«أثر الإحراج السفسطي في فلسفة أفلاطون»… لوداد الحاج حسن

كتاب
عن "دار الفارابي" في بيروت، صدرت للدكتورة اللبنانية وداد الحاج حسن، دراسة جديدة تحت عنوان: "أثر الإحراج السفسطي في القول الفلسفي الأفلاطوني". وفي طبعة أولى أواخر الـ2017.

“هذه الدراسة لتأثير الإحراج السفسطي في فلسفة أفلاطون، هي – وكما توضح الكاتبة في تقديمها لها – ثمرة عدّة سنوات من الدراسة والتأمّل ومن التّعليم والمحاجَّة. ما نقدّمه ليس معالجة شاملة للحركة السفسطائيّة ولا لفلسفة أفلاطون. بل نقدِّم، ببساطة، إعادة تأويل وإعادة تقييم لأثر الفكر السفسطائي في تطوّر فلسفة أفلاطون لجهة الأجوبة التي قدّمها هذا الأخير عن الأسئلة – الإحراجات التي طرحها السفسطائيّون، والتي وسمت فلسفته وحدّدت مسارها”.

ومما جاء في نصّ مقدمة هذه الدراسة: جرت العادة، عند الحديث عن أفلاطون، على التوقف على نظرية المثل وترجمتها السياسية – الجمهورية الفاضلة – ما يجعل أفلاطون، بذلك، جزءاً من تراث الفلسفة اليونانية القديمة، مقطوعاً عن المشكلات الفلسفية الأخرى فيما يخص المعرفة والحقيقة وعلاقة اللغة بالأشياء.

اقرأ أيضاً: العلاقات الأميركية – الإيرانية في كتاب «بين الشّاه والفقيه» لوسام ياسين

ولكن دراسة حوارات ما بعد “الجمهورية”، تظهر بوضوح أن بناء الجمهورية الفاضلة لم يكن سوى مرحلة من الفكر الأفلاطوني، وأن هذا الفكر قد تعرض، بعد مواجهته لطروحات السفسطائيين، خصوصاً غورجياس، لأزمة ثقة أدت إلى تحوله عن الاهتمام بالأخلاق والسياسة وحتى عن الاهتمام بتفسير الوجود، موكلاً هذه المهمة إلى رواة الأساطير، منصرفاً إلى نقد ذاتي قاده إلى الاعتراف باستحالة تأكيد أو نفي أي حقيقة في ميدانيْ الوجود والمعرفة، قبل تعيين نصاب كل منهما، وإلى حصر مهمة الفلسفة في تسويغ إمكان القول الفلسفي، وفرز القول الصحيح من القول الكاذب.

كتاب احراج السفسطي

هذه الدراسة لا تهدف بأي حال إلى عرض معلوماتي شامل لفكر أفلاطون، إذ نفترض أن الخطوط العامة لهذا الفكر معروفة. لذا ينحصر هدفنا في إظهار أثر الرد في طروحات السفسطائيين في صوغ القول الأفلاطوني، وفي عرض هذا الأثر الذي ظهرت بوادره الأولى في حوار “كراتيلوس”، والذي عرّض الفكر الأفلاطوني لأزمة اتضحت في حوار “بارمنيدس” من حيث هو – في قسمه الأول – إعادة نظر في ما قيل عن الوجود والمعرفة، وإظهار قصور نظرية المثل في هذا المجال، والتأكيد، في الوقت نفسه، على ضرورتها لتسويغ إمكان القول الفلسفي، ثم حل الإشكالات التي تعيق إمكان القول، في حوار “السفسطائي”.

وهكذا تكوّن لدينا بحث في ستة فصول:

في الفصل الأول، نعرض مبادئ الفلسفة السفسطائية.

في الفصل الثاني، نعرض التأويلات المختلفة لفلسفة أفلاطون التي تعود، برأينا، إلى اختلاف الهم الأفلاطوني نفسه من مرحلة إلى أخرى، تبعاً لمدى تقدمه في مواجهة القول السفسطي، الغورجياسي خصوصاً.

في الفصل الثالث، نبين كيف حاول أفلاطون معالجة مشكلة المعنى والإحالة للرد على مسألة استحالة الإبلاغ التي أثارها غورجياس.

اقرأ أيضاً: تأمّلات حنَّة أرندتْ «في العنف»… تاريخياً

في الفصل الرابع، نعرض محاورة أفلاطون التي تناقش مسألة إثبات إمكان المعرفة، بإثبات وجود ذات عارفة ثابتة، ومواضيع معروفة ثابتة، وذلك رداً على ما طرحه غورجياس أيضاً من استحالة وجود شيء واستحالة المعرفة.

في الفصل الخامس، نظهر أزمة الفكر الأفلاطوني، التي تتضح بإقرار أفلاطون نفسه بالإشكالات الملازمة لنظرية المثل، واضطراره، بسبب من ذلك، إلى تغيير وجهة سير هذه النظرية، بحيث يصبح الهدف منها ليس شرح الوجود ولا تأسيس المعرفة، بل تسويغ إمكان القول الفلسفي، حاصراً بذلك مهمته في حل الإشكالات التي تعيق إمكان هذا القول فقط.

أما في الفصل السادس، فنعرض حل أفلاطون للإشكالات الثلاثة الأساسية التي تعيق إمكان القول الفلسفي، وهي: إشكال الوحدة والتعدد، إشكال كون اللا – كون، وإشكال تسويغ الحكم الكاذب. وهي الإشكالات التي تُحل بنظرية “اتصال الأنواع” التي تم طرحها في حوار “السفسطائي”.

السابق
تفاصيل الغارات الإسرائيلية «السرّية» على المواقع الإيرانية في سوريا
التالي
فؤاد مخزومي يبحث عن تكتّل ويبايع سعد الحريري