هل سيعود الترهيب؟

احمد عياش

في مرحلة التحوّلات التي يمرّ بها لبنان والمنطقة ,لا بد للمرء ان ينصت الى التحذيرات التي أتت أخيرا من اوساط ديبلوماسية غربية كبرى من عودة مسلسل الاغتيالات الذي بدا انه قد توقف في هذا البلد.فماذا جاء في هذه التحذيرات؟

في معلومات ل”النهار” من شخصية سياسية انها سمعت سفير دولة كبرى يقول امامها ان الواجب إعتماد الحذر في هذه المرحلة التي تلت الانتخابات النيابية بالتزامن مع التطورات الميدانية في سوريا التي شرّعت الابواب على إحتمالات شتى وفي مقدمتها إمتداد الحريق السوري الى لبنان بفعل إرتباط “حزب الله” عضويا ب”الحرس الثوري الايراني” الذي تلقى ضربات موجعة جدا على يد إسرائيل ,الامر الذي إعتبره مراقبون بمثابة هزيمة موصوفة لقائد “فيلق القدس ” في الحرس الجنرال قاسم سليماني .ويضيف هؤلاء ان سليماني والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله هما الذراعان الفعليان للمرشد الايراني الامام علي خامنئي على المستوى الخارجي.فالمرشد كلّف نصرالله بملف اليمن ,كما كلّف سليماني بملف سوريا بعد ملف العراق.وتدور منافسة غير معلنة بين نصرالله وسليماني على قاعدة من هو الاجدر في أداء التكليف. وبدا ان الامين العام ل”حزب الله” واجه تراجعا دراماتيكيا في اليمن,وها هو قائد “فيلق القدس” يمنى بخسارة فادحة في سوريا.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» وحسابات الهيمنة المستحيلة

التداعيات المتوقعة في لبنان نتيجة ما جرى في سوريا وما انتهت اليه الانتخابات بدأت تطلّ تباعا .فقد نزل قرابة الالفيّ عنصر من ميلشيا الحزب ومن حركة “أمل” في شوارع بيروت وضواحيها الشرقية في عراضة على نسق “القمصان السود” الشهيرة التي فرضت تحولا سياسيا عشية الحرب في سوريا تمثل بالهيمنة على السلطة في لبنان منذ بداية العام 2011 ولغاية العام 2016.لكن الحرب في سوريا وما أدت اليه من دمار وإنحلال في كل مقومات الدولة هناك غيّرت جذريا المشهد في لبنان وسوريا معا.لذلك,لم يعد بإستطاعة  الحزب ان يمارس سطوته بهذا الاسلوب القديم المستعاد اليوم في شوارع بيروت وضواحيها, بدليل مسارعة الرئيس نبيه بري و”حزب الله” الى “التبروء” مما حصل من اساءات بلغت حد التطاول على رمز الرئيس رفيق الحريري في مسرح الجريمة التي سقط فيها في 14 شباط 2005.

إقرأ أيضاً: هيمنة حزب الله تجعل من الطائفة الشيعية الخاسر الاكبر في الانتخابات النيابية..

ما هو الجديد الذي يمكن للحزب ان يمارسه اليوم بما يمنحه القدرة على فرض السطوة في بداية مرحلة مهمة في تاريخ لبنان والمنطقة؟بالعودة الى التحذير الذي سمعته الشخصية السياسية من سفير الدولة الكبرى يستفاد منه ان ترهيب خصوم المشروع الايراني في لبنان قد يتوسل إلحاق الاذى بمعارضين من إتجاهات عدة ولو كانوا من غير الصف الاول بغية توجيه رسائل عبرهم الى من هم في صف القيادات.خصوصا وان “حزب الله”  هو الان تحت المجهر الخارجي لرصد سلوكه بفعل ما تكبده مرشده الايراني في سوريا.فهل ستعود الاغتيالات في هذه المرحلة؟

السابق
ألمانيا وفرنسا مع إيران
التالي
مفاوضات تحاصص الوزارات بدأ.. والعين على«المالية»