الإستبداد المشروع؟

الشيخ مالك وهبي مؤلف الكتاب عالم دين من خواص السيد حسن نصر الله وعضو في مجلس قيادة حزب ولاية الفقيه ومسؤول في أهم جهاز بتنظيمه وهو مُصَنَّف حزبياً من أدمغة الحزب في الفكر الديني يقول في كتابه: [بأن الإستبداد ليست صفة قبيحة حينما تكون صفة لحاكم عادل كرسول الله (ص) وليست صفة قبيحة حينما تكون صفة لحاكم عادل يحكم بما أنزل الله كالولي الفقيه!!].

حتى لا يتهمني القارئ بالإفتراء بمقدورك الرجوع إلى كتابه وهو موجود في كافة مكتبات الضاحية الجنوبية في بيروت وفي هذا الكتاب وفي كتب أخرى لعلماء دين من حزب ولاية الفقيه في إيران ولبنان والعراق يتم تدريسها للشيعة يقولون فيها أيضا: إن الولي الفقيه هو نائب الإمام المهدي وخليفته والإمام المهدي هو نائب رسول الله (ص) وخليفته فمن يعترض ويَرِدُّ على الولي الفقيه فهو كالمعترض والرَّاد على الإمام المهدي وعلى رسول الله (ص) وآله الأئمة الأبرار وهذا ذنب يماثل ذنب الشرك بالله تعالى حسب اجتهادهم في نصوص عقيدتهم !!! وإن الولي الفقيه مجتهد والفقيه المجتهد إن أخطأ فله أجر واحد!!
وإن أصاب فله أجران!!! والمعنى: إن أخطأ سَنُعَلِّق على كَتفه الأوسمة !! وإن أصاب فَنُعلِّق النياشين!! ورضي الله تعالى عليه في الحالين!

إقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هل الجنة للمسلمين حصرياً (2)؟

وبلا إطالة وبمختصر مفيد وخير الكلام ما قَلَّ ودَلَّ : قال الخميني عن خليفته الشيخ المنتظري حينما عَيَّنَه خليفة له: [أنا أعلم بأنك فقيه رفيع القدر ومجاهد كبير ] وقامت جماعة ولاية الفقيه بكتابة هذا القول على جدران الشوارع في مدن إيران تعظيما للشيخ المنتظري وسبق أن ألَّف الشيخ ثلاث مجلدات أكد فيها على شرعية ولاية الفقيه ، وبعد نحو 6 سنوات من التحقيق والتدقيق والتأمل والتجربة اكتشف الشيخ المنتظري بأن ولاية الفقيه نظرية فقيه وليست عقيدة من عقائد مذهب أهل البيت (ع) ولا من فقهه، وبأنها نظرية خطيرة وفيها وجه من وجوه الشرك بالله سبحانه ، فتراجع الشيخ المنتظري عن اعتقاده بولاية الفقيه وكشف عن تراجعه بكل الوسائل الإعلامية المحلية والعالمية مِراراً وتكراراً فقام حينها الخميني بعزله من منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية فمات تحتها في عهد خامنئي وتم دفنه من دون السماح للناس بتشييعه ودفنه كما وضع الخميني والخامنئي مرجعيات شيعية أخرى تحت الإقامة الجبرية وماتت وشُيِّعَت وَدُفِنَتْ بنفس الأسلوب!!

إقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هل الجنة للمسلمين فقط؟

وفي سنة 1998 شاءت الرحمة الإلهية أن أخرج من ظلمات الإعتقاد بنظرية ولاية الفقيه إلى نور الإعتقاد بولاية العقل ، وولاية الدولة الديمقراطية العلمانية الحديثة دولة المواطنة والقانون والدستور دولة مبادئ حقوق الإنسان كما هي مُقَرَّرة بوثيقة شرعة حقوق الإنسان في إعلان الأمم المتحدة، في سنة 1998 تَطَهَّر عقلي من مفعول أفيون ولاية الفقيه فكانت هذه السنة محطة جذرية في التحول الفكري والسياسي وكانت نعمة من أعظم ما أنعم به الله عليَّ في هذه الدنيا.
الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا.

السابق
فيلق القدس الإيراني هو الهدف الإسرائيلي
التالي
أبرز الغارات الإسرائيلية على سوريا وتواريخها