تصحُر في وجدان العربي.. أدى الى نتائج حق العودة

ايفانكا ترامب جارد
يُكملُ ويُحىّ الفلسطينيون الخطوات الملقاة على كاهلهم وعاتقهم، والتي لن ولم تتوقف في إحياء ذكرى النكبة السبعين بعد التصريحات النارية للرئيس الأمريكي بعد وقبل دخولهِ الى البيت الأبيض. في نقل أركان ومعالم ومبانى السفارة الاميركية الى مدينة المدائن القدس.

منذ ذلك الوقت، وتحديداً الذكرى السبعين في الرابع عشر من شهر ايار الحالي. كانت الحكومة الإسرائيلية قد حددت موعد الاحتفال حيث كان من المفروض ان يحضر التنصيب والإنتقال تحت رعايتهِ وشرفهِ كخطوةً عنصرية، يتحدى العالم ومجتمعهِ بأكمله في الإنحياز العنصري والتخلي عن كافة المشاريع الإنسانية في شتىّ جوانبها، خدمةً للكيان الصهيوني.

إقرأ ايضا: هل تستغل اسرائيل مواجهات غزة لإنجاز «صفقة القرن» مع أميركا؟

كانت ايفانكا ترامب قد صرحت بإن قادة إسرائيل يحق لهم ان يستخدموا جميع الوسائل العسكرية من اجل حماية شعبهم. كأنها تحثهم على إستخدام السلاح الجوى الحربي في قصف مناطق شعبية وأمنة في قطاع غزة وبفعلهم ذلك يكونوا يقدمون الإزدهار للشعب الأسرائيلي، وزوجها جيراد كوشنير  والسفير والوفد المرافق لشهادتهم في التضليل عن نقل الوقائع الحية والمباشرة للشعب الأميركي، والفريق الرسمي الذي حضر خصيصاً لهذا الإستفزاز للمشاعر، في خِضم النزاع والصراع الدامى الذي تُفرِضهُ وتخوضهُ القوات الصهيونية وتٰحاصر سياسياً وعسكرياً، وإستخدام الأرض المحروقة. على مشارف وحدود غزة منذ تاريخ يوم الارض في”٣٠ آذار “٢٠١٨”، والذي شكل رسماً من “شريان ووريد “جسراً للعودة، للمتظاهرين في تجمعهم على التلال والكثبان من الرمال التي تضم خيماً متواضعة شيدُها ابناء غزة ومعظم أنحاء المخيمات الفلسطينية المنتشرة، حول الجدار الفاصل، كان الربيع وآذار المنصرم حيث حشد الشعب الفلسطيني بأكملهِ، الطاقات في الزحف نحو القدس والسير بإتجاه الأسوار والحائط العنصري الأسمنتي الذي يمزق ويفصل الشعب الفلسطيني عن بعضهِ نتيجة جبروت الألة الصهيونية العسكرية المدعومة جهراً من اميركا ومن الغرب عموماً، لكن الذي لا يمكن السكوت والتغافل والتغاضي عن غطرسة المجرم الصهيوني، عندما يفتح النيران مباشرةً، ضد وفِي وجه وصدور المناضلين والمقاومين من ابناء غزة “وهم عُرات وعُزّل وحفات” ولا تغطي رؤوسهم سوى السماء الزرقاء والشمس وأشعتها.

وهناك العديد من الشهداء الذين سقطوا ومنهم الشهيدة” “ليلي الغندور” “صاحبة الشهور الثمانية، التي آبت والدتها إلا ان تصحبها معها الى ساحات الحرب والمواجهة على ارض فلسطين الغالية. ها هي تسقط وتفقد انفاسها وألفاظها الاخيرة بعد تنشق آثار طلقات وزخات من الغاز والقنابل المسيلة للدموع وشمها هواء مسموم قدمهُ الاميركي للصهيوني خدمةً لبقاء اسرائيل.

