«كلنا بيروت»: خضنا هذه المعركة بالسياسة واخترنا نهج المعارضة والمواجهة

صدر عن حملة “كلنا بيروت” البيان التالي:

تتوجه حملة “كلنا بيروت” أولاً الى الشعب اللبناني بتهنئته بعودة حقه في اختيار ممثليه، الحق الذي عاد إلى اصحابه، على الرغم من سياسات التمديد، وخنق الديمقراطية، وعلى الرغم من كل ما شاب العملية الإنتخابية من تجاوزات وإخفاقات، وعلى الرغم أيضاً من القانون الذي تأكد أن فُصّل على مقاس من هم في السلطة.
على صعيد نتائج بيروت، ترى الحملة أن رسالة الناس قد وصلت، ومفادها أن هذه الطبقة السياسية لم تقدم لبيروت وللوطن على مدار السنوات الماضية سوى خطابات طائفية، برزت بوضوح في صناديق الإقتراع، فيما اختارت الأغلبية إما المقاطعة، أو التصويت لمشروع مدني سيادي، جسدته “كلنا بيروت” .
إن هذه النتيجة يجب أن تدفع كل من هم في المسؤولية وفي السلطة الى نقد ذاتي واعادة صياغة خطابهم بشكل يتناسب مع أهمية تطبيق الدستور وبناء الدولة المدنية، خصوصاً أن الناس لم تعد مقتنعة بخطاب السلطة المتكرر.

إن حملة “كلنا بيروت” خاضت هذه المعركة بالسياسة، فيما لم تقدم اللوائح الأخرى، سوى مشاريع تبعية للخارج، أو خطابات ضعيفة، لم تقنع الشارع، خصوصاً انها كانت في السلطة لسنوات طويلة. وعلى الرغم من كل التحديات التي واجهت “كلنا بيروت” الا انها نجحت في حصد المرتبة الخامسة بين اللوائح، ونالت 6174 صوتاً، أيدوا مشروع الدولة المدنية، ورفعوا الصوت من أجل سيادة الدولة، ومن أجل الدستور.

إن حملة “كلنا بيروت” اختارت نهج المعارضة والمواجهة، منذ اللحظة الأولى، واختارت أن تواجه هذه الطبقة السياسية، على الرغم من هذا القانون الهجين، الذي قسّم بيروت الى شرقية وغربية، والذي حول المنافسة من منافسة بالمشاريع الى صراع طوائف، وعلى الرغم أيضاً من التجاوزات الخطيرة التي سبقت إجراء العملية الإنتخابية، والتي فندتها ممثلة المجتمع المدني في هيئة الإشراف سيلفانا اللقيس، في بيان استقالتها، وعلى الرغم أيضاً من التجاوزات الخطيرة وسوء إدارة العملية الإنتخابية التي رافقت عملية الإقتراع، كما عملية الفرز، والتي بدت واضحة في بيان الجمعية اللبنانية لمراقبة الإنتخابات “لادي”.

وبعد إنتهاء هذه المعركة، يهم حملة “كلنا بيروت” التي تعرضت للكثير من التضيق والتعتيم الإعلامي تبيان بعض الحقائق، من أجل الوضوح، ومن أجل إكمال المعركة في مواجهة هذه السلطة من خارج البرلمان.

إن حملة “كلنا بيروت” منذ انطلاقتها وضعت نصب أعينها هدفاً واحداً، وهو مواجهة السلطة كل السلطة، بخطاب سياسي واضح وصريح وبخطاب مدني مؤيد لكل حق من دون مساومات أو تنازلات.

تعرضت خلال هذه الفترة الحملة للكثير بسبب تصميمها على وضوح خياراتها السياسية والاصرار على استقلاليتها ومبادئها كما رفضت كل أشكال الاغراءات المالية والإعلامية المقنّعة. وعليه كان اختيار المرشحين مبني على قدرتهم على حمل هذا المشروع السياسي ونقله بأمانة وشفافية الى الرأي العام.

وعلى الرغم من كل العراقيل، نجحت اللائحة في استقطاب داعمي مشروع الدولة المدنية وسيادتها، متمايزة عن الكثير من الأحزاب والشخصيات التي تنشط في بيروت، ولذلك الحملة فخورة بما حققته، والذي يعتبر من أفضل النتائج على صعيد لبنان لقوى المعارضة.

كما أفرزت النتائج واقعاً لا يختلف كثيراً عمّا كان سائداً في المرحلة الماضية، ولن يغير في السياق والممارسة السياسية بما فيها ابقاء أحزاب وتيارات أقصى طموحها تأمين مصالح شخصية أو منافع ضمن المنظومة السياسية.

إن النتائج أفرزت خللاً واضحاً على صعيد استمرارية الحياة الديمقراطية، وتحذر الحملة من استمرار نهج المحاصصة والتسويات، التي قضت على الحياة البرلمانية وعلى الحياة السياسية، وحولته إلى مجلس مِلل تؤخذ القرارات فيه عبر بضعة شخصيات، ليصدّق عليها مجلس الوزراء ومجلس النواب.

إن عودة الحياة الديمقراطية عبر معادلة سلطة ومعارضة داخل البرلمان، هو ما يؤمن استمرار هذا البلد، وتكريس الديمقراطية الصحيحة، وبالتالي تأمين الحد الأدنى من انتظام عمل المؤسسات وعودة نظام المحاسبة.

ان مواجهة هذه الطبقة السياسية لا يمكن أن تتم بخطابات طائفية أو مشاريع مشابهة، بل ببديل نقيض لها في البنية ومبني على الدولة المدنية والعادلة، وعلى سيادة القانون والدستور. كما ان مواجهة التفلت المستمر في لبنان، والسلاح الخارج عن سيطرة الدولة، لا يمكن أن تكون الا عبر مشروع مشابه لما قدمته حملة “كلنا بيروت” ولا تزال ترفع لواءه.

إن الأصوات التي نالتها الحملة في صناديق الإقتراع على الرغم مما تعرضت له ، وفي ظل الإمكانيات المتواضعة، ترى أنها حيثية يعوّل عليها وتشجع على إنهاء مرحلة الحملة الإنتخابية وإطلاق مبادرة جديدة للإنتقال الى حالة دائمة من خلال تأكيد العمل على الأهداف ووضع أطر تنظيمية للمجموعة ينبثق عنها خارطة طريق للمرحلة المقبلة بعد درس معمق، وتشاور وحوار مع مناصري وداعمي “كلنا بيروت” من خلال لقاءات قريبة جداً لبلورة خطاب المرحلة المقبلة.

في الختام تكرر حملة “كلنا بيروت” شكرها لكل من منحها ثقته في صناديق الإقتراع، وتعاهدهم على الإستمرار في نهج المعارضة، وفي نهج الوضوح السياسي وفي النضال من أجل مدينة عاصمة ووطن كما نطمح.

 

إقرأ أيضاً: لائحة «كلنا بيروت»: مواقفنا ليست رمادية.. نحن مع الشعوب ضد أنظمتها وأولويتنا التغيير

السابق
الداخلية: لا يوجد أصوات مغتربين ضائعة وفتح الصناديق وجمع النتائج ليس من اختصاص الوزارة
التالي
السيد محمد حسن الأمين: السلطة الإسلامية لا تأخذ شرعيتها من رجال الدين