الشركات الأوروبية في مرمى عقوبات ترامب.. ماذا بعد الغاء الإتفاق النووي؟

كيف سيواجه ترامب إصرار الإتحاد الاوروبي وعلى رأسها فرنسا بريطانيا وألمانيا، في المضي بمواقفه المعادية لإيران؟ وكيف سيكون إرتدادات هذه المواجهة على المنطقة؟

نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته وما كان متوقعا حدث، واعلن بالأمس إنسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع ايران الذي وقعته ادارة الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، متجاهلا بذلك كل التحذيرات والنداءات الاوروبية والدولية.

وقبل أربعة أيام من الموعد المحدد لتعليق أو تجديد العقوبات على إيران في 12 أيار الجار، وقّع ترامب مذكرة تقضي باعادة فرض العقوبات التي علقت بموجب الاتفاق متوعداً بصياغة عقوبات أشد، وهو ما يهدّد الشركات الأوروبية التي تنوي التعامل مع إيران أو العمل فيها. خصوصا مع إمهال ترامب الشركات الأوروبية 90 إلى 180 يوماً لتجميد نشاطاتها الاقتصادية في إيران.
وقد إنتقد ترامب السلوك الايراني السلبي في المنطقة وفي العالم، وشدّد على ان “هذا الاتفاق الرهيب الذي يفيد طرفاً واحداً ما كان يجب ان يوقع اطلاقاً، فهو لم يجلب الاستقرار والسلام”.
قرار ترامب قوبل بتنديد الدول 5+1 الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي القرار الأميركي، مؤكدين على مواصلة تطبيقهم للإتفاق، ‏ بدورها أعلنت طهران أنها سوف تبقى ملتزمة بالاتفاق في الوقت الحاضر في انتظار مشاورات ستجريها مع الأطراف الآخرين الموقعين للإتفاق.

اقرأ أيضاً: ترامب يفعلها ويلغي الاتفاق النووي وايران تحتمي بالاعتراض الاوروبي

كيف سيواجه ترامب إصرار الإتحاد الاوروبي وعلى رأسها فرنسا بريطانيا ألمانيا، في المضي بمواقفه المعادية لإيران؟ وكيف سيكون إرتدادات هذه المواجهة على المنطقة؟

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير في الشأن الإيراني الصحافي حسن فحص، الذي قال “بما أن الإتفاق النووي الإيراني تم إقراره بمجلس الأمن الدولي أيّ أنه قرار دولي تمّ بموجبه إلغاء جميع العقوبات السابقة على إيران، لذا فإن ترامب اليوم ضدّ الإرادة الدولية”، مشيرا أن “العقوبات الأميركية على إيران لم ترفع، ففي المرحلة الأولى كانت العقوبات ترفع ويعاد النظر فيها كل ثلاثة أشهر، اما في هذه المرة والمرّة الفائتة لم تعلّق أميركا العقوبات وأعلن ترامب إنسحابه”.

 

وعن إرتدادات هذا الأمر على إيران قال إن “العقوبات الإقتصادية ستزيد قليلا على إيران أميركيا وليس دوليا، مشددا على أن ترامب ليس لديه مجالا لمضايقة طهران ومحاصرته إقتصاديا إلا بفرض العقوبات على الشركات الأوروبية، وبالتالي سيصبح بمواجهة أوروبا وروسيا وكذلك الصين”، وتابع” أنه بموجب قانون “دوماتو” الذي وُقع في عهد الرئيس بيل كلينتون تستيطع أميركا أن تفرض عقوبات على أي شركة عالمية تستثمر أكثر من 20مليون دولار في إيران”.

وبما ان المواجهة الحالية ستكون بين أميركا والدول 5+1 ، اشار فحص ذلك ” يدفع إيران الى التروي وعدم إتخاذ خطوة عملية ضدّ قرار ترامب الذي كان نتيجة أموال السعودية والإسرائيلية”.

هذا ورأى أن “ترامب ضرب إرادة الإدارة الأميركية بعرض الحائط، خصوصا أن الإتفاق النووي لم يبرمه أوباما بمفرده بل كبار عقول الإدارة الأميركية هي من أبرمت هذا الإتفاق وأُقرّ الذي ليكون بطبيعة الحال متماشيا مع مصالح أميركا”.

وفي الختام، توقع فحص “أن تذهب الامور نحو حوار دولي معقد ومتشعب وطويل، ونشهد رضوخ هذه الدول ، ومن الممكن ان تقدم ن إيران وعودا بإمكانية التفاوض وفتح مسار تفاوضي حول البرنامج الصاروخي الإيراني وليس بالضرورة الوصول إلى نتيجة بل فقط لتنفيس الإحتقان الدَولي”.

من جهة ثانية، أكّد الصحافي والمحلل السياسي جورج علم لـ “جنوبية” أن “الأمور سوف تذهب نحو طاولة حوار مشددة، وبالتالي الدول الأوروبية الملتزمة بالإتفاق والتي خالفت الولايات المتحدة في توجهها، إنما تحاول أن تلعب دور الوسيط، وبالتالي هناك طاولة حوار سوف تعقد قريبا بين وزراء خارجية كل من إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لإيجاد مخرج عبر إعادة النظر بالإتفاق بشكل يعطي إيران ما تريده ويترك بالتالي مجالا للرئيس الأميركي تبرير العودة عن هذا الإتفاق أما الخيارات العسكرية فهي غير واردة”.

اقرأ أيضاً: ترامب يلغي الاتفاق النووي واقتصاد إيران يترنح

وما حدث أمس من قصف إسرائيلي على سوريا، رأى أنه “لربما كانت هناك محاولات لإستدراج إيران إلى فتح قنوات القوّة بدل من إستخدام السلاح الدبلوماسي في وقت أن طهران حتى الآن تفتح المجال أمام القنوات الدبلوماسية لكل ما يشكل عائق لهذا الموضوع”.

كما أكّد علم أن “السلاح النووي لا يمكن فصله عن خارطة الطريق التي تشمل الوضع في سوريا واليمن لتثبيت الحلول والمخارج. وتابع” من هذه الناحية تحاول إسرائيل إستخدام هذه الورقة حتى يكون لها ما تريد في التسويات سواء في سوريا واليمن أو في أي منطقة أخرى”.

ومن هنا، يمكن القول أن المواجهة الآن سوف تكون بين أميركا والدول الأوروبية وروسيا، فهل سوف تتطور الأمور وتتعقد خاصة وان العقوبات الأميركية يمكن أن تطال شركات ومؤسسات هذه الدول؟ أو أنه سوف يجري الإلتفاف على هذه الأزمة دبلوماسيا؟

السابق
ترامب يلغي الاتفاق النووي واقتصاد إيران يترنح
التالي
اشتباك الشويفات الانتخابي: ارسلان مطالب بتهدئة النفوس وتسليم قتلة أبو فرج