وقعت الواقعة بين حزب الله والتيار في جبيل ففاز مصطفى الحسيني

لخسارة مرشح حزب الله في جبيل حسين زعيتر اسبابه الواضحة، لكن لخسارة ربيع عواد مرشح العونيين عدة اسباب ترتبط بالمزاج الجبيلي المسيحي.

كان لافتا رسوب المرشح على مقعد جبيل- كسروان، الشيخ حسين زعيتر الذي نال 12300 مقابل نجاح المرشح الفائز مصطفى الحسيني الذي نال259صوتا.

هذا القانون الانتخابي الجديد الذي يفرض هذه النتائج، لم يكن وحده ضد مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر، بل ان حليف حزب الله المسيحي القوي، أي التيار الوطني الحرّ، وقف بوجه ترّشح زعيتر، واقصاه عن لائحته، مما ادى به الى الترشح عن لائحة “التضامن الوطني” برئاسة الوزير السابق جان لوي قرداحي، الذي وُصف بالبطل، كونه لم يخف من الجو المشحون ضد حزب الله في معقل المسيحية في جبيل وكسروان.

واللافت ان حملة اعلامية رافقت ترّشح زعيتر من قبل ابناء لاسا الشيعية، كونه من منطقة الهرمل، وليس من جبيل، هذه الحملة ساهمت باثارة العونيين ضده، علما ان عددا من النواب يترشحون منذ اكثر منذ عقود خارج مسقط رأسهم، لكون القانون يسمح لهم بذلك.

اقرأ أيضاً: القانون النسبي يصادر ثلث كتلة المستقبل النيابية: تقصير أم تقاعس؟

وفي اتصال مع أحد المراقبين، من ابناء منطقة جبيل، قال لـ”جنوبية” ان “ثمة نقاشا يدور حول هذه المسألة، رغم ان بلدة حجولا لوحدها اعطت المرشح زعيتر 500 صوتا، ولاسا 1755 صوتا. فبامكانيات حزب الله الهائلة يمكنهم الوصول الى ارقام اعلى، اضافة الى انه لم يكن ثمة منافس جديّ لزعيتر، مع انعدام الخبرة الانتخابية للمرشح محمود عواد، رغم ان الفائز مصطفى الحسيني مرشح غير شعبي. اضافة الى حداثة المرشح ربيع عواد بالسياسة، ويسارية الدكتور محمد كرم المقداد التي كانت سببا في عدم انتخابه”.

ويعتبر المصدر الجبيلي ان “من لا يفهم الجبيليين لا يمكنه ان يعرف سر الانتخابات التي جرت، وهم ذهبوا لتهنئة المرشح الفائز زياد حواط الذي التحق بالقوات اللبنانية رغم انه كتلوي الهوى، اضافة الى موقفهم من المرشح فارس سعيّد الذي لم يراع الميزة الجبيليّة، فلم يستطع التمييز بين الشيعة الجبيليين وبين التنظيمات الشيعية”.

المرشح الشيخ حسين زعيتر

ويرى المصدر الجبيلي ان “المسيحيين لم يفهموا الطبع الجبيلي جيدا، كما ان الاحزاب الشيعية اهملت ابناء المنطقة، مما ادى الى هذه النتيجة”.

من جهة أخرى، أكد مصدر مطلّع من بلدة لاسا، أن “جماعتنا كلهم صبوا مع حزب الله، وان كانوا ظاهريا قد قالوا العكس في الاعلام، واعترضوا، لكن لم تصل الى الحساسية السياسية، وهذه الارقام العالية تقول اننا اخترنا النهج، ولم نختر الشخص”.

ويتابع ابن لاسا، “ان ادارة الحملة الانتخابية لزعيتر كانت ممتازة، لكن اسم ربيع عواد هو الذي أثّر، ورغم ذلك فاز مصطفى الحسيني بـ200 صوت، مع العلم انه ليس ابن جبيل، وهو يعيش في مزرعة السيّاد، حيث كان قد نقل نفوسه الى جبيل، لكن جذوره بقاعية”.

اقرأ أيضاً: حزب الله وحلفاؤه يفرضون قوتهم انتخابياً ويتصدرون

ويتابع ابن لاسا الجبيلية، بالقول “عملنا واجبنا في اختيار الشيخ حسين زعيتر، لكننا لم نوّفق، وانا صوتت ضد التجييش تجاه زعيتر، من قبل العونيين، فهم لا يريدون ان يتكلم باسمهم مرشح شيعي قوي، ولا يريدون صوتا باسم حزب الله في المنطقة. هذا كل ما في الأمر”.

ويختم المصدر ، بالقول “الشيعة في المنطقة خاب املهم بسبب عدم فوز الشيخ حسين زعيتر، لكنهم فرحوا لعدم فوز ربيع عواد، مرشح التيار العوني”.

وبالنهاية، فان زيارة النائب العتيد مصطفى الحسيني الى دارة الرئيس نبيه بري اليوم في مصيلح تثبت ان خياراته السياسية ليست بعيدة عن خيار الثنائية الشيعية.

السابق
التيار الاسعدي: نهنئ اللبنانيين باعادة تجديد البيعة للطبقة السياسية الحاكمة
التالي
القوات ضاعفت مقاعدها في البرلمان فهل ستتحقق «الثنائية المسيحية»؟