من المسؤول عن خسارة أمل أبو زيد في جزين – صيدا: التيار أم الثنائية الشيعية؟

ثمة عامل خفيّ وقع ادى لخسارة المرشح أمل ابو زيد في جزين، كيف يراها كل من إمام بلدة عرمتى الشيخ محمد حسين الحاج المقرّب من ابو زيد، والمحلل السياسي إلياس الزغبي؟

رغم العلاقات الجيدة مع اهالي منطقة جبل الريحان الا ان النائب عن التيار الوطني الحر أمل أبو زيد قد خسر مقابل منافسيه النائب زياد اسود وابراهيم عازار. فثمة سرّ حاولت “جنوبية” استطلاعه.

“اشتغل التيار الوطني الحرّ ضد المرشح أمل أبو زيد”، هذا ما أكده عدد من المراقبين لعملية الانتخاب في الدائرة الاولى في الجنوب، حيث انه هناك مقعدين مارونيين تعارك عليهما ثلاثة مرشحين، من بينهم ابراهيم عازار، المدعوم من حركة أمل، مقابل إثنين من التيار الوطني الحرّ هما النائبين زياد أسود وأمل أبو زيد. وطبعا اهل المنطقة في جبل الريحان لا يستطيعون الخروج عن ارادة الثنائية الشيعية. رغم ان اهالي المنطقة متعاطفين مع أمل أبو زيد الذي يتميّز بمرونة عكس حدية زياد أسود”.

اقرأ أيضاً: القانون النسبي: انحسار كتل كبيرة وتمدّد كتل مستفيدة!

هذا ما اكده امام بلدة عرمتى، العلامة محمد حسين الحاج، لـ”جنوبية”، الذي تابع قائلا “ولو كانت ماكينة أمل أبو زيد قد ركزّت في عملها على منطقة جبل الريحان لكان ممكنا التنسيق، ومن ثم انتخابه مع المرشح الفائز ابراهيم عازار”.

ويتابع الحاج، بالقول “لكن هناك معلومات تناقلها البعض انه كان ثمة تآمر على أمل ابو زيد لكونه مقرّب من اهالي المنطقة، وكان هناك تصريح لجبران باسيل يطلب فيه الصوت التفضيلي لزياد أسود”.

الشيخ محمد حسين الحاج
الشيخ محمد حسين الحاج

ويرى العلامة الحاج انه “شعرنا ان المعركة ليست بين ابو زيد واسود. هكذا فهم الاهالي، ولكن لا يمكنهم ترك قرار الثنائية، ولو كانت ماكينة ابو زيد اقوى لكانت نسقت مع الثنائية الشيعية حتى يحصل تحالف بين الطرفين. كما استعمل اسود التحريض الطائفي ضد ابو زيد. حيث نشر بين المسيحيين ان ثمة تآمر  بين عازار وأبو زيد”.

و”هذا ما دفع الى تجييش الجزينيين كونهم لا يقبلون أي واحد من خارج جزين، رغم ان بلدات سجد وعرمتى والريحان  وغيرهم من المحبين لأمل ابو زيد. كما شعرنا بمعركة بين ابو زيد وأسود على مواقع التواصل الاجتماعي”.

ويشرح الحاج، قائلا “مقبولية عازار لدى الشيعة، بسبب تاريخه في المنطقة كجان عزيز، وسمير عازار، وادمون رزق معروفة، وقد اعتمد على هذا الإرث، مما سبب فوزه سابقا، وهو مقبول لدى الشيعة، اما الكره بين الشيعة واسود فيعود لكثرة تحريضه وتذكيره اخيرا باعماله خلال حرب تموز”.

اقرأ أيضاً: ما بعد الإنتخابات.. لبنان أمام مخاض حكومي طويل الأمدّ!

من جهة أخرى، يعتبر المحلل السياسي إلياس الزغبي، انه “لاشك ان الخطاب المرتفع الوتيرة يلاقي بعض التجاوب في مرحلة العملية الانتخابية، وعموما الناس تؤخذ ببعض اللهجات المتطرفة، لكن في الواقع هذا التطاحن الداخلي ضمن التيار العوني برز واضحا في دائرة جزين- صيدا، ولكن تفاعل ايضا في دوائر اخرى، والعامل الاساس الذي ادى الى سقوط المرشح ابو زيد ان الثنائية مررت حزمة من الاصوات الى اسود، بعيدا عن الضوء، كما فعلت (هي نفسها) تماما لتمرير حزمة أخرى الى المرشح الكاثوليكي لسليم الخوري بهدف اسقاط مرشح القوات اللبنانية عجاج حداد”.

ويختم المحلل السياسي، إلياس الزغبي، بالقول “لكن هذا التسريب في الاصوات الشيعية كان مدروسا جدا بحيث لا يؤثر على الاصوات التفضيلية لابراهيم عازار، بعدما تأكد الثنائي ان عازار نال الاصوات الكافية، فمرر مجموعات من الاصوات الى اسود. وما دفع الى تمرير الاصوات لأسود هو بسبب الخلفية التي تقوم على خلاف صامت وحاد مع رئيس التيار جبران باسيل، وذلك كله ضمن توافق بين طرفي الثنائية”.

السابق
الهجوم الاسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا: هل انتهت الحرب بالوكالة؟
التالي
الانتخابات النيابية العراقية وتجديد الثقة برئاسة العبادي