت في سوريا

وهناك أَعْيُن على بيروت ولبنان والضاحية، حيث ترى إسرائيل بأن حزب الله اللبناني يُشكلُ المخرز الواقعي والمقاوم الشرس والحيًّ الدائم للعين الصهيونية.
كما لا نجد إحراج في التدخل الغربي والأوروبي السريع. لفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وبقية الدول التي تخشى الأنصياع للأمريكى في عدم أحترام الإتفاقية.
لذلك الخيار للحرب مطروح وموجود على مسودات وأجندات امريكا، واسرائل، وإيران، وحزب الله، وإن كان مايك بومبيو الوافد الجديد والمخضرم واللاعب الاقوى على الساحة الدولية كما يراها دونالد ترامب في أحادية وإنفراد إتخاذ قرارات الحرب والسلم ساعة تشاء حتى لو تجاوزت امريكا عهودها التاريخية.

السابق
غسان صليبي: الدولة منحازة إلى المدارس الخاصة ذات المرجعيات الطائفية
التالي
وئام وهاب: تحية للمقاومة وشهدائها وسيدها