الحريري بعد نكسة الانتخابات.. يعيد تنظيم «المستقبل» ويطيح بقيادات

خطفت الاجراءات التنظيمية الجارية في "تيار المستقبل" منذ السبت الماضي الأنظار واهتمامات الأوساط ‏السياسية نظراً لدلالاتها البارزة وتوقيتها بعد أقل من أسبوع من الانتخابات.

بقيت “الهزة التنظيمية” في تيار المستقبل، من استقالة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري من ‏مهامه ومسارعة رئيس التيار لتعيين محمّد منيمنة في المنصب الشاغر بالوكالة، وكذلك إعفاء المنسق العام ‏للانتخابات وسام الحريري من مسؤولياته بعد الاطلاع على “مجريات الحراك الانتخابي في كافة الدوائر” ‏واعفاء مدير المتابعة في مكتب الرئيس ماهر أبو الخدود من مهامه‎.‎

إقرأ ايضًا: «حزب الله» وإنتصاره الانتخابي الوهمي: ما ربحه من الحريري خسره من «القوات اللبنانية»!
إلى الإعلان عن حل هيئة شؤون الانتخابات والماكينة الانتخابية اللوجستية بصورة عامة ومن بينها: منسقية ‏بيروت، منسقية البقاع الغربي وراشيا، منسقية البقاع الأوسط، منسقية الكورة، ومنسقية زغرتا، في مواجهة ‏الاهتمام السياسي، وسط أسئلة تتعلق بانعكاسها على “التيار الازرق” وعلى التسوية السياسية ككل، وإن بدت ‏بحسب ” اللواء ” وكأنها اجراء داخلي، تنظيمي له علاقة بالتهاون في المهمات الانتخابية الأمر الذي أدى إلى خسارة عدد من النواب ‏وفقاً لمصادر مطلعة وهو الأمر الذي جرت متابعته في عواصم دولية وإقليمية، تتركز على الأسباب التي أدّت الى ‏نقصان عدد الكتلة على نحو ما حصل‎.‎
وبدا واضحاً لـ “النهار” أن الرئيس الحريري قد أطلق آليات غير مسبوقة في المحاسبة الداخلية لن تقف عند أي اعتبار قبل استنفاد أهدافها ‏في تنقية التيار وتثبيت آلية المحاسبة فيه. وهو الأمر الذي تؤكده المعطيات التي تتوقع المضي في هذه العملية وعدم ‏توقفها قبل استمكال اجراءات الاعفاءات التي تشمل مسؤولين في هيئات ومنسقيات ومسؤولين تنظيميين بارزين‎.‎
‎ ‎
لكن هذه المعايير لا تنطبق على استقالة مدير مكتب الحريري  نادر الحريري والتي تندرج في خانة ‏خاصة ومختلفة تعود أساساً الى رغبته في ترك العمل السياسي منذ نشوء أزمة استقالة الرئيس الحريري. إلا أن ‏الأوساط السياسية تعاملت مع خروج نادر الحريري من حلقة المستشارين الأساسيين لرئيس الوزراء باعتباره ‏تطوراً استثنائياً لا ينفصل عن تداعيات الانتخابات وكذلك آفاق العلاقات المقبلة للرئيس الحريري العائد حتماً الى ‏رئاسة الوزراء ان على الصعيد الداخلي أو على الصعيدين الخارجي والخليجي بما يؤذن بترتيبات ستتكشف ‏طبيعتها ودوافعها لاحقا.

