حزب الله وحلفاؤه يفرضون قوتهم انتخابياً ويتصدرون

انتهت المعركة الانتخابية في لبنان، الثنائي الشيعي عزز نفوذه، دون أي خرق في الجنوب الثانية والثالثة، في المقابل تمكنت لائحة "الإنماء والكرامة" في بعلبك - الهرمل من الخرق بالمقعدين السني والكاثوليكي.

5 لوائح معارضة خاضت الانتخابات النيابية في دائرة الجنوب الثالثة في مواجهة لائحة الثنائي وهي “الأمل والوفاء، الجنوب يستحق، شبعنا حكي، صوت واحد للتغيير، فينا نغير، كلنا وطني”، فيما انحصرت المنافسة في دائرة الجنوب الثانية بين لائحتي “الأمل والوفاء”، و “معاً نوع التغيير”.

وكانت كل القراءات للمعركة الانتخابية في الجنوب الثالثة تؤكد استحالة خرق الثنائي، في ظلّ تشتت اللوائح وتشرذم الأصوات، مع العلم أنّه لو اتحدت اللوائح لم يكن الخرق ليتجاوز المقعد الواحد، وهذا ما انسحب على دائرة الجنوب الثانية واللائحة التي شكلها رياض الأسعد هو والحزب الشيوعي والمستقلين، إذ كانت إمكانية الخرق ممكنة في حال الوصول إلى الحاصل الانتخابي، وهذا ما لم يحصل.

في بعلبك- الهرمل كانت “أم المعارك”، وكانت المنافسة على أشدها بين لائحة الثنائي الشيعي، ولائحة “الإنماء والكرامة” التي يرأسها يحيى شمص والمدعومة من حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، هذه اللائحة تمكنت من الخرق بمقعدين، وهما المقعد السني “بكر الحجيري”، والمقعد الماروني “انطوان حبشي”.
إلا أنّ هاجس حزب الله كان عدم الخرق بالمقعد الشيعي، وكان له ما أراد.

 

الانتخابات النيابية اللبنانية 2018

معارك الثنائية الانتخابية، والتي كانت محسومة، في دوائرها، لم تمنع من المخالفات، ومنها ما تمّ توثيقه بالصور من مرافقة مندوبي حزب الله خاصة للناخبين إلى وراء العازل الانتخابي و وضع علامة على ورقة الاقتراع لاسيما في دائرة الجنوب الثالثة.
وبحسب معلومات لموقع “جنوبية”، فإنّ هذه الانتهاكات قد تكررت كثيراً، وأنّ مندوبي اللوائح الأخرى قد سجلوا اعتراضات لدى كل من رؤساء الأقلام والدرك دون أي استجابة.

هذا وتلفت المصادر إلى أنّ كل الأمور كانت مستباحة في الجنوب الثالثة، وكانت تتم مرافقة الناخب إلى خلف العازل تحت ذريعة “ذوي الاحتياجات الخاصة”، و”الأمية”.
تؤكد المصادر أنّ ناخبي الثنائية كانوا يدخلون ويقترعون دون أيّ تدقيق في الهوية وكام هناك انتحال للشخصيات، فيما تمّ ممارسة ضغوطات على الناخبين للاقتراع أما عملية الرشاوى فكانت بحسب المصادر “علنية”.

إقرأ أيضاً: قراءة أولية لنتائج لم تصدر بعد: حزب الله وحلفاؤه يستعدون لاعلان انتصارهم

في الجنوب الثانية، تؤكد مصادر متابعة للعملية الانتخابية لـ”جنوبية” أنّ عملية الاقتراع قد تمت في أجواء من الترهيب، لافتة إلى غياب مندوبي لائحة المعارضة، وإلى مرافقة مندوبي الثنائية للناخبين إلى وراء العازل والاقتراع عنهم بحجة ضعف البصر أو الأمية.
لتعلق المصادر “نصف المقترعين، اقترع عنهم المندوبون”.

في بعلبك – الهرمل، بدأت المخالفات مع انطلاق عملية الاقتراع، جيث تمّ عرقلة وصول ناخبي بيروت الذين يقترعون في البقاع الثالثة، إلى ذلك تمّ تمديد عملية الاقتراع إلى الـ11 مساءً مع توافد 8000 ألف ناخب في اللحظات الأخيرة.
وكانت القوات اللبنانية قد حذرت في هذه الدائرة من محاولة من قبل حزب الله لتزوير أقلام الإقتراع في محاولة لتغيير النتائج. وفي المقابل أشارت مصادر “المستقبل” إلى أن عناصر من “حزب الله” دخلوا إلى سراي بعلبك مع مغلفات اصوات مزورة وضغوط على لجان القيد لتعديل النتيجة.
إلى ذلك تمّ تداول صور لمغلفات تصويت مرمية على الأرض في سراي بعلبك قبل أنها لصالح المرشح عن المقعد الشيعي يحيى شمص.

إقرأ أيضاً: القانون النسبي يضرب «المستقبل» ونكسة التيار تنغص فرحة «حزب الله»

انتخابات حزب الله كان محورها الترهيب، لوائح المعارضة مع حظوظها الضعيفة دفعت الحزب إلى اللجوء إلى التزوير وإلى ارتكاب الكثير من المخالفات الموثقة بالصوت والصورة ومنها الاعتداء على مرشحة لائحة “كلنا وطني”، ريما حميد وتهديدها بآلة حادة وذلك في الجنوب الثالثة.

فإلى متى ستبقى الديمقراطية “مقيدة”، في البيئة الجنوبية؟ ومتى يتم تحرير صنادق الاقتراع من سطوة السلاح؟

السابق
الاقتراع بالامتناع
التالي
نبوءة المشنوق: 45 ألف صوت… وفوقهم أوباش في شوارع بيروت