عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتمية المواجهة(1/3)

إرهاب "حزب الله" لم يطمسه التضليل ولا ستار المقاومة

أطلقت الإدارة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت مجموعة عقوبات جديدة ضد “حزب الله” بجناحيه العسكري والسياسي، شملت أمينه العام وتركيبته الإدارية والأمنية العليا، في توقيتٍ تلا الإنتخابات النيابية ويسبق تشكيل الحكومة العتيدة.

إقرأ ايضا: أحمد الأيوبي يجيب: ما علاقة نهاد المشنوق وحزب الله بحسام الصبّاغ؟

دأب “حزب الله” على رسم صورته بشكلٍ تراكمي، بإعتباره قوة مقاومةٍ إنتقلت من تحرير الأراضي اللبنانية إلى القيام بأدوارٍ “ضرورية” للحفاظ على “المشروع المقاوم”، رغم أن كل هذه الأدوار بعد مرحلة الإنسحاب الصهيوني من جنوب لبنان عام 2000، كانت أدوار إنقلابٍ على الدولة ونشرٍ للفوضى وإعلان ولاءٍ للمشروع الإيراني، وهذا ما يجب الوقوف عنده وإستعادة الركيز عليه في هذه المرحلة.

  • سقوط دعاية المقاومة.. وسطوع سياسة الإغتيالات

فدعاية المقاومة الباطلة، باتت من الثوابت في السياسة اللبنانية من خلال فريق 8 آذار، وتمكن من وضعها في البيان الوزاري عبر الثلاثية “الخشبية” في مراحل سابقة، وهذا جزء من إستعادة المشهد الحقيقي بعيداً عن تلبيس الحزب وإعلامه وآلته السياسية.

فإذا تغاضينا عن الماضي الإجرامي لقيادات “حزب الله” من خلال عملياته الإرهابية في الكويت وغيرها، فإنه يواجه في المحكمة الدولية الإتهام بجريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسط قناعة كاملة عند الجميع بأنه الوحيد القادر بالشراكة مع النظام السوري، على تنفيذ جريمة بهذا الحجم والخطورة.

تلا الإغتيال الكبير سلسلة إغتيالات إرهابية كانت تتوقف عند الوصول إلى تسويةٍ سياسية، كانت تعني قضم الحزب مساحةً جديدة من السيطرة الأمنية والسياسية على لبنان.

في العام 2008 إتخذ “حزب الله” خطوة جديدة إضافية عندما نفـّذ إنقلاباً كاملاً وإحتل بيروت بقوة السلاح والإرهاب، وفرض صيغة حكمٍ جديدة من خلال إتفاق الدوحة الذي جاء ببدعة الثلث المعطل و”الوزير الملك”.

في العام 2009 فازت قوى 14 آذار بأغلبية نيابية، لكن نصرالله إبتلع تصريحه الشهير “فليحكم الفائز وليعارِض الخاسر”، وفرض معادلةً جديدة قائمة على التحكم بالغالبية في الحكومة، فأسقط حكومة الرئيس سعد الحريري بطريقة مهينة عندما أسقط حكومته فدخل إجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيساً ليخرج رئيساً مستقيلاً..

  • القتل بإسم زينب

إندلعت الثورة السورية وبدأ حسن نصرالله تهييج القاعدة الشيعية، زاعماً أن هناك خطراً يتهدّد الشيعة في القرى المناطق الحدودية، وتابع إستدراج قومه للحرب داعياً إياهم إلى “حماية المراقد الشيعية” تحت شعار “لن تـُسبى زينب (عليها السلام) مرتين”..

وَلَغَ “حزب الله” في دماء الشعب السوري وقام بتهجير أهالي القصير وتوسّع في التدخل ناشراً القتل والتدمير والتخريب، وممارساً أعتى أنواع الإرهاب، تحت ستار التحالف مع نظامٍ فقد الشرعية المحلية والدولية، محاولاً نشر مظلةٍ أخلاقية وسياسية عنوانها “مواجهة الإرهاب” الذي ألصقه بالسنة، رغم أن إرهاب الحزب قد يفوق إرهاب “داعش” في كثيرٍ من المواقع والأحيان.

إقرأ ايضا: توقيف أحمد الأيوبي أمين عام التحالف المدني الإسلامي

  • تحويل لبنان إلى متراس

يعتمد “حزب الله” التنكيل باللبنانيين واضعاً قوته العسكرية على طاولة أي حوارٍ وطني، ناسفاً توقيعه على نداء بعبدا الداعي إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية ورافضاً سياسة النأي بالنفس، محاوِلاً فرض التطبيع مع نظام القتل في سوريا.

اليوم يعمل “حزب الله” بعد الإنتخابات النيابية على تحيول لبنان إلى متراسٍ، مهدداً بالدخول إلى السلطة بوزارات سيادية أو وازنة مع إنطلاق العقوبات الجديدة على الحزب وواجهاته المالية.

السابق
مفاوضات تقاسم الحقائب الوزارية انطلقت تنغّصها العقوبات ضدّ «حزب الله»
التالي
تهديد إيراني باستئناف تخصيب اليورانيوم