ترامب يلغي الاتفاق النووي واقتصاد إيران يترنح

تزامن اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع ايران مع ضربة عسكرية على ريف دمشق، وفي حين لم تؤكد اسرائيل ضلوعها بالهجوم الذي وقع ليل امس، افادت مصادر انها مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري واخرى لايران وتحوي مخازن لنقل اسلحة.

فشل الاتحاد الاوروبي في اقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالتراجع عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع ايران، وفي حين تعتبر كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا ان قرار الانسحاب يشكل تهديدا للأمن والسلام الدوليين والاقليميين، وصف ترامب الاتفاق بـ”الكارثي”.
قرار الانسحاب الاميركي الذي طالما لوح به ترامب، اثار ردود فعل دولية ومخاوف من نشوب مواجهات عنيفة في الشرق الاوسط، فيما تتصاعد حدة التوتر بين الاطراف المتنازعة في المنطقة، وقيام اسرائيل باستهداف مواقع عدة تابعة لايران في سوريا، لعل اشدها ايلاما الضربة الجوية ضد مطار التيفور العسكري في حمص في 9 نيسان الماضي ومقتل سبعة من قوات االحرس الثوري الايراني، واتهمت طهران اسرائيل بتنفيذ الضربة وتوعدت بالانتقام .
وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا (مجموعة خمسة زائد واحد) قد وقعت ذلك الاتفاق مع إيران عام 2015 لرفع العقوبات عن طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية.

اقرأ أيضاً: ترامب يفعلها ويلغي الاتفاق النووي وايران تحتمي بالاعتراض الاوروبي

جملة تداعيات اقتصادية وسياسية سوف تترتب على قرار الانسحاب هذا، وبموجبه لن يعود بمقدور ايران من الآن فصاعدا تصدير واستيراد الأسلحة، على خلاف ما كان ينص الاتفاق النووي مع الدول الغربية، مقابل وقف طهران برنامجها النووي المثير للجدل.
وستعود إلى اللوائح الأميركية السوداء أسماء أفراد وشركات وبنوك كانت متهمة في السابق بانتهاك القوانين الأميركية، لا سيما في ما يتعلق بعقوبات واشنطن على طهران بخصوص برنامجها النووي والصاروخي، بحسب ما اشار موقع “سكاي نيوز”.

كما سيحرم فرض العقوبات على إيران مجددا الاقتصاد المحلي من الانتعاش، الذي كان سيتحقق من استيراد قطع غيار الطائرات والسفن لتحديث أسطولها الجوي والبحري، بالإضافة حرمان طهران من صفقات تجارية خارجية ضخمة.
وبعودة العقوبات الأميركية على إيران، من المتوقع أن يتعثر الاقتصاد المحلي مجددا، إذ أن العقوبات كانت وراء أكثر من 20 بالمئة من مشكلات الاقتصاد الإيراني على مدار سنوات، كان أبرز معالمها بطالة تتجاوز 14 بالمئة.
أما قطاع النفط الإيراني، فسيكون أكبر متضرر من إعادة فرض العقوبات، لا سيما أنه أبرز مصدر للدخل في البلاد، وكانت إيران بحاجة إلى دعم من شركات غربية لتطوير هذا القطاع المنهك.
ولن يكون باستطاعة إيران ايضا، جذب استثمارات أجنبية للبلاد، بسبب إعادة فرض العقوبات الأميركية عليها، في ظل تشدد القوانين الداخلية مع قضايا الشركات الاستثمارية الوافدة من الخارج، لا سيما الغربية منها.
ومن ضمن العقوبات الأميركية التي سيتم إعادة فرضها على إيران، تجميد أي أموال لطهران في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة، مما سيحرمها من مداخيل هامة كانت ستنعش الاقتصاد الداخلي.
ونقلت “الجزيرة نت” عن الخارجية الروسية بيانا قالت فيه “إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار ترامب، وأضافت أنه “لا توجد ولا يمكن أن توجد مسوغات لإلغاء الاتفاق الذي أظهر فاعليته الكاملة”، كما رأت أن “الولايات المتحدة تقوض الثقة الدولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية” وأكدت أن موسكو مستعدة لمواصلة التعاون مع الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي، كما أنها ستواصل تطوير علاقاتها مع إيران.
من جانب آخر، قال المبعوث الصيني الخاص لقضايا الشرق الأوسط جونغ شياو شنغ إنه يتعين على جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي مع إيران الالتزام به، واستخدام الحوار والمفاوضات لحل الخلاف وذلك بعد اجتماع مع مسؤولين إيرانيين في طهران، بحسب الموقع نفسه.

اقرأ أيضاً: نتنياهو «يفجّر المفاجأة» ويكشف عن منشآت ايرانية لانتاج قنابل نووية

وفي وقت سابق، نددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك بالقرار الأميركي، وأعلنت أنها “تلتزم بضمان تنفيذ الاتفاق، وستعمل مع جميع الأطراف الأخرى المعنية بحيث يبقى الأمر على هذا النحو على أن يشمل ذلك ضمان استمرار الفوائد الاقتصادية المرتبطة بالاتفاق للشعب الإيراني”.
واوردت وكالة “سبوتنيك” اول تعليق ايراني بعد القرار الاميركي عن قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، قوله ان “انسحاب أميركا من الاتفاق النووي يمثل طبيعة نظام الهيمنة، وأنهم يريدون إبعادنا عن مبادئنا غير أنهم لن يتمكنوا من تحقيق ذلك”، كما أكد أن الأوروبين مرتبطين بأمريكا ولا يمكنهم اتخاذ أي قرار مستقل”.
وبالرغم من ان قرار ترامب لم يكن مفاجئا، الا انه احدث انقلابا في وجه الدول الاوروبية، مع عدم توقع المراقبين نشوب حرب كبيرة، بحيث لن تتخطى التطورات الميدانية عتبة الضربات الاسرائيلية باتجاه اهداف ايرانية، لتفتح ايران على اثرها الباب امام المفتشين الدوليين للدخول بعدها في مفاوضات طويلة ترسم خرائط جديدة لتقاسم النفوذ في المنطقة.

السابق
عود على بدء: بلدة برج رحال والتوظيفات العشوائية
التالي
الشركات الأوروبية في مرمى عقوبات ترامب.. ماذا بعد الغاء الإتفاق النووي؟