«حزب الله» وإنتصاره الانتخابي الوهمي: ما ربحه من الحريري خسره من «القوات اللبنانية»!

«حزب الله» وإنتصاره الانتخابي الوهمي: ما ربحه من الحريري خسره من «القوات اللبنانية»!

صوّر “حزب الله” نتائج الإنتخابات النيابية وكأنها نصرٌ له وتفوّق على خصومه، سيّما مع تحقيقه تقدّما في العديد من الدوائر وخصوصا بيروت الثانية ، إذ تمكّن من إحداث خرق بأربعة مقاعد حققها له القانون النسبي الجديد حسبما يرى مراقبون للشأن الإنتخابي، ولكن هذا التفوّق لا يعدو كونه فقاعة إعلامية بعد خسارة عدد من مرشحيهم في زحلة وفي جبيل وكذلك خرق “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” للائحتهم في بعلبك – الهرمل بمقعدين.

وظهر في محصلة النتائج تعادل في الكتل النيابية مع حصول القوات على مقاعد إضافية ضاعفت تمثيلها البرلماني الى 16 مقعدا مقابل إنحسار كتلة حليفه “التيار الوطني الحرّ”.

الزغبي: “القوات اللبنانية” هي من حقّقت انجازا وتقدما

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي إلياس الزغبي الذي رأى أنه “في حقيقة الأمر وبعد إنكشاف نتائج الإنتخابات بخواتيمها الواضحة، يمكن القول أن فريق “حزب الله” وحلفائه تمدد بشكلٍ جزئي دون أن يبلغ الحدّ الذي يسمح له بوصف ما حققه إنتصارا”، وتابع “فلا هو إنتصار إلهي ولا حتّى إنتصار إنتخابي لأن التوازنات اللبنانية الحقيقية ستستمر كما هي بدون أي تعديل جوهري”، مشيرا إلى أنه “هناك تبدّلا في أحجام بعض الكتل صعودا أو هبوطا، لكن ليس هناك تبدلا بتاتا في التوازنات السياسية والتوازن بين المكونات اللبنانية على المستوى الطائفي أو المذهبي”.

الياس الزغبي

وأضاف الزغبي “لذلك لا يمكن أبداً الحديث عن إنجاز أو إنتصار لـ “حزب الله” أو فريق الممانعة بشكل عام، فحتى إذا دخلنا في تفاصيل النتائج نجد أن “حزب الله” الذي نجح في مكان خسر في مكان آخر، بحيث أن الخسارة تعادل الربح”، واعتبر أنه “ربما إذا دققنا بشكل أعمق لوجدنا أن ثلاث خسارات معبرة جداً وبالغة الأهمية وتحمل دلالات عميقة أصيب بها “حزب الله”.

الزغبي اشار الى ان” الإنتكاسة الأولى كانت في جبيل – كسروان حيث لم تستطع لائحة “حزب الله” بلوغ الحاصل الإنتخابي، رغم كلّ هذا “البلوك” المعروف لـ “حزب الله”، أما الإنتكاسة الثانية فقد كانت في بعلبك – الهرمل من خلال إختراق “القوات اللبنانية” لما يعتبره الحزب منطقته المقفلة إضافة إلى خرق مرشح لـ “تيار المستقبل”، اما الإنتكاسة الثالثة فهي في زحلة من خلال إمتناعها وتمنّعها عن السماح لمرشحه عن المقعد الكاثوليكي نقولا فتوش من بلوغ الندوة الإنتخابية”.

“هذه الإنتكاسات الثلاث كافية وحدها لتغطية كل ما يمكن أن يقال عن إنجازاته الأخرى أوعن تمدده وتقدمه”، يقول الزغبي .

