اجتماع مقتدى مع السفراء العرب وتركيا وغياب إيران: رسالة لمن؟

كيف يفسّر كل من المحلل السياسي توفيق شومان، والاعلامي حسن فحص، اللقاء بين مقتدى الصدر وعدد من السفراء العرب والسفير التركي في النجف؟

عقد مقتدى الصدر في مدينة النجف، اجتماعا مع كل من السفير السعودي عبد العزيز الشمري، والسفير التركي فاتح يلدز، والسفير السوري سطام الدندح، والسفير الأردني منتصر الزعبي، والسفير الكويتي سالم الزمانان، وذلك في لقاء واحد. حيث اعتبر الصدر أن “مبدأ علاقاتنا مع دول الجوار يرتكز على قاعدة أساسية هي إن دول الجوار أصدقاء لا أعداء”.

توفيق شومان

وفي محاولة لفهم ما يجري على الساحة العراقية، بُعيد الانتخابات الاخيرة، اعتبر المحلل السياسي والخبير بالشؤون العراقية، توفيق شومان، أنه “دون شك ان السياسة الخارجية العامة لمقتدى الصدر تسعى لامساك العصا السياسية، وهذا الخطاب أطلقه مقتدى الصدر منذ ما لا يقل عن أربع سنوات. لكن ان يلعب العراق دور الوسيط هو أمر بحاجة لتوافق داخلي حتى لا يذهب العراق الى انهيار داخلي، لان في العراق اكثر من تيار سياسي”.

إقرأ ايضا: لا حرمة لرجل الدين في إيران.. اعتقال آية الله حسين الشيرازي

ويتابع شومان، بالقول “هناك افرقاء آخرون كلما ذهبوا الى سياسة المحاور، انعكس ذلك على الداخل بحالات تشظٍّ عسكريا وسياسيا. ولكن المسألة التي لا يصار الى البحث فيها هو ان تتشكل الحكومة قريبا. فالعراق ذاهب الى تعقيد حكومي قد لا يؤدي الى تشكيل حكومة، وهذا ما ينطبق على لبنان، أي أن تتحول الحكومة الحالية الى حكومة تصريف اعمال الى أمد غير منظور. وهذا هو الرابط بين التحديات العملية التي تواجهها الحكومة العراقية”.

ويرى ان “هناك مخاوف من ان تتشكل تحالفات تأخذ العراق من محور الى محور مما يؤدي الى صراعات داخلية، لذا الحل هو بالابقاء على الحكومة الحالية”.

و”لكن نظرا للأوضاع المتحوّلة نحو التغيير قد يتم الاختيار بين السيئ والأسوأ. لذا تحسبّا لأيّ انفجار على الساحتين قد يكون هناك توافق غير معلن، وهذا ما سيظهر خلال الاشهر القادمة، ويحكي عن أزمة حكومة طوارئ حاليا في العراق”.

من جهة أخرى، يرى الإعلامي حسن فحص، ان “مقتدى الصدر يحدد بهذا اللقاء خياراته ويفرز توجهاته ويعمل على ارسال رسالة انه الرقم الصعب في تشكيل الحكومة، وفي مستقبل العراق، وهي بالطبع رسالة الى الايرانيين الذين لم يحضر سفيرهم الاجتماع”.

ويتابع، فحص، بالقول “هذا الجو يعنيّ ان العراق ذاهب نحو الانفتاح على المحيط العربي والاقليمي من ناحية هذه الدول، ويحاول تعزيز موقعه في مستقبل العراق السياسي من خلال التركيز على العلاقة مع العرب، ورسالة الى الايراني انه لي حصة”.

ويرى فحص ان “تشكيل الكتلة الأكبر هي التي تحدد من هو الذي سيتحكم بمستقبل العراق، علما ان الإيراني له حصة كبيرة من خلال “الفتح” المتمثل بالحشد الشعبي، حيث يصبح الفرق بينهم وبين كتلة مقتدى الصدر فقط 7 مقاعد. ويكون هو بذلك الرقم 2 في العراق في المعادلة، يضاف إليهم نوري المالكي الذي حاز على 26 مقعدا مما يؤهله لأن يكون عنده وزيرين، اضافة الى القوى الأخرى القوية، كالقوى السنيّة القريبة كالتغيير، والكرد (كوران)، والاتحاد الوطني الكردستاني، اضافة الى سلسلة تفاهمات داخل الوسط السنيّ، ما قد يجتمع كتلة واحدة. وهم أي الايرانيون قادرون على الدفع بتشكيل الكتلة الاكبر. مما قد يُجبر العبادي على اللحاق بالايرانيين”.

و”العبادي ينتظر توازن القوى، علما انه الأكثر ميلا الى مقتدى، لكن بالنتيجة يجب ان تتجه الانظار الى مقتدى الذي نال 54 مقعدا داخل التحالف، والسؤال كم سيصمدون معا؟ فالمسألة عبارة عن عملية توزانات غير واضحة حتى الان”.

إقرأ ايضا: زيارة العباديّ الى السعودية تثير ترقبّا في إيران

فـ”ولادة الحكومة ستكون قيصرية، لأن الكتل ليست بذات احجام ساحقة، ففي المرة الماضية نال نوري المالكي 89  مقعدا والتحالف الشيعي 61 مقعدا. فشكلوا معا أكثر من ثلثيّ المجلس. لكن اليوم لا غالب ولا مغلوب، واذا تحالفوا معا نالوا 114 صوتا، اما اذا تحالف “النصر” مع الفتح مع المالكي، فيحصلون على 115 صوتا”.

وختم المحلل السياسي، الاعلامي حسن فحص، بالقول “المعادلة تقول ان القوى الصغرى تعدّل الكفة، لذا ان تشكيل الحكومة لن يكون سهلا، لا على السعودية ولا على ايران ولا اميركا، مما يتطّلب مفاوضات”.

السابق
حزب الله سيجابه العقوبات باقتحام «الحكومة» ونَيل حقائب سيادية!
التالي
عرسال اقتنصت «نائبها».. الحجيري لـ«جنوبية»: لن أكون النائب الصامت!