هل نعس وتعب الحراس؟

الكل يتذكر التاريخ النضالي والخط السيادي لحزب القوات اللبنانية ورفضه لأي تسوية وأي نوع من الفساد من أجل بناء الدولة القوية من خلال معاركه العسكرية والسياسية والاجتماعية.

الكل كان مراهن على تغيير ما في المنطقة وقلب التوازنات الأقليمية لصالح فريق 14 اذار، فإذ بكل المراهنات سقطت وتذهب معها أحلام البعض وخاصة بعد تقدم المحور الروسي-الإيراني، الأمر الذي دفع الكثير مِن مَن كان يسمى بـ 14 آذار الى تغيير موقفهم أو تحريفه أو إنسحابهم أو إنضمامهم الى المحور أخرى ليحققوا مكاسب ما.
الكل لاحظ الخطاب السياسي لحزب القوات اللبنانية العام خاصةً من رئيسه الدكتور سمير جعجع، كيف هو يخسر يوم بعد يوم من حدته ضد كل المبادىء السيادية من سنة 2005 وصولاً الى بعد انتخابات 2018.
الكل يعرف عدم تمكن ما كان يسمى بـ14 اذار من إيصال أي من مرشحينهم إلى سدة الرئاسة وكيف تمكنت قوى 8 اذار من تسويق مرشحها وفرضه كرئيس توافقي على رأس الدولة رغم قرار وحسم القوات بأنهم لن يقبلوا بأي مرشح من خارج فريقهم السياسي، فكان الدكتور سمير جعجع أول من رشح العماد عون لهاذا المنصب.
الكل يتذكر سنة 2013 عندما توجّه جعجع إلى المسيحيين المشرقيين بالقول لهم أن ينخرطوا في معركة الدفاع عن قضية الحرية والإنسانية ومبدأ الدولة في هذا الشرق وللتيار الوطني الحر أن يخرج من 7 أيار ويعود إلى 7 آب مع الشرعية و ضد أي سلاح غير شرعي، ناهيك عن الخطابات السياسية التي ما ترك مناسبة خالية من كلام صاروخي ضد حزب الله وضد كل حلفاء سوريا في لبنان وخارجه. فإذ هو اليوم خفف من سقف حدة خطابه السياسي، ففي كل مرة أراد ذكرهم اختار كلمات وعبارات ولهجة مختلفة عن ما قبل.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» وإنتصاره الانتخابي الوهمي: ما ربحه من الحريري خسره من «القوات اللبنانية»!

الكل يعرف عن الظروف التي قدم فيها الرئيس سعد الحريري استقالته وكيف وظفتها القوات لمصلحتها متفاجأة كيف أن سعد الحريري تأخر في هكذا قرار وكان يجب أن يتخذه من قبل. علماً أنّ القوات لديها 3 حصص وزارية وازنة لم تسحب أيّ واحدة منها ولا تزال مشاركة رغم اعترافها بأن الحكومة تغطي سياسة حزب الله وتشرع له سلوكه.
فحزب القوات اللبنانية أعلن أنه سيكون رأس حربة في مواجهة أي حكومة فاسدة ليس لديها أي أسس غير واضحة تتقاسم المغانم، وأنه لم ولن يشارك فيها إذ لا خلاص من دون جمهورية قوية.
فهو الذي قال : ” لا يمكن لحزب الله ان يكون بأيّ حكومة لان اهتماماته ابعد من لبنان، هذا ما ظهر في خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فهو غير مؤمن بالدولة نهائياً”.
خلاصة المقالة:
اليوم حزب الله يشارك في سوريا ولا أحد يستطيع أن يمنعه وفي يده قرار السلم والحرب.
هو حزب مسلح مشرع له كمقاومة وشريك أساسي في الحكومة وفي كل الحكومات التي سوف تأتي.
لا من موعد محدد وقريب لكي يسلم سلاحه ويفكك ارتباطاته الخارجية كما نص اتفاق الطائف.
أتى بالرئيس الذي يريده وله تأثير قوي في كل قرارات مجلس الوزراء وكل الملفات الأمنية.

إقرأ أيضاً: القوات و الحزب و المواجهة الإقليمية

هل سيشارك حزب القوات بحكومة فيها حزب الله؟ ويقبل بثلاثية الجيش – الشعب – مقاومة؟
هل يستطيع حزب القوات فرض أو تغيير سياسة الثنائي الشيعي في القضايا المحلية قبل الإقليمية؟
هل سيستطيع إعادة حقيبة وزارة المالية للمداورة؟
أم أن كل الكلام كان انتخابي لشد العصب المسيحي وكسب المقاعد النيابية، ليأتي من بعده التفاوض على الحصص الوزارية والمكاسب لاحقاً.

السابق
حظوظ العبادي أكبر
التالي
هل سنذوق حلاوة الدولة العادلة؟