نواب فلتة شوط «القانون النسبي».. نجحوا بعشرات الأصوات!

الانتخابات النيابية
فيما إختبر لبنان القانون النسبي للمرّة الاولى، فانه دون شك أن نتائج الإنتخابات سوف تبقى تحت مجهر القوى السياسية والأحزاب. خصوصا أنه كرّس معادلة جديدة مع فوز مرشحين نالوا أصوات تفضيلية بعشرات ومئات الاصوات فقط. ومع فوز المرشح صاحب الحظ وليس صاحب الثمتيل الصحيح بالمقعد النيابي،هل وضع لبنان فعلا على السكة الصحيحة لصحة التمثيل؟

وجوه وأسماء جديدة تمكنّت من حجز مقاعد لها داخل المجلس النيابي، بفضل القانون النسبي الجديد الذي اثبت عمليا أنّه قانون عجائبي.

وفيما المعروف أن القانون النسبي المعتمد في مختلف أنحاء العالم يحقق التمثيل الصحيح لمختلف التوجهات داخل كل فئة ما يساهم في كسر الأحادية واحتكار تمثيل فئة أو جهة واحدة للطائفة كما ما كان حاصلا في لبنان مع القانون الأكثري.

كان اللافت بعد الإستحقاق الإنتخابي فوز عدد من المرشحين بالنيابة على الرغم من عدم حصولهم على أصوات تفضيلية تذكر بالمقارنة مع الأصوات التفضيلية التي نالها المرشحين الخاسرين في الدائرة نفسها فمنهم من كان الحظ حليفه وحجز مقعد بأقل من 100 صوت، في وقت أن مرشحين حصلوا على ألاف الأصوات لم يحالفهم الحظ. فمثلا في دائرة بيروت الأولى فاز المرشح عن مقعد الأقليات أنطوان بانو وحصل فقط على 539 صوت تفضيلي. وفي دائرة صيدا – جزين فاز المرشح عن مقعد الروم كاثوليك انطوان سليم خوري الحائز على 708 صوت مقابل خسارة المرشح عن المقعد نفسه عجاج حداد الحائز على 4500 صوت تفضيلي.

وفي دائرة زحلة فاز مرشح عن المقعد الأرمني أدي دمرجيان على الرغم من حصوله على 77 صوت فقط، مقابل حصول المرشحة عن المقعد نفسه ماري جان كريكو مهران 3.851 صوت تفضيلي.

وفي دائرة جبيل – كسروان خسر المرشحان عن المقعد الشيعي حسين زعيتر الحاصل على 12700 صوت، وربيع عواد الحاصل على 891 صوت مقابل فوز المرشح مصطفى الحسيني الحاصل على 256 صوت.

وأمام هذه المشهدية يمكن القول أن هذا القانون كرّس معادلة جديدة لا تحددها الأرقام ولا الأصوات ولا حتى خيارات الناس إنما يحدده الحظ المدعوم بمثالب القانون النسبي العتيد.

ومع فوز المرشح صاحب الحظ وليس صاحب الثمتيل الصحيح بالمقعد النيابي،هل وضع لبنان فعلا على السكة الصحيحة لصحة التمثيل؟

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية حديث مع الخبير الإنتخابي ربيع الهبر الذي رأى أن “القانون النسبي حقق التمثيل صحيح، إلا أنّه المشكلة كانت في طريقة الفرز وإحتساب الأصوات التي اعتمدت وفقا لهذا القانون، إذ كان يجب إعتماد الفرز الأفقي بدلا من العامودي وهي الطريقة المعتمدة في دول العالم وهي بطبيعة الحال الطريقة الأفضل لأنه بذلك يفوز المرشح الأوّل في لائحته. معربا عن تفاجئه بإستخدام الفرز العامودي وهي بالتالي أدّت إلى هذه النتائج”.

اقرأ أيضاً: خسارة «الجماعة الإسلامية» في الانتخابات النيابية وغياب رؤيتها اللبنانية

هذا وقال الهبر إن هذه الإشكالية يمكن أن تحلّ ايضا “لو وضع لإختيار المرشحين الفائزين حد أدنى فمثلا من لا ينال 5% من الأصوات لا ينحج، أوعبر إختيار أوّل الخاسرين”.

كما تحدثت “جنوبية” مع المرشح عن مقعد الروم كاثوليك عجاج حداد في دائرة صيدا – جزين الذي لم يحالفه الحظ، وقد أكّد أن “المقعد الكاثوليكي سرق منه ومن غير المعقول أن مرشح نال 708 صوت تفضيلي يفوز ومن نال 4500 صوت يخسر”. مشيرا إلى أن هذا القانون “فيه ثغرات كثيرة ولم يحقق التمثيل الصحيح”.

مشددا على أن “القانون النسبي يجب أن يدرس بعمق وأن يضاف عليه بعض التعديلات”. مشيرا إلى أن “النائب يجب أن يكون له تمثيل على الأرض وما حدث ليس عدلا”.

السابق
القانون النسبيّ يكشف الأحجام: حزب الله يتمدد في الجسم الشيعي على حساب «أمل»
التالي
ماذا يميّز إبن أرسلان عني؟