المستقبل ينفي تفوّق ميقاتي في طرابلس رغم استحواذه على أربعة مقاعد

الحريري ميقاتي
سُجّل لرئيس الحكومة السابق ورئيس "لائحة العزم" نجيب ميقاتي، تقدّمه في الانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثانية (طربلس-المنية- الضنية) من خلال تسجيله 21300 صوتا تفضيليا، وهو ما اعتبره المؤيدون له سابقة شعبية من جهة، وتكريسا لزعامته السنية في طرابلس، من جهة اخرى.

النواب الجدد في هذه الدائرة هم محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، جهاد الصمد وسامي فتفت عن تيار المستقبل، ونجيب ميقاتي، وجان عبيد نقولا نحاس وعلي درويش عن لائحة العزم، أضف الى المرشح عن لائحة الكرامة الوطنية الوزير السابق فيصل كرامي.

ميقاتي الذي دأب، كما يقول المراقبون للشأن الانتخابي، على تقديم الخدمات الاجتماعية، واعتماد بروباغندا وصفتها مصادر مطلعة بـ”الشرسة”، لشد العصب السني في طرابلس واعتماده في منافسته على استقطاب اصوات الاقليات، وهم المرشح عن المقعد العلوي علي درويش وعن المقعد الارثوذكسي نقولا نحاس وعن المقعد الماروني جان عبيد، ليشكّل انشقاق كاظم الخير عن تيار المستقبل في المنية، قوة دفع مجانية له.

كيف يقيّم الطرفان الاكثر حضورا على الساحة السنية في طرابلس نتيجة الانتخابات، وما هي الصورة التي رسمتها صناديق الاقتراع لعاصمة لبنان الثانية؟

اقرأ أيضاً: كيدية ما بعد الانتخابات تسيء لجامعة عبد الرحيم مراد

الحسن: تقدّم ميقاتي بالصوت التفضيلي ليس مفاجئا

المحلل والكاتب السياسي سمير الحسن، قال في حديث لـ”جنوبية” ان “حضور الرئيس ميقاتي القوي في الانتخابات النيابية لم يكن مفاجئا ففي انتخابات العام 2009 كان متحالفا مع تيار المستقبل وسجل ايضا حضورا لافتا، بحيث سجل بينه وبين محمد كبارة فارق 20 الف صوتا، وذلك عكس ما رُوج له حينها بأنه حقق نجاحا بفضلهم” واضاف ” استمر الرئيس ميقاتي بتقديم خدماته الاجتماعية والخيرية للناس وبقي على تواصل وتماس معهم، وهو يتمتع بشخصية سياسية وسطية ومعتدلة لا تلتحق بمحور او اصطفاف، ما عزز حضوره بشكل كبير، وهو بذلك مختلف عن شخصيات موجودة في البلد، دفع الناس اثمانا باهظة لنهجهم السياسي”.

واشار الحسن انه” في السنوات الماضية، كان الرأي العام قائما على الرهانات ما جعل الناس تشعر بإحباط اكبر، ما أدى الى عزوف الناس عن الاقتراع خاصة في الساحة السنية لأنها فقدت الامل”.

وتابع الحسن” بالاستناد الى الأرقام التي سجّلتها نتائج دورة 2009 الانتخابية، لا نجد هناك فرقا بالنتائج مع هذه الدورة، فقد سجل حينها لميقاتي ما يقارب ال 70 الف صوتا، في حين حصل سمير الجسر ومحمد كبارة على 50 الف صوتا، كما ان الرئيس ميقاتي لم يعمد الى توزيع اصواته بين حلفائه وبقي على مسافة واحدة من جميع المرشحين على لائحته، واعتمد على قدرتهم على جذب اصوات الناخبين، ولكن الارقام الصادمة كانت لدى مرشحي المستقبل وكرامي فهي لم تسجّل نسبة كبيرة”

ومن جهة اخرى اكد الحسن ان ” خسارة ميقاتي لمقعد في الضنية هو بسبب انسحاب مرشحه فجأة قبل ساعات من موعد الانتخابات وهو ما أثّر على النتائج ايضا”.

موسى: ميقاتي يحتسب بين “مقاعد الايتام”

منسق الاعلام العام في تيار المستقبل عبد السلام موسى تحدث لـ”جنوبية” حول نتائج الانتخابات في طرابلس، واكد ان ” تيار المستقبل خاض الانتخابات على امتداد مساحة لبنان وليس على صعيد مناطقي او في دائرة بعينها، مثل الدائرة الثانية في طرابلس (المنية-الضنية) والتي واجهنا فيها خطاب ميقاتي بأنه سوف يستعيد قرار طرابلس ليتبيّن بالنتائج انه نال مقعدا يتيما واحدا من أصوات السنة، من أصل 5 مقاعد ليحصل تيار المستقبل على 3 مقاعد وفيصل كرامي على مقعد واحد”.

عبد السلام موسى

واضاف موسى “بذلك كرّس المستقبل زعامته السنية في طرابلس وناضل بـ”اللحم الحي” بحصوله على 5 مقاعد من اصل 8 مقاعد، ما يثبت انه يمثّل نبض الشارع السني في طرابلس مع قدرته على توزيع الاصوات التفضيلية على مرشحيه”.

وقال موسى ” لندع الارقام والنسب تتحدث عن النتيجة:

-في طرابلس اخذنا 40% من الصوت السني مقابل 37% للرئيس نجيب ميقاتي و23% لفيصل كرامي.

-في الضنية اخذنا 48% مقابل 13% للائحة العزم.

في المنية اخذنا 52% مقابل 39 لكاظم الخير”.

اقرأ أيضاً: نواب فلتة شوط «القانون النسبي».. نجحوا بعشرات الأصوات!

” وبالنتيجة تثبت الارقام المقدمة تفوّق تيار المستقبل كما ان القدرة التنظيمية التجييرية لماكينة ميقاتي سجلت فشلا ذريعا وعكس خوفه قيامه بحصر صوته التفضيلي”.

من جهة اخرى “سجّل ميقاتي فشلا ذريعا ثانيا فهو قدّم نفسه قبل الانتخابات انه سوف “يكسح” في طرابلس، في حين انه لم يحجز الا مقعدا واحدا! وبالتالي هو لم يشكّل كتلة له، كما انه اثبت فشله لجهة صرفه أموالا طائلة وملايين الدولارات من أجل مقعد يتيم، ويمكن وضعه في خانة “مقاعد الايتام”، واذا كان يراهن على تشكيل كتلة تسمى كتلة “الوفاء لبشار”، ويضم اليها النواب السنة التابعين لحلفه”.

وتساءل عبد السلام موسى كيف لمن لم ينل الا مقعدا واحدا مقابل 17 مقعدا على امتداد خارطة لبنان ان يدّعي التفوق ؟”

السابق
بعد الغاء الاتفاق النووي مع ايران: أميركا توسع العقوبات والسعودية تتأهب
التالي
«حزب الله» وإنتصاره الانتخابي الوهمي: ما ربحه من الحريري خسره من «القوات اللبنانية»!