20 مليون دولار ثروة صاحب إحدى الجمعيات الخيرية المرخصة من وزارة الداخلية

إشكالية كثرة نشر صناديق الصدقات في لبنان..

تشكل ظاهرة توزيع صناديق الصدقات على المحلات والمؤسسات والبيوت وغيرها في لبنان السرقة الأكبر في التاريخ الديني اللبناني بالرغم من حيازة أكثر القَيِّمين عليها تراخيص بالأعمال الخيرية من وزارة الداخلية ، فبهذا تكون هذه الظاهرة مظهراً من مظاهر الفساد المستشري في البلاد دون أن يكون للساسة المتصدين لشؤون العباد أي دور في الحد من هذه السرقة لأن هؤلاء لهم مجالهم في الشراكة بالفساد ولكن من أبواب أخرى.
فهل تعلم أن إحدى الجمعيات التي تدَّعي أنها خيرية تنشر أكثر من عشرة آلآف صندوق بين بيروت والنبطية لجمع الصدقات ولا تُنفق ما تجمعه على الفقراء؟! وقد فاق رصيد رئيس هذه الجمعية العشرين مليون دولار أمريكي في غضون قرابة عشر سنوات من تصديه الواسع لجمع الصدقات بعد حرب تموز 2006 بحسب تسريبات المسؤول عن جمع الصدقات في هذه الجمعية والذي يتقاضى نسبة تصل أحياناً إلى عشرين بالمئة من ريع مجموع ما يجمعه من الصدقات من صناديق هذه الجمعية!

وقد استطاع رئيس هذه الجمعية فرض توظيف ابنتيه في أحد البنوك مهدداً بسحب رصيده من البنك المذكور في حال لم يوافَق على منح ابنتيه وظيفة في البنك المشار إليه ! كما أصبح يمتلك رئيس الجمعية المذكورة أكثر من عشرة عقارات بين بيروت والجنوب متغاضياً عن الاقتداء بأمير المؤمنين عليه السلام الذي فتح حرباً على الولاة الذين كانوا يأكلون أموال الصدقات في أطراف بلاد المسلمين ..

إقرأ أيضاً: «ملتقى الجمعيات الإنسانية» يوزّع حصصا غذائية في مركز إيواء «الحكمة»

وهناك جمعيات لديها أكثر من مئة ألف صندوق تنشرها على مساحة الوطن وجمعيات أخرى وصلت صناديقها إلى قرابة مليون صندوق موزعة على كافة الأراضي اللبنانية وبأشكال متعددة وبمسميات حزبية وغير حزبية خُدعة لتحقيق وُفرٍ أكبر من مال التبرعات من غير الحزبيين ولكنها في عين الوقت لا تُعطي إن أعطت غير المحازبين في إطار الفكر الشمولي لتفرض على الفقراء العمل تحت قرارها وقد بلغ بحسب إحصاء أولي عدد الجمعيات والجهات – المسلمة وغير المسلمة .. الحزبية وغير الحزبية – التي تقوم بتوزيع ونشر صناديق لجمع الصدقات قرابة الألف على مساحة بلدنا الذي يعيش أكثر أهله أزمات اقتصادية حرجة في حين لا يتم توزيع كل واردات صدقات هذه الجمعيات والجهات على الفقراء والله عندما يتحدث عن مستحقي الصدقات أول ما يقول تعالى: ((إنما الصدقات للفقراء))، وإن وزَّعت الجهات المذكورة بعض الصدقات لرفع العتب ودفع الشبهة ولصيد المزيد من رؤوس أموال الأثرياء فإنما توزِّعها بطريقة غير عادلة وفي أغلب الأحيان توزَّع للأنشطة الحزبية ، وعلى مقلب آخرٍ نلتمس ثراءً فاحشاً عند أكثر المتصدين لجمع الصدقات وإن كنا لا ننكر نزاهة البعض وهم قليل .. فمن المسؤول عن محاسبة أثرياء الجمعيات الخيرية في لبنان من كل الطوائف والاتجاهات؟ وهل سنرزق بمجلس نيابي جديد يقنن بعض القوانين للمؤسسات الدينية لتحد من حرمان الفقراء من ريع ملايين الصناديق التي تتوزع بسم الفقراء والمحتاجين وما أكثرهم في لبنان بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة الفاسدة المفسدة الجائرة؟ سؤال برسم المؤسسات الدينية والسياسية على حد سواء ، سيما المجلس النيابي الجديد الذي وعدنا قبل الانتخابات رؤساؤه بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في الدعاية الانتخابية .. فهل يصدقون هذه المرة؟

إقرأ أيضاً: الجمعيات الخيرية في لبنان تتكاثر.. والفقراء 43%!

السابق
هذه هي الحقائب الوزارية التي يريدها حزب الله!
التالي
مبادرة رمضانية لـ«القوات» في طرابلس.. وحملة للتشكيك بإنسانيتها!