كما إن ساحات القتال لم تأخذ الأبطال في التنافس لأبناء الشعب الفلسطيني وحسب، بل وصلت بكل شجاعة وبطولة الى “الشهيد الحي” “فادي ابوصلاح”. بعد مشاركته في الحرب السابقة على غزة “٢٠٠٩”، وكان قد أُصيب وفُقِدت وبُتِرت ساقيه “شارك في دفنها” “مخاطباً إياها سراً” بإنني سوف الحق بكم شهيداً دفاعاً عن شعبي وارضي، وفعلاً بالأمس بعد إطلاقهِ العشرات من حجارة مقلاعهِ ومن على “آليته ” “المتواضعة والمشّرِفة” ومن على “منصة كرسيه المتحرك” ضرب بإصرار وبكل عزم، ونخوة، ومروئة، وشجاعة، وبسالة، وبكل “ما بقي لَهُ من جسده” الدبابات الصهيونية المختبئة والمختفية والمتحصنة، خلف الأسوار والرمال، إلا انه فادي ابو صلاح أخافهم، و أرعبهم، وجعلهم، يتخبطون من فعل مقلاعهِ” وذخيرتهِ المتكورة” من رمال وحجارة فلسطين التي سوف تكون اخر ما إستخدمه قبل ان يقدم نَفْسَهُ قرباناً دفاعاً عن شرف الأمة، لكن ما يشوب وما يجعلنا في تساؤول خطير عن مدى التغطية الأمريكية لدولة الصهاينة في تعدياتهم وإختراقهم حقوق الإنسان.

وصل الحد بهذا “التصحر والوجدان للأعراب”، او للمسؤولين عن غضّ النظر عن ما تقوم وتفعلهُ دولة الصهاينة من قتل وجرف وتدمير وإحراق، والهجوم على التجمعات البشرية، من ابناء غزة ،فهذا الصمت العربي يعكس مدى الإذلال والعار “الموصوم” الذي يشبهٰ” تخاذلهم واحداً تلو الأخر ” والإنحطاط لتلك المجموعة الحاكمة والمحكومة، من قِبل ترامب، لكنهُ ترامب كان اكثر رأفةً عندما توجه الى بنيمين نتنياهو في حثهِ على ان يكون “حليماًً”، في إطلاق الأوامر عندما تكون مناسبة حسب موجبات الأمور وان يرد بصورة منظمة وليست عشوائية، كما كانت كل من انجيلا ميركل المستشارة الألمانية قد دعت الى تحرك سريع منعاً للإنزلاق نحو المجهول.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإن الإنفكاك عن “الإتفاق النووي مع ايران” قد يجعل من دونالد ترامب حاكم اول لصناعة الحروب التي لا نريدها الان، وخاصة بعد الدماء البريئة على ارض غزة، كما ان رئيسة الوزراء البريطانية ماي تيريزا بدورها طالبت نتن ياهو بالتوقف السريع عن قصف غزة والجماهير المحتشدة، والإحتكام الى المنظمة الأممية؟

إقرأ ايضا: مجازر غزة ضائعة… بين تركيا ومصر والسعودية

كذلك كان رئيس الوزراء الكندي “جوستين تريدور” قد طالب إسرائيل بتحقيق فوري وإدانتها في الإعتداء على الأبرياء وعلى الصحافة في آن واحد، كذلك كان هناك دور لافت للممثلة اللبنانية “منال عيسى”، في مهرجان كان السينمائي ومن على سجادتها الحمراء كانت قد رفعت يافطة طعن ضد الظلم، مكتوب عليها “اوقفوا العدوان الاسرائيلي على غزة” ذلك التصحر في الوجدان العربي ادى الى تلك النتائج من حق العودة. الذي قد يُكلف اكثر بكثير من “سبعين شهيداً”، “وألفين وخمس مئة جريح “من ابناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

 

 

السابق
مجازر غزة ضائعة… بين تركيا ومصر والسعودية
التالي
حزب الله لا يخدم غير المحازبين