حروف على حظوظ الفرزلي

يبدو أن هناك الكثير من التسرع في حسم الفوز، منذ الآن، للنائب المنتخب آيلي الفرزلي بنيابة رئاسة مجلس النواب.

‎ولعلّ حسابات المتسرعين لا تأخذ في الاعتبار مجموعة عوامل سلبية تضغط على حظوظه، وتجعل وصوله إلى هذا الموقع عائماً على مفاجآت غير محسوبة. ولا بأس في التوقف عند أبرز هذه العوامل:

إقرأ ايضا: الزغبي: تصدّر الصدر وتقدّم القوات يطرحان سؤالاً عن مصير النفوذ الإيراني

-الأول هو العامل الشخصي، وهو يستند إلى فقدان الصدقية السياسية، لأنه بنى في السنوات الأخيرة كل حيثيته السياسية على رفض “استيلاد” النواب المسيحيين “في كنف” البيئات المسلمة، وطالما استمات لتمرير ما سُمي ب”القانون الأرثوذكسي” لتحرير هؤلاء النواب من أصوات المسلمين. وإذ به يعوم على أصوات المسلمين في دائرة البقاع الغربي راشيا، و”يُستولَد” نائباً بفضل من حاول التبرؤ منهم.

– الثاني هو أنه مرشح لصيق برئيس “تكتل لبنان القوي” الذي ترك ندوباً عميقة لدى معظم القوى والتكتلات السياسية والنيابية لا يمكن ان تشفى بسهولة، وخصوصاً عند أطراف محسوبة على خطه السياسي تحت عنوان “الممانعة” أو “٨ آذار”.

– العامل الثالث هو أن الرئيس نبيه بري، وخلافاً للظاهر المعلن، ليس شديد الحماس لانتخاب مرشح من كال له التهجمات والاهانات في غير مناسبة، وتحداه في غير ميدان ومنطقة ومنطق.

ورغم ترميم علاقته برئيس الجمهورية، فحسابه مع ميرنا الشالوحي غير الحساب مع بعبدا.

– الرابع هو وجود كتل ناخبة وازنة في المجلس تتحسس من الفرزلي، في العام والشخصي وفي من رشحه معاً، وهي تبدأ ب”المستقبل” وتمر بالاشتراكي (خارج مسايرة جنبلاط لبري) والقوات والمردة والكتائب وميقاتي، وتصل إلى عدد من النواب المستقلين. ولا يبدو أن الرئيس بري مهتم بالمونة على بعض هذه القوى لتجيير أصواتها للمرشح الطامح.

كل هذه العوامل تصب سلباً في خانة الفرزلي.

أمّا القول بأن المسألة تخرج عن هذه الحسابات النيابية المحلية، وتخضع لقرار أو إشارة من مرجعيتي الضاحية ودمشق، ويمشي الجميع… فقد لا يصح بهذه البساطة، بفعل وجود هامش شخصي، ولو ضيق، لحلفاء “حزب الله” والأسد، يتصرفون من خلاله، خصوصاً في العلاقات الشخصية، وقد ظهرت نماذج من هذا التفلت في تشكيل اللوائح وخوض المواجهات بين أفرقاء “الخط الواحد” خلال الانتخابات النيابية الأخيرة.

وفي أي حال، حين تدور صندوقة الاقتراع السري، يحتكم كثيرون إلى قناعاتهم ودفاترهم السابقة وحساباتهم اللاحقة، فتتبدل أرقام صعوداً أو هبوطاً. وسيكون الفارق في نتيجة الاقتراع غير واسع بين الفائز والخاسر.

وكأنما الرابح سيقف على حافة الخسارة.

السابق
السعودية تدمر صاروخا باليستيا فوق جازان
التالي
عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتميّة المواجهة (2-3)