نادين لبكي.. بأيّ «عار» عدتِ!

نادين لبكي
ما هي خطيئة المخرجة اللبنانية نادين لبكي؟!

ألا يستحي أولئك المتمسكون بالحياة وهم يهللون لجائزة “غربية”، “صهيو-أمريكية” نالها “فيلم” بطله طفل سوري يدعى زين الرافعي وهو لاجئ سوري هارب من براميل الموت في درعا؟!
ألم يخجلوا من أنفسهم وهم يشاهدون المخرجة اللبنانية نادين لبكي وهي تزغرد بين آلاف الرجال الذين ازدحم بهم مسرح “كان”!
ألم تستهجن أخلاقهم، تلك القبلة الحميمية “الجريئة” التي طبعتها “لبكي” على شفاه زوجها، أمام عدسات الكاميرات!

أين هؤلاء الذين شاهدوا وصمتوا وصفقوا من جماعة ثقافة المقاومة؟! أين هم من الوعي الممانع الذي أدرك خطيئة نادين لبكي، فاستهجن التبريكات والتغريدات، التي لم تتوقف عند مستوى الشعب الغافل بل التي انزلق إليها رئيس الحكومة سعد الحريري حينما غرّد “مبروك للمخرجة نادين لبكي وكل طاقم فيلم “كفرناحوم” الفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي. كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين”.

وبالعودة إلى الخطيئة، نادين لبكي في مهرجان كان السينمائي، وقعت في الخطيئة، فأطفال درعا ليسوا نجوماً، وليسوا ضحايا في ثقافة الممانعين، خطيئة لبكي أنّ فيلمها “كفرناحوم” نقل صوراً اجتماعية متعددة في قالب استحق التصفيق من الحضور 15 دقيقة، واقتنص من مهرجان كان السينمائي جائزة لجنة التحكيم، إلا أنّ هذه الجائزة ليست فخراً، لا كرامة لها، الكرامة فقط حيث الموت، حيث طريق القدس، أما الفن، فهو متاع الناس السذج الذين لا هدف “مقاوم” لهم!

إعلامية المنار، منار الصباغ، لم تستسغ، كل هذا الضجيج الذي أحاط بـ”لبكي”، فانتقدت أبناء الفينيق الذين هللوا للفيلم ولجائزته، مغردة:
“بمناسبة الافراط بالحديث عن الشخصيات التي ترفع رأس لبنان عالياً لجائزة او مسابقة او تحدٍ ما..يا معشر المثقفين.ابناء فينيقيا منهم تحديداً.هذه الصور لشهداء اليوم الاول من معركة القصير ٢٠١٣.قبلهم وبعدهم ارتقى كثر من قديسينا الشهداء..باعتقادي لبنان يكفيه هذا المجد لقرون #شهداء_القصير”.

وعلى خطاها تساءل الكاتب في جريدة الأخبار أسعد أبو خليل “ماذا عن الأثرياء الذين (واللواتي) ينتزعون الأطفال الفقراء ويطيرون بهم الى عواصم الغرب ويستعرضونهم طمعا في جوائز الرجل الأبيض”؟!”.

لينضم إلى هذا الكورال المقاوم، النائب المنتخب نواف الموسوي، الذي غرّد من نافذة حسابه التجريبي، “بلا لبكي، بلا وجع راس : وقت الجدّ ما فيه غير سلاحك بيحميك.”، مضيفاً “سذاجة ” المثقّف ” جهالة.سذاج”.
وتابع الموسوي موعظته بالقول “المعترض على بلا وجع راس و أختها، هلّا سمّى لي أسماء الأفلام التي تتناول المقاومة، أيّ مقاومة عربية كانت، و نالت جائزة غربية”.
مؤكداً “ليست مسألة هامشية بل هي قضية من يضع المعايير. ولّى زمن فرض معايير علينا، فنحن من يضع المعايير”.

إقرأ أيضاً: بعد فوز فيلمها في «مهرجان كان».. المخرجة نادين لبكي تزغرد

نادين لبكي اليوم أمام محاكمة، وعليها أن تحرق الجائزة، وأن تحرق كل ما أخرجته من أفلام، وأن تبحث بين قصص مقاتلي حزب الله، عن قصة مقاتل قتل طفلاً سورياً؟ أو احتل منزلاً في الطفيل أو القصير؟
أن تبحث عن قصص دماء وبطون الزبداني ومضايا الفارغة بفضل حصار الممانعين المقاومين؟
أن تبحث عن سوريا المدمرة بسبب حروب الوكالة؟
وأن تنقل كل هذا المشهد بجمالية الانتصار.. حينها فقط ستصفق منار الصباغ، سيفتخر اسعد أبو خليل، وسيكرمها نواف الموسوي!

السابق
تعرّفوا على الولايات المتحدة الأمريكية في حقبة الخمسينات
التالي
وهبة قاطيشا: باسيل بحاجة لعدو دوما