في المحصلة العامة، يرى الزغبي أن “هناك توازن دقيق جدا بين “القوات اللبنانية” من جهة وبين “حزب الله” من جهة ثانية، فعلى هذا المستوى يمكن أن نقيس الوضع اللبناني العام، بمعنى أن هناك فريق يرفع شعار الممانعة حقق لنفسه (أي لحزب الله) حجز 14 مقعدا مع حلفائه، وهناك “القوات اللبنانية” بصورة صافية أيّ بقوتها الذاتية، لأنها لم تنسج أي تحالفات أخرى حققت16 مقعدا”، وتابع “إذا اردنا أن نقارن على هذا المستوى لقلنا إن الخط “السيادي” الذي تمثله “القوات اللبنانية” هو الذي أنجز إنجازاً واضحًا على مستوى كل لبنان لأن هذين الخطين: خط الممانعة الذي يخرق السيادة، وخط السيادة الذي تمثله “القوات اللبناية” يظهران الخط الأخير تفوّق بشكل واضح وعلني، ولناحية الفرادة بمعنى أن القوات لم تنسج تحالفات مع سواه، كما فعل التيار العوني الذي عامَ وحقق معظم مقاعده بفضل تحالفاته التي كانت خارج نطاقه السياسي وإذ به لا يحصد إلّا18نائب حزبيا بينما الـ 11 الآخرون هم من لفيف إستُجمع له من هنا وهناك بفعل إما التحالفات غير المنطقية، إما بأصوات قوى ليست منه وإما ثالثا بالحظ الإنتخابي كما يعرف”.

اقرأ أيضاً: مفاوضات تحاصص الوزارات بدأ.. والعين على«المالية»

ضو: من يحكم البلد هو سلاح حزب الله وليس مجلس النواب

في المقابل، كان للإعلامي و المحلل السياسي نوفل ضو رأيا مغايرا وفي حديث لـ “جنوبية” رأى أن “الأرقام في مجلس النواب لا تعني شيئا، طالما أن الحياة السياسية في لبنان ليست محكومة لا بالدستور ولا بالقانون ولا من خلال التمثيل النيابي “، وتابع” دستوريا مجلس النواب هو الذي ينتج السلطة في لبنان سواء على مستوى رئاسة الجمهورية أو على مستوى رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئاسة أو على مستوى تسمية رئيس الحكومة، وبالتالي منح الحكومة الثقة”، مضيفا ” تتقرّرفي لبنان الحياة السياسية سلفًا، فمنذ سنتين لم ينعقد المجلس النيابي الا لانتخاب عون رئيسا للجمهورية ، وايضا لم ينعقد المجلس حينها إلا في ظلّ مرشح واحد وهو عون على اساس اتفاق مسبق بأن يكون رئيس الحكومة سعد الحريري، ويُتفق سلفا أن رئيس مجلس النواب يُسمّى بالتزكية، كما يتفق سلفا أن التوازنات في الحكومة ان تأخذ في عين الإعتبار الكتل النيابية الممثلة في مجلس النواب، وبذلك لا يتم تشكيل حكومة أكثرية ومعارضة في لبنان”.

نوفل ضو

وشدّد على أن “لعبة الأرقام لا تعود ذات قيمة وكلّ الكلام الذي يحكى حول إنعكاس الإنتخابات النيابية على الحياة السياسية في لبنان من ناحية إنتاج السلطة يبقى كلاما فارغا من أي مضمون عملي، لأن من ينتج السلطة في لبنان هو سلاح “حزب الله” وهو يهندس موازين القوة”، عمليا، فإن العملية الانتخابية تتم لإستطلاع رأي الشعوب في من ترغب في أن يمثلها ومن تريد أن يحكمها، أما في لبنان فالعملية تتم بالإتفاق بين السياسيين على الكوتا وعلى الحصص وتجرى عملية نسميها إنتخابات، وهي في الحقيقة ليست سوى عملية إخراج لإتفاق سياسي يتمّ التوصل إليه قبل العملية الإنتخابية”.

وخلص الاعلامي ضو بالتأكيد أن “كلّ القراءة التي تجري في هذه الأيام لناحية أحجام الكتل لن ينعكس على الحياة السياسية في لبنان لأن من يدير وينتج السلطة في لبنان ليس مجلس النواب بل سلاح “حزب الله”.

السابق
المستقبل ينفي تفوّق ميقاتي في طرابلس رغم استحواذه على أربعة مقاعد
التالي
كهرباء لبنان: عزل المحول 220/20 ك.ف. في محطة معمل دير عمار