تفاصيل الغارات الإسرائيلية «السرّية» على المواقع الإيرانية في سوريا

الغارات الاسرائيلية باتت مسلسلاً يومياً في سوريا، إلا أنّ اللافت هو غياب الإعلام!

يتداول ناشطون سوريون ولبنانيون كل ليلة أنباء عن غارات تستهدف مواقع إيرانية في سوريا، إلا أنّ اللافت هو التعتيم حول هذه الأنباء التي لم تشق طريقها إلى وسائل الإعلام، وكأنّ الميدان السوري تمّ عزله، وحجبه إعلامياً، ولم يبقى من متنفس للتوثيق إلاّ مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما تترافق هذه المعطيات حول الغارات، مع هدير الطيران الحربي التابع للعدو الإسرائيلي والذي يحلق كل ليلة في الأجواء اللبنانية، يبقى الصمت – الإعلامي والسياسي- هو سيد الموقف منذ ما يقارب الخمسة أيام، فلا استنكار ولا تنديد ولا اعتراف ولا تبني!

اقرأ أيضاً: الهجوم الاسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا: هل انتهت الحرب بالوكالة؟

كل هذا يسجّل في سياق التطورات على الساحة السورية، فها هي أمريكا تضع شروطاً عديدة لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وفي طليعة هذه الشروط انسحاب الميلشيات الإيرانية من سوريا. مع العلم أنّ موقف الإدارة الأمريكية من تواجد القوات الإيرانية في سوريا، يأتي بعد تصريح لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكّد بموجبه على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، ومنعاً لأي لغط في تفسير عبارة “القوات الأجنبية”، أوضح مبعوث بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف أنّ المقصود هو القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله والقوات التركية والأميركية.

وفيما يضع المراقبون الغارات “السرية”، في سياق الضغط على إيران وميلشياتها، لاسيما وانّ التنسيق الروسي – الاسرائيلي في مسألة استهداف مواقع تابعة لإيران وحزب الله في سوريا، هو أمر مسلم به باعتراف الطرفين، إلا أنّ ما يثير الجدل حالياً هو انتقال الجانب الإيراني ومعه حزب الله من مرحلة “الرد في المكان والزمان المناسبين”، إلى مرحلة “الإنكار”، وعلى مبدأ “غارات الليل يمحوها النهار”، يتم التعامل منذ أيام عدة مع تواطؤ إعلامي فادح!

في هذا السياق يؤكد  مدير مركز Backhome لدراسات مكافحة الإرهاب في باريس، السياسي السوري المعارض وائل الخالدي لـ”جنوبية” أنّ  “اسرائيل قد استهدفت مؤخراً خمسة مواقع إيرانية رئيسية من أصل 19 موقعاً”، لافتاً إلى أنّ الناشطين قد أحصوا هذه المواقع بالوثائق وقد تمّ اعتماد الملف لدى الأمم المتحدة.

يوضح الخالدي أنّه “قد سقط في هذه المواقع أكثر من 70 قتيلاً إعترفت قاعدة حميميم الروسية بخمسين منهم على الأقل”.

 

وفيما يؤكد السياسي السوري أنّ القصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية أصبح عادة شبه يومية، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة الى روسيا، يشير بالتالي إلى أنّ “اللقاء الأخير بين بوتين ونتنياهو نجم عنه تناغماً بين الطرفين مع خطة التحالف الدولي بطرد ايران من سوريا، وفرض حل سياسي متوازن داخلي يفضي إلى رحيل الأسد وبقاء الروس فترةً أطول وأهدأ بموافقة دولية”.
ويتابع الخالدي “بات الآن واضحاً لكل مراقب للشأن الروسي أن قرار إنهاء الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا قد تم إتخاذه في مواقع صنع القرار”.

اقرأ أيضاً: لماذا قد تكون 2018 عام الحرب بين إسرائيل وإيران؟

ولفت الخالدي إلى أنّ “ترافق القصف الاسرائيلي مع تعتيم إعلامي أصبح فظاً ومستغرباً، وهو يتماشى مع سياسة عدم التبني الإسرائيلية وعدم التصريح الإيراني،و كأنّ اللعب الثقيل والمباشر بين الطرفين لا يريد إعلاماً بل يريد معركة كسر عظم من غير جمهور”.

ليختم بالقول “أعتقد أن التعتيم الإعلامي المنظم يهدف لعدم دفع إيران للرد تحت سطوة الشارع الممانع ويطيب له أن تتلقى إيران ضربات نوعية دون الإنجرار لحرب مباشرة بين الطرفين ستكون انعكاستها كارثية على سوريا ولبنان،ولكن هذا الإعلام سيصل لنقطة معينة ويبدأ بإخراج التفاصيل وإحراج الإيراني بعد أن تكون قد ضعفت قوته وانتهت قدرته على الحرب الشاملة، ومال باتجاه التسوية والرضوخ للانسحاب وتحديد الخسائر”.

السابق
عادات المسلمين في شهر رمضان.. تحاول مقاومة التغيير
التالي
«أثر الإحراج السفسطي في فلسفة أفلاطون»… لوداد الحاج حسن