«موجودين» لم تلتزم الصمت الانتخابي

فجر الخامس من أيار 2018 بدأ الصمت الانتخابي في السادس منه جرت الانتخابات النيابية في لبنان. لكن حملة "موجودين" لم تصمت ولم تلتزم الصمت الانتخابي، حملتها الافتراضية مستمرة، وكلامها يعلو قليلاً قليلاً. ومقعدها الفلسطيني ما زال فارغاً. لماذا الناشطة الفلسطينية – اللبنانية منال قرطام مستمرة في إدارة الحملة الافتراضية؟

تقول قرطام: مستمرون بحملتنا حتى يعيش الفلسطيني بكرامة، كي يكون له فرص في الحياة من خلال التمتع بالحقوق الإنسانية التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان والعهود الملحقة بها وحقوق المرأة، من أجل ذلك نطالب بدولة قانون جامعة لكل المقيمين وتضمن وصول مواطنيها إلى حقوقهم. وتضيف: سبعون عاماً مرت على نكبة فلسطين، وما زلنا نحمل ثقافة سائدة أننا لاجئون ولا حقوق لنا كالمواطنين، لكن مفهوم المواطنة الحديثة تجعل من اللاجئين مواطنين من الدرجة الأولى، لذلك نسعى لبناء ثقافة جديدة في الوسط الفلسطيني تقوم على ضرورة الاستفادة من الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يتمتع بها المواطن العادي، كيف يمكن أن تفكر بالعودة ولا نتمتع بالحقوق الإنسانية؟

وعن كيفية بناء هذه الثقافة الجديدة، توضح قرطام: سنعمل في مجالات عدة منها، مجال التعبئة من خلال تنظيم شبكة دعم فلسطينية ولبنانية، من خلال عقد اللقاءات المشتركة ونقاش المشكلات المشتركة، كما سنحاول تغيير الصورة النمطية السائدة عند الآخر تجاه الفلسطيني المقيم هنا. ونحن على يقين أن هذه الثقافة الجديدة التي نحاول بناءها تتلازم مع عقد اجتماعات تسعى إلى التفاهم مع أصحاب القرار في البلد، لنحاول إيضاح نقطة أساسية تقوم على تحسين الظروف التي يعيشها الفلسطيني يعني تحصين الموقع اللبناني من الانهيارات في جوانب مختلفة.

إقرأ أيضاً: مؤتمر الفلسطينيين والسوريين في لبنان.. والتوطين المستحيل

كما توضح قرطام جانباً آخر من النشاط التي تسعى إليه حملة “موجودين” من خلال تسليط الضوء على قيم جديدة يجب نشرها في المجتمع من خلال الانسجام بين المكونات الاجتماعية وعدم الإقصاء للآخر.

وعن طرق العمل التي تستخدمها حملة “موجودين”، تقول قرطام: سنسعى إلى التشبيك مع كل المجموعات التي نجد بيننا وبينها قواسم مشتركة، وستستخدم خطاباً بناءاً مباشراً واضحاً ومبسطاً. ونحاول استيعاب المختلف عنا من دون الوصول إلى نزاع معه، سنتفاعل مع الآخرين من خلال دينامية العمل المشترك والاحتكاك المباشر، ودفع مبادرات الإبداع الاجتماعي وإنجاح عملية التواصل بين المختلفين.

وتختم قائلة، إننا نريد أن نعيش بسلام وحرية مع الآخر الذي هو مختلف عنا، لكننا من خلال الاختلاف سنرسم صوراً إبداعية لمجتمع متنوع يضم مكونات لا هدف لها سوى العيش بكرامة.

إقرأ أيضاً: «صفقة القرن»: القضية الفلسطينية

هذا وستنظم حملة “موجودين” انتخابات افتراضية في المخيمات الفلسطينية يوم الخميس 17 أيار 2018 وتعلق قرطام على ذلك قائلة: في اللحظة التي تشهد فيها الأنظمة العربية تنتحب تتجه مخيماتنا وفي ذكرى النكبة لأن تنتخب، إنها تنتخب لوجودنا في دولة قانون، دولة تسعى لبناء الإنسان والمجتمع الاقدر على تحقيق حق العودة. ومن خلال ممارستنا الديموقراطية نشارك اللبنانيين انتخاباتهم نحو دولة تؤمن الوصول إلى الحقوق لجميع مواطنيها، وأننا بعملية الانتخاب هذه، فإن المخيمات تنتخب لدولة ديموقراطية يتساوى فيها مواطنيها، لدولة تحترم الإنسان، إننا في المخيمات ننتخب لحقوق المرأة، لحقوق العمال، لحقوق الطفل، لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، لحقوق مكتومي القيد، لحقوق المسنين لحقوق أهالي المفقودين بمعرفة مصير أبنائهم، لحرية التعبير، ليكون لبنان قوياً فعلياً بمختلف أطيافه، ويكون لنا الحق بالاختيار والعيش بكرامة الإنسان الحرّ.

السابق
مشكلة لبنان سعد الحريري
التالي
ريفي: ما يجري في فلسطين عارٌ كبير والصمت الدولي مشين