أؤيد إلغاء شهادة البريفيه..

الغش في الامتحانات
ثمة أسباب عديدة تدعو الى إلغاء امتحانات شهادة البريفيه

لأسباب عديدة أقول:

-“يفكو شوي” عن التلامذة وحاج يرهبوهن والغالبية تنجح إما بالتفنيص وإما بالتفنيص: يعني إما لأن المراقبة غير قائمة لا سيما في بعض المناطق (وهذا مصدر لا مساواة فاقعة) وإما، كما طرح ذلك نديم الجميل مقدم اقتراح القانون، بسبب الفساد المستشري حيث تلامذة المدارس الغالية الثمن (البورجوازية جداً) ينجحون جميعهم لأن الأسئلة تصلهم قبل الامتحانات (هذا كلام نديم جميل وسرج طورسركيسيان). طبعاً لا يجب التعميم هنا وهذا لا ينفي أن تلامذة كثر ينجحون بكفاءاتهم وأحيانا الأوائل في لبنان هم من المدارس الرسمية وبعضهم من اللاجئين.

– طبعا مروان حمادة وبغطرسة هو ضد الغاء الشهادة. وطبعا مروان حمادة درس في المدارس البورجوازية لأنه لا ينتمي لعائلة كادحة. لذا فهو يحمل هذه الذهنية وعوض أن يكتفي بعلامات المدارس، أي أن تصبح البريفيه صفاً عادياً فهو يتلذذ بفكرة ارسال التلامذة الى “المذابح” كي ينجح تلامذة المدارس البورجوازية (الجمهور، لويس فيغمان، والكوليج بروتستانت، وغيرها بنسبة ماية في الماية). نديم الجميل كشف ألاعيب هذه المدارس وعلاقتها الملتبسة مع وزارة التربية والذين يضعون الأسئلة وطبعا نفهم من  موقفه أن هناك رشى تدفع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ثم أنه من الطبيعي أن يكون مستوى التعليم في هذه المدارس أهم بكثير من المدارس الخاصة الأخرى شبه المجانية أو الرسمية لأن التعليم فيها يتبع قواعد السوق والإنتاج وأحيانا الاستعباد للمعلمين. ومن المعلوم أن أقساط المدارس البورجوازية لا تقوى عليها إلا الطبقة الغنية جدا في لبنان. حتى الأستاذ في الجامعة اللبنانية والذي يستفيد من المنح المدرسية من صندوق التعاضد وهي استفادة يحسد عليها لا يمكنه ارسال أولاده الى هذه المدارس لأن الصندوق يلزمه بسقف لا يمكن تخطيه، فيما أقساط هذه المدارس تتجاوز أحيانا الخمسة عشر مليونا في السنة ما عدا الفراطة يعني المصاريف الأخرى التي تكاد تعادل القسط. تكلمت عن مروان حمادة، لذا أنتهزها فرصة لأقول إن مروان حمادة وبعد يوم الانتخابات وردا على سؤال حول “اذا في مدرسة بكرا”، قال: “طبعا في مدارس ولا تسمعوا ما يقوله بعض الكسالى”. هذا كلام لا يليق بوزير، تماما كما  نهاد المشنوق عندما قال بعد الانتخابات “من لم يشارك في التصويت لن يحق له الاعتراض” ما اضطرني للتعليق (أنظر موقع “جنوبية http://janoubia.com: مقالنا بعنوان “كلام غير مسؤول من مسؤول كبير“. جن وزراؤنا بعد الانتخابات هذا لأنه نجح وذلك لأنه خسر ما يذكرني رغم غياب العلاقة المباشرة بقول أبي العلاء: في اللاذقية فتنة ما بين أحمد والمسيحُ هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيحُ..

إقرأ ايضا: كلام غير مسؤول من مسؤول كبير

3- طالما المسألة هكذا اتركوا التلامذة يتدبرون أمرهم في البكالوريا وليرسب من يرسب.

