بعد الغاء الاتفاق النووي مع ايران: أميركا توسع العقوبات والسعودية تتأهب

الكونغرس الاميركي
شكّل قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب من "الاتفاق النووي" مع ايران، حافزا كافيا لاسرائيل بتصعيد مواقفها ضدها، ما ينذر بإشعال فتيل حرب في جميع انحاء الشرق الاوسط وصبّ النار على زيت الصراع المتأجج بين الدول الاقليمية المتنازعة من سوريا الى العراق واليمن وصولا الى لبنان!

يلعب التنافس الايراني-السعودي دورا محوريا في رسم صورة الشرق الاوسط وتصاعد حدة التوترات فيه ربطا بالمحاور المتحالفة، ومع تزايد مخاوف دول المنطقة من توسّع النفوذ الايراني وطموحاته النووية، ازدادت كذلك حدة التصريحات السياسية الى حدّ المواجهة العسكرية والضربات المتبادلة بين ايران واسرائيل في الجولان المحتل، سبقتها عدة غارات جوية باتجاه ما زعمت اسرائيل انها منشآت نووية تعمل طهران على تطويرها في سوريا، وهوما وصفته هيئة اركان الحرب الاسرائيلية بالضربات الاستباقية.

وقد حذّرت شبكة فوكس نيوز الاميركية من اندلاع حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران سيكون حطبها المواطنين العراقيين والسوريين في الشرق الاوسط، بسبب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً: الهجوم الاسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا: هل انتهت الحرب بالوكالة؟

وقالت الشبكة، قد لا يكون هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله إيران بشأن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ولكن عبر الشرق الأوسط، لديها مجموعة متنوعة من الطرق يمكنها الرد على الولايات المتحدة وحلفاء أميركا الإقليميين.

ونقلت صحيفة الغارديان عن السفير البريطاني في العراق تأكيده ” حصول انهيار واضح في شعبية قوائم شيعية موالية لاميركا وايران بعد اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي” مقترحا تأجيل اعلان الانسحاب لما بعد الانتخابات العراقية معتبرا ان “انسحاب ترامب اضر بالقوائم التي تدعمها اميركا وايران على السواء، فقائمة النصر التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي الموالي للولايات المتحدة الاميركية وقائمتي ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها نوري المالكي والفتح التي يترأسها امين منظمة بدر هادي العامري المدعومتين من ايران، ستواجهان انتكاسة انتخابية بعد انسحاب الرئيس الاميركي وخطاب المؤسسة الدينية الاخير الذي وجهته للعراقيين بعدم دعم الجهات المدعومة من الخارج”.

كما صرح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين “إن فرض عقوبات على إيران أمر مهم، لكنه في الوقت نفسه قد يحمل تبعات على أمن بلادنا” حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الخميس 10 ايار الجاري، عن فرض عقوبات جديدة ضد إيران، بما فيها العقوبات على 6 أشخاص على صلة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري و3 مؤسسات إيرانية.

فيما اعتبر وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في تصريح لقناة “CNN” الاميركية ان “القوات السعودية اعترضت اليوم صاروخين أطلقا من اليمن نحو أراضي المملكة، ليصل بذلك عدد الهجمات الصاروخية، التي تعرضت لها مدن بلاده، ومن بينها الرياض، للرقم 130” مضيفا “أن هذه الصواريخ إيرانية الصنع، وتم نقلها للحوثيين من قبل الإيرانيين، ونعتقد أن الحوثيين أصبحوا قادرين على استخدامها بفضل مساعدة خبراء من حزب الله وإيران“.

وأجاب الجبير عن سؤال حول ما إذا كانت المملكة تدرس شن عمليات عسكرية ضد إيران، بالقول “إننا نسعى لتفادي العمليات العسكرية المباشرة ضد إيران بأي ثمن، لكنه لا يمكن أن تستمر مثل هذه التصرفات من قبلها، إن هذا يساوي إعلان حرب، عندما تورد أي جهة صواريخ لمجموعات إرهابية تطلقها بشكل عشوائي على مدنكم وعلى المدنيين، كيف ستسمون ذلك؟ عملا وديا؟ بالطبع لا!”.

اقرأ أيضاً: ترامب يفعلها ويلغي الاتفاق النووي وايران تحتمي بالاعتراض الاوروبي

واتهم الجبير خلال حديث للقناة الأمريكية السلطات الإيرانية بالتدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم الإرهابيين في الشرق الأوسط، داعيا إياها للتخلي عن سياساتها التي تتبعها منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حسب تعبيره.

وفيما تواجه إيران ضغوطات سياسية وعسكرية دولية تتهمها بأنها أكبر جهة داعمة للإرهاب وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، يترقب العالم تصاعد التوتر و”تنقّله” على جبهات مختلفة فيما يشبه توزيع الادوار بين الدول المناوئة لطهران للجم ما تعتبره “تدخلا منها في شؤون المنطقة، وتأجيجها للصراعات المذهبية”.

السابق
راغب علامة: أهنئ صديقي دولة الرئيس سعد الحريري!
التالي
المستقبل ينفي تفوّق ميقاتي في طرابلس رغم استحواذه على أربعة مقاعد