وفي الوقت الذي تعدَّدت القراءات والتفسيرات لهذه “النفضة” في”المستقبل” قالت ‏مصادرُ مطّلعة في “التيار” لـ”الجمهورية” إنّ لكلّ مَن طاولته أسباباً إدارية ومالية وانتخابية‎.‎
وأضافت: “بمعزل عن القرار الذي اتّخَذه نادر الحريري بالاستقالة التي تقدَّم بها منتصفَ الأسبوع الماضي ‏وانتظر جواباً حتى مساء أمس الاوّل قبل أن يغادر الى باريس، فإنّ القرارات الأخرى لا تحتمل كثيراً من التفسير. ‏فهي محصورة بقراءة الرئيس الحريري لنتائج الانتخابات بعد إقفال صناديق الاقتراع، ما دفعَه إلى محاسبة ‏المسؤولين عمّا آلت إليه هذه النتائج‎”.‎

وقالت إنّ الحريري “سأل ماكينته الانتخابية: لماذا لم نسجّل نسبةً عالية من المشاركة في الانتخابات كما كانت ‏مقدَّرة مسبَقاً؟ ومَن هو المسؤول عن بقاء الناس في منازلهم؟ وأين ذهبَت أصوات الكتل السنّية الموالية الكبيرة في ‏أكثر من دائرة انتخابية، بدءاً من دائرة بيروت الثانية قبل الأولى؟

وأين هي الأرقام التي تحدّثتم عنها قبل فتحِ صناديق الاقتراع في دائرة الشمال الثانية، أي في البترون والكورة ‏وزغرتا؟ ولمن انتخبَت هذه القاعدة؟ والأمر نفسُه حصَل في زحلة والبقاع الغربي؟ ولماذا تظاهرَ في أكثر من ‏منطقة المندوبون المكلّفون تمثيلَ لوائح “المستقبل” على أقلام الاقتراع ومحيطها لنيل حقوقِهم وبدل أتعابهم؟ وأين ‏هي المخصّصات المحِقّة لهم؟‎”.‎

وأضافت المصادر: “على هذه الأسُس وبعد تحديد المسؤوليات، انتهى الرئيس الحريري الى حلّ المنسّقيات ‏الانتخابية وعزلِ المسؤولين عن إدارتها مباشرةً أو أولئك الذين تحمّلوا مسؤوليات محدّدة في أثناء التحضيرات ‏للانتخابات. ولذلك فإنّ أيَّ تفسير آخر لا يحتمل أن يؤخَذ على محمل الجد‎”.‎

من جهة ثانية، قالت “الشرق” أن قطار استحقاقات ما بعد الانتخابات النيابية، بات على سكة ‏الاقلاع والحلول، استعدادا للمحطات الدستورية المتمثلة اولا بإنتهاء ولاية مجلس النواب في العشرين من الجاري، ‏وبدء ولاية المجلس الجديد بالدعوة الى جلسة يرأسها كبير السن النائب ميشال المر، لانتخاب رئيس ونائب رئيس ‏وهيئة مكتب المجلس..

إقرأ ايضًا: استقالة نادر الحريري وحل المنسقيات: تيار المستقبل نحو «مستقبل» جديد!
‏‏ ‏
واذ حسم قرار التجديد للرئيس نبيه بري، فإن الاتصالات لم تصل بعد الى حسم اسم من سيكون نائبا لرئيس ‏مجلس النواب، وهو من الطائفة الارثوذكسية … لتبدأ مع ذلك مسيرة الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية من ‏سيكون رئيسا للحكومة المقبلة، وان كانت اسهم
‏ الرئيس الحريري هي المتقدمة لغياب شخصية سنية موازية … وسط اسئلة وتساؤلات حول ما اذا كان هناك ‏معركة ام اتفاق … وهل سيكون هناك “موالاة” و “معارضة”، من اجل اعادة دور التشريع والرقابة والمساءلة ‏والمحاسبة لمجلس النواب،.. خصوصا، وان التباينات، بل الخلافات بين “التيار الوطني الحر” و”القوات ‏اللبنانية” خرجت الى العلن، وعلى نحو اكبر مما كان يتصور عديدون.

مصادر مقربة من الرئيس عون، اكد لـ “الشرق” اهمية وجود معارضة.. فهي “واجبة الوجوب” مع التشديد على ‏الاسراع بتشكيل الحكومة بالنظر الى الضرورات الداخلية والخارجية…
‏‏

السابق
حسنا فعل حزب الله
التالي
المشنوق: القرار الأميركي منصّة لطاولة حوار متوازنة مع إيران