4-  بصورة عامة غالبية الدول تخلت عن هذه الشهادة أو أدمجتها ضمن علامات المدارس خلال كل السنة (فرنسا). وزراؤنا يتمثلون بالغرب في كل شيء فلماذا عن هذا الأمر يحجمون!

5- لست غريبا عن أرشليم، فأنا أعرف هذا المجال من العمل لأنني درست وأدرس في كليات الحقوق منذ 25 عاماً… وشاءت الصدفة أن أطلع على برنامج ومنهج البريفيه. بكل تواضع ولا أقصد التجريح: المناهج تساوي صفرا لأنها كارثة حقيقية على التلامذة وأنا متأكد أن مروان حمادة لم يقرأ على سبيل المثال كتاب التربية المدنية الذي هو ضمن منهج البريفيه لهذه السنة. كتاب سيء للغاية وعدا الأخطاء المتراكمة والمضحكة يعالج مواضيع جامعية حيث كما يبدو دفعت وزارة التربية مقابلا ماليا لبعض الأساتذة لكتابة هذا الكتاب وراحوا ينسخون من كتب أساتذة القانون العام ورموا بهذه المعلومات في وجه التلامذة: “النظام البرلماني واالليبرالية والمجال الخاص والعام” والمضحك “مجلس شورى الدولة ومراجعة الطعن لتجاوز حد السلطة”. نعم يجب أن يعرف تلميذ البريفيه ما هي مراجعة الطعن لتجاوز حد السلطة ههههههه فيما أساتذته لا يعرفون عم تتكلم. جميعها مفاهيم صعبة على طلبة الحقوق وهم يطلبون من تلميذ البريفيه المدنية” تسنى لي قراءة مسابقات سابقة. على سبيل المثال هذه المسابقة: أرى أمامي مستندين وهما كناية عن فقرة من عدة مواد من قانون مجلس الخدمة المدنية صعبة الفهم حتى على رئيس المجلس!! ويسألون في النهاية أسئلة حول ما هو هذا المستند وما أصله وفصله.. والهدف منه.. هذا في منتهى السخرية.

واضح ما نقول: التصعيب والتعجيز هو في جزء كبير منه لتمرير أبناء مدارس معينة لأنهم أصلا أو يعرفون الأسئلة مسبقاً أو أساتذهم هم الذين يضعون الأسئلة. هي أسئلة أحياناً حزازير، أو تلقينية كما أسئلة كتاب التاريخ (الله لا يفرجيكن كتاب التاريخ.. شي معيب..). لغة فؤاد افرام البستاني. وكمية هائلة. المهم لتلميذ العادي لا يمكنه أن يبصم هذه المعلومات وأكاد أقول التلميذ الذي يستطيع بصمها هو غير ذكي لأنه يدرس ببغائياً. التلامذة الراسبون هم “على هذا المنوال” الأكثر ذكاء لأنهم رفضوا ولو بصورة غير واعية أن يحفظوا معلومات غير مجدية حشوا وببغائيا وخاصة أنها غير مفهومة (مثلا زيارات شي عشرين وفد لبناني الى فرنسا قبيل الاستقلال مع أسمائهم فيما عائلاتهم نسيت لماذا الى هناك ذهبوا. الجمل في كتاب التاريخ غير مترابطة ومكثفة جدا. إنها جريمة تربوية والوزير يصر على عدم رؤية ذلك لأنه على ما أعتقد لم يقرأ كتاب التاريخ المتداول اليوم. أنشتاين كان يرفض الحفظ، ولذلك تم طرده من المدرسة لتعلم صنعة وراح يتعلم الكهرباء ثم اخترع لنا القتبلة الذرية وأهم قوانين علمية عرفها العالم.

أنا مع ألغاء شهادة البريفيه ومع أن يحكمنا وزراء من أمثال أنشتاين، الراسب الذكي..

السابق
هذا ما يسعى إليه جعجع!
التالي
ثعابين نادرة وخطرة تعيش في جزيرة «إيلا كيمادا غراندي» في البرازيل