غسان جواد لـ«جنوبية»: حزب الله لن يفتح معركة مع اسرائيل في سوريا

غسان جواد
غسان جواد، المحلل السياسي المقرّب من حزب الله، يُفصح عن سرّ عدم رد حزب الله على الاعتداءات الاسرائيلية عليه في سوريا، وعن سبب العقوبات الاقتصادية.

بعد ادراج العقوبات الاقتصادية الجديدة على عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية في حزب الله من قبل واشنطن ومن قبل بعض دول الخليج العربي، طرح السؤال التالي: كيف ستنّفذ هذه العقوبات؟ وما هو شكل هذه العقوبات؟ والى متى سيظل ضبط النفس هو الجواب على الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة؟

إقرأ ايضا: السعودية تصنف 10 من قيادات حزب الله في قائمة الإرهاب بينهم 5 من مجلس الشورى

غسان جواد

في لقاء مع المحلل السياسي غسان جواد حول الموضوع، قال “لا أعرف بالضبط اذا كانت هذه العقوبات لها علاقة بمحاصرة حزب الله ماليّا او انه ذات ابعاد سياسية. والارجح ليس لها علاقة بالحركة المالية للحزب، وبالتالي هي جزء من المحاولة السعودية والاسرائيلية والاميركية لتعديل موازين القوى بالمنطقة، حيث شهدنا تقدم محور المقاومة. ولا يمكننا الفصل بين الاعتداءات الاسرائيلية والانسحابات من الاتفاق النووي، خاصة اذا نظرنا الى المسألة بصورة موسعة، سنرى انها محاولة لوقف مفاعيل نتائج الانتخابات التي ستنعكس على شكل الحكومة”.

وبالتالي، “هناك رأيين: الاول ان الحكومة قد تأخذ وقتها خاصة بعد اجراءات الرئيس سعد الحريري الداخلية، التي هي نوع من العودة تحت الرعاية السعودية، وكذلك عودة العلاقة مع سمير جعجع. وهناك رأي ثاني يقول ان هناك استعصاء بالنسبة لتشكيل الحريري للحكومة المقبلة، لان ثمة من يسعى الى توريط حزب الله بترؤس حكومة اكثرية من حلفائه السنّة ليُصار من السهل استهدافه بعقوبات”.

ويضيف جواد، المقرب من حزب الله، بالقول “ان حزب الله وحركة أمل ليسا بوارد اختيار رئيس حكومة من بين حلفائهم وفريقهم. وكان الرئيس بريّ واضحا عندما سمّى الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، والثنائية تميل الى حكومة شراكة وطنية”.

ويلفت مدير موقع (بيروت برس) غسان جواد، الى ان “هذه العقوبات هي من أجل تحسين شروط الرئيس سعد الحريري، او لخلق مزيد من المشاكل لحزب الله”.

وردا على سؤال حول اختلال التوازن بين المحورين في المنطقة، بعد نتائج الانتخابات العراقية، يقول “لسنا امام نتائج كارثية للمحور المتحالف مع ايران، اذ لا يزال حيدر العبادي نقطة تقاطع بين إيران وأميركا. ومقتدى الصدر ليس على خلاف كبير مع إيران”.

ويتابع “ففي العراق التوازن الايراني الاميركي هو القائم، والان يريدون اخراج إيران وحزب الله من سوريا، وبالتالي سيضغطون في لبنان لانه ليس لديهم ساحات أخرى ليضغطوا فيها. وهم يحاولون خلق مواجهة واسعة”.

وبحسب غسان جواد “موضوع فلسطين كله هو نوع من ضغط على المقاومة، وهناك حالة من التواطؤ فيما يتعلق بصفقة القرن التي تسعى لتصفية القضية. وهذا الضغط هو لإخراجهم من المحور الإيراني”.

ويؤكد جواد قائلا “ان إشغال إيران بأكثر من ملف، من عقوبات وحصار، وعقوبات على حلفائها، كله يأتي في سياق ان الاسرائيليين والاميركيين يعملون على تمرير “صفقة القرن””.

وعن سرّ عدم رد حزب الله على الاعتداءات على المواقع الإيرانية في اكثر من مكان في سوريا، قال جواد “ببساطة حزب الله قال اذا اعتدت اسرائيل على لبنان او على الحدود اللبنانية سيرد، ولكنه ليس بوارد فتح معركة مع اسرائيل دون ذلك، وقد خلق حزب الله ما سميّ بمعادلة ردع، وهو لم يسكت في الجولان، مما خلق قوة ردع قوية، كما ان الحزب في سوريا لم يقصّر أبدا”.

علينا ان نخرج من فلسفة الفعل وردة الفعل، وقد يرّد الحزب في مكان آخر، وليس في المكان نفسه”.

إقرأ ايضا: غسان جواد لـ«جنوبية»: السعودية تدفع سنّة لبنان نحو مصر او تركيا

ويشدد على ان “ثمة مواجهة كبيرة وموازين قوى ليست لمصلحة محور المقاومة الآن، والمحور يمتصّ الاستفزازات الصادرة عن الاسرائيليين. وعندما يكتمل الطوق حول اسرائيل في الجولان ستُستأنف المعركة”.

لكن غسان جواد عاد وأكد ان “أستبعد أية حرب قادمة في لبنان، وهناك اعتبارات تجعل الأولوية لسوريا، وسندعم السوريين حتى النهاية”.

السابق
قانون «بلوكينغ ستاتوس» الاوروبي لمواجهة العقوبات الأميركية ضدّ ايران
التالي
الداخلية: لا يوجد أصوات مغتربين ضائعة وفتح الصناديق وجمع النتائج ليس من اختصاص الوزارة