الحريري في نسخته الثالثة: حكومته قوية أم ضعيفة؟

يحمل في جعبته الكثير من الملفات الشائكة التي ينوء بحملها أقوى رئيس حكومة. فكيف كان الحال مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يراد له ان يكون ضعيفا.

حتى مساء اليوم، يكون الرئيس سعد الحريري قد أصبح الرئيس المكلّف رسميّا من قبل الأكثرية النيابية لتأليف الحكومة. فهل سيكون الرئيس القوي في حكومة تحمل الرقم 46 منذ اعلان اتفاق الطائف. وهل سيتمّكن من تشكيل هذه الحكومة بالسهولة اللازمة؟ وما هي العقبات والالغام المزروعة امامه؟

إقرأ ايضا: فؤاد مخزومي يبحث عن تكتّل ويبايع سعد الحريري

برأيّ مصدر مطلع، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ”جنوبية”، ان “الغالبية النيابية بمختلف الكتل ستسمي الرئيس سعد الحريري، إلا كتلة حزب الله التي لم تسم الحريري للحكومة حيث تركوا الأمر للرئيس عون ولن يسمّوه بشكل مباشر. وليس بالسهولة ان يسميّه نواب الحزب بسبب العلاقة المتوترة بين الطرفين، وكل ذلك بالإتفاق مع الرئيس نبيه بريّ. وانطلاقا من انهم لا يحبون الدخول في علاقة مباشرة مع الرئيس الحريري. واليوم يطالبون بوزارات مهمة على عكس المرات السابقة، ونحن في لبنان نميّز بين حقائب سيادية وحقائب غير سيادية على عكس ما يجري في الدول التي تحترم نفسها حيث لا تميز بين الحقائب. اضافة الى ان قيادة حزب الله ليست مستعدة للدخول بالتفاصيل مع الرئيس سعد الحريري”.

ويتابع المصدرالمطلّع، بالقول “ويترصد الرئيس الحريري معوّق آخر هو معوق سنيّ، حيث انه مُجبر على قبول وزير سني من خارج كتلته على الطاولة الحكومية، لأن 10 نواب من خارج كتلته، قد فازوا بالنيابة، وبالطبع سيكون لهم وزيرا”.

ويؤكد، المصدر، انه “بتقديري ستكون العوائق داخل الحكومة ايضا مسيحية–مسيحية، أي بين القوات والتيار الوطني الحر، وخاصة انها بدأت أمس تباشير الحرب بين الطرفين خلال انتخابات هيئة مكتب المجلس حيث حلّ النائب آلان عون محل النائب أنطوان زهرا، رغم ان “القوات” كانت قد رشحت نائبا من كتلتها لهذا المنصب. خاصة ان دور هيئة مكتب المجلس مهم اذ إنها تشارك في جدولة اعمال المجلس ووضع المشاريع واقتراح قوانين واعمال أخرى. وان كانت الكلمة الأخيرة فيها للرئيس نبيه بريّ”.

ويرى المصدر، أن “القوات اللبنانية خسرت ورقة قوية كانت بيدها، اضافة الى ان النائب آغوب بقرادونيان هو ايضا من اعضاء “تكتل لبنان القوي” التابع للتيار الوطني الحرّ”.

ويشدد المصدر على انه “من هنا المشكلة، ستواجه القوات اللبنانية نوعا من الحرب وحصارا حيث يعمل البعض على تطييرها من الحكومة من خلال منحها حقائب لا تريدها، وليست بسيادية، حيث ستعرض عليها حقيبتين لن تأخذ بهما. مما سيطرح السؤال التالي هل ستقبل السعودية باضعاف كتلة القوات اللبنانية؟”.

ويشدد، المصدر، قائلا “في حال سيطرة التيار الوطني الحرّ على المقاعد المسيحية في الحكومة سيكون من غير مصلحة حزب الله وحركة أمل ذلك. لذا، يجب الوقوف بوجه تكتل “لبنان القويّ”. والرئيس نبيه بريّ سيعمل على عدم عزل القوات اللبنانية، لأن العزل القواتي ليس من مصلحة الثنائي الشيعي، فالبديل هو سيطرة التيار الوطني الحرّ و”المستقبل” على الحكومة. وقد أسهم وجود “القوات اللبنانية” في الحكومة بمواجهة طويلة ضد صفقات البواخر”.

سعد محيو
سعد محيو

من جهة ثانية، يرى المحلل السياسي، سعد محيو، انه “مئة بالمئة هي حكومة ضعيفة، فعلى ماذا سيتفقون، وما هو البرنامج الوطني المشترك في ظل التوجه الاقليمي الحالي، اضافة الى المصالح الخاصة والمتضاربة خاصة بين المسيحيين والمسلمين، والرئيس سعد الحريري في وسط هذه المعمعة، اضف الى كل ذلك التطورات الإقليمية الخطيرة التي ستشتعل، والموقف من إيران، و”الخربطة” بين روسيا وايران، فالوضع دقيق جدا”.

إقرأ ايضا: المشنوق يخرج وحيدا من قصر بعبدا بُعيد تسمية الحريري

ويختم سعد محيو، قائلا “حتى لو تشكّلت هذه الحكومة، فانها ستظل حكومة تصريف اعمال. وبالأساس هو ليس قويا، اضافة الى مشاكله داخل التيار الازرق الذي يتزعمه، ويمكن القول ان القيامة قايمة بين الوزير نهاد المشنوق والرئيس سعد الحريري حاليا”.

فالرئيس القوي هو الرئيس الذي يحمل معه ملفات أقل، وعقد أقل، وهذا ما لا ينطبق على حكومة الرئيس الحريري العتيدة، الذي يحمل ملفات الفساد والغلاء والنازحين والاسلاميين وسلاح حزب الله..

السابق
التيار العوني وحزب الله يعزلان «القوات».. والبداية من المجلس النيابي
التالي
حزب الله يستجيب ويرفع عوائق مستشفى الرسول الأعظم باتجاه برج البراجنة