حسنا فعل حزب الله

مرّت الاحزاب الاسلامية بمخاض طويل قبل ان تتقن لعبة الانتخابات والديمقراطية والتعددية السياسية.

غير ان تجارب المنطقة العربية ومشاركه الاحزاب الاسلامية على مختلف مشاربها. اثبتت فشلا ذريعا بعدما نالت تأييدا واسعا من الطبقات الاجتماعية الاكثر فقرا. استلمت مقدرات السلطة في مصر وتونس والعراق والى حد ما في ليبيا. عبر الانتخابات الديمقراطية البرلمانية التقليدية البرجوازية.. لم تمض سنوات قلائل حتى اثبتت هذه الاحزاب فشلا ذريعا في إدارة السلطة في جميع الدول التي تولت إدارتها.

إقرأ ايضا: نبيه برّي: لا يمكن أن نحصل على الإصلاح بالقوة ولا يمكن التغيير بالقوة

ففي مصر ظهر الأخوان المسلمين بأبشع صورة مذ تأسيس هذا التنظيم، من تخلف وفساد وغباء منقطع النظير. مما سهل على الطغمة العسكرية الحاكم الفعلي لمصر من تجييش الشعب المصري ضد حكم الاخوان باعلى نسبة مشاركة وصلت المشاركة بالمظاهرات الى ثلاثين مليون نسمة، اكبر مظاهرة سياسية في التاريخ. واستغلت الطغمة العسكرية كل ذلك. فانقلبت على طموحات الجماهير وقامت بقمع الاخوان بانقلاب عسكري حاصدة في طريقها كل القوى الديمقراطية والاشتراكية التي قامت بالثورة.

وعلى ذلك قس الوضع في تونس التي فلتت من الجريمة المنظمة واصبحت اكثر استقرارا من فتره حكم الاخوان، وصولا الى العراق الذي وصلت الى السلطة قوى بغالبية اسلامية وقومية، والتي عاثت فسادا ونهب قل مثيلة في العالم.

كل ذلك تحت ديماغوجبة اسلامية كاذبة بوعودها وسياستها متكئة على دعم دولي واقليمي لا يهمه من مصلحة الشعب العراقي سوى التبعية السياسية. وصولا الى لبنان.

وصلت القوى الاسلامية الى مقاليد السلطة منذ التسعينات بعد تسوية طائفية اقليمية دولية تقاسمت الدول نفوذها عبر ممثلي الطوائف المشاركة بالسلطة.

ومن ذلك الوقت وعملية النهب المنظم لم تتوقف، لا بل تتزايد وقاحة في نهب الخيرات المستقبلية للشعب اللبناني عبر الديون ذو الفائدة العالية والى آماد طويلة.

جاءت الانتخابات الاخيره لتضع هذه القوى امام استحقاق دستوري تم تأجيله مرارا، غير ان النقمة الشعبية وصلت لحدود هدم الغيتوات الطائفية المذهبية، وخاصه بعد التجربة الفاشلة لكن المفيدة للحراك الشعبي الذي تآمرت قوى السلطة عليه وافشلته.

تحولت النقمة على القوى الطائفية الكبرى بالتمرد بتشكيل لوائح خارجة عن سيطرة قوى السلطه. مما دب، الرعب بهذه القوى وتداركت الامور عبر حملات انتخابية ابتعدت الى حد ما لغة الخلاف المذهبي لصالح الخطاب الذي يدعو لمحاربة الفساد.

وكان الابرز بهذا الخطاب السيد حسن نصرالله حيث تعهد وبشكل واضح وجلي بأن محاربه الفساد هي اولية سياسية للمرحلة المقبلة.

وبذلك تم استيعاب النقمة العارمة التي تجلت بمنطقه البقاع خاصة، جاءت الوعود من جميع قوى السلطة. مما يحتم عليها القيام باجراءات جديه تحضيرا للسنوات الاربع القادمة.

حسنا فعل (حسن)
الوعد وعد ووعد الحرّ دين.

وعد ومضطر للوفاء بالوعد دون وضع عراقيل الوضع الدولي محاربة “داعش” التي كانت مبررة سابقا، سابقا، اصبح ماضي. وما علينا نحن المجتمع المدني الا ان ننظر بعين المراقب الحذر والقيام بدور حكومة الظل لهذه السلطه التي فاحت رائحة فسادها ووصلت للاقمار الصناعية التي استغرب الناظرون عبرها لهذه الاشكال الغريبة التي تحيط بمطار ومرفأ بيروت ووديان لبنان.

إقرأ ايضا: حتى الآن …ما زال حزب الله قويّاً

واستعلموا فاخبرناهم اننا نجهز لغزو الفضاء عبر جبال الزبالة الناتجة عن سياسة السلطات الطائفية والمذهبية العفنة التي لا تمت لمصلحة قيام الدولة والسلطة العادلة بأي صلة ناشط انتخب وحيدا ضد الثنائية الشيعية، وبكل محبة راجيا ومتأملا ان تصدق الوعود ولو جزئيا.

الى اللقاء بعد اربع سنوات مع جردة محاسبة جديدة واكثر جدية.

السابق
وفاة عاملتين أجنبيتين في حريق داخل غرفة عمّال بالدورة
التالي
الحريري بعد نكسة الانتخابات.. يعيد تنظيم «المستقبل» ويطيح بقيادات