القانون النسبي يصادر ثلث كتلة المستقبل النيابية: تقصير أم تقاعس؟

بعد تراجع حجم كتلة تيار "المستقبل" هل يعيد التيار حساباته؟ وما هي الاخطاء الجسيمة التي ارتكبها؟

مع عدم صدور النتائج النهائية للانتخابات النيابية التي جرّت يوم أمس حتى الساعة، أعلن الرئيس الحريري في مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين 7 أيار في بيت الوسط أنّ “تيار المستقبل” قد فاز في هذا الاستحقاق بـ ٢١ مقعداً.

مؤكدا أن “اللبنانيين قالوا كلمتهم وبالنسبة لـ”تيار المستقبل” ومرشحيه كانت الكلمة واضحة، ومعركتنا كانت على عدة جبهات”، هذا وأشار الحريري إلى “اننا انتصرنا على كل الجبهات بإرادة الجمهور العريض الذي يستطيع أن يرفع رأسه بالإنجاز العظيم والكبير الذي حققه”.

موضحاً أنّ “أمامنا مرحلة جديدة وتحديات كبيرة وأنا على رأس “تيار المستقبل “مستمر بقيادة كل هذه التحديات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والانمائي”.

تيار المستقبل الذي تراجع عدد نوابه من 33 إلى 21 بسبب اعتماد القانون النسبي، تلقى الصفعة الكبرى في دائرة بيروت الثانية مع حصده 7 مقاعد فقط، وتمكنت اللائحة المقابلة وهي “بيروت الوطن” التابعة لجمعية المشاريع الإسلامية و”حزب الله” بتحقيق خرق حتى الأن بثلاثة مقاعد مقابل مقعد واحد للائحة “لبنان حرزان” للمرشح فؤاد المخزومي.

إلا أنه بالمقلب الأخر يمكن  القول أنه الرئيس سعد الحريري وعلى الرغم من طبيعة هذا القانون الجديد والمعقد  والذي يسمح بطبيعة الحال لكل قوى أن تتمثل بحسب حجمها في البرلمان النيابي. بقي الممثل والزعيم الأوّل لدى الطافة السنية وصاحب الكتلة النيابية الأقوى  على الرغم من تمكن القوى الأخرى من تحقيق الخروقات في بعض الدوائر . وبحسب النتائج أوّلية حظي التيار بـ 16 مقعد عن الطائفة السنية  من أصل 27 مقعداً مخصصاً لها في المجلس النيابي .

ووفقا للمعلومات الأولية الرابحين من “تيار المستقبل:” هم :

زحلة: عاصم عراجي- – بكر الحجيري-.

راشيا والبقاع الغربي : زياد القادري

صيدا: بهية الحريري، طرابلس: محمد كبارة- سمير الجسر- سامي فتفت- عثمان علم الدين- ديما الجمالي.

في عكار:  طارق مرعبي- محمد سليمان- وليد الباعريني- هادي حبيش.

بيروت الثانية: سعد الحريري- تمام سلام- نهاد المشنوق- رولا الطبش- نزيه نجيم- محمد الحجار- غطاس خوري.

الانتخابات النيابية اللبنانية

فيما تقول مصادر مقربة من المستقبل أنه حتى الآن حجم الكتلة تقلص من 36 إلى 20 مقعدا، فيما كانت تقديرات تشير أن الكتلة ستتقلص  لغاية 25 مقعدا بأسوء تقدير.

ورأت هذه المصادر أن إنخفض نسب الإقتراع في بيروت الثانية تحديداً  أدّى إلى هذه النتائج إضافة إلى عمليات الرشاوى التي مارستها اللوائح المقابلة. وتحدث عن أن الصوت وصل إلى الالف دولار يوم الإقتراع عدا الرشاوى الإنتخابية التي سبقت عملية الإقتراع من حيث دفع أقساط مدارس وبدفع إيجارات بعض منازل المقترعين. عدا عن الوعود بفرص عمل وغيرها من الخدمات.

 

إقرأ ايضًا: قراءة أولية لنتائج لم تصدر بعد: حزب الله وحلفاؤه يستعدون لاعلان انتصارها

وبعد هذه النتائج الأولية والتي تبين حجم خسارة “المستقبل” كان لـ “جنوبية” حديث مع  عضو المكتب السياسي في “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش الذي رأى أن “التيار كان متوقعا ان تقل حصته النيابية عن السابق أما العدد كان بحسب نسب الإقتراع التي كانت ضئيلة خصوصا في بيروت الثانية فكان التوقع أن تكون الكتلة بين 20 -25”.

وعن نتيجة بيروت الثانية قال أن الشيء المؤكّد أن “حزب الله” كان لديه قدرات تجييشية كافية  لأنصاره، من جهة ثانية هناك مجموعات أخرى لا تزال مرتبطة والمخابرات السورية السابقة  والمشروع الإيراني في المنطقة وإستطاع أن يدخل من خلالهم. إضافة إلى تقاعس البيروتيين عن النزول إلى الإقتراع بشكل جدّي”.

مصطفى علوش

 

وفي سؤالنا عما إذ كان السبب خطأ في التقديرات ورسم التحالفات، قال علوش إن” المستقبل لم يكن لديه تحالفات في بيروت وكل القوى التي كانت تخوض المعركة بوجهه كانت تهدف لإلحاق الضرر به”.  وعن سبب التحالف مع الجماعة الإسلامية قال إن ” المشكلة أنهم يريدون ممثلين عنهم في جميع لبنان”.

وختم بالتأكيد أن “التيار مثله مثل أي حزب حرّ يستطيع أن يرى مواطن الضعف والأخطاء لتصحيحها، لأننا لسنا  حزب عقائدي ليبقى يسير بعقائده دون تغيير مساره”.

إقرأ ايضًا: القانون النسبي يضرب «المستقبل» ونكسة التيار تنغص فرحة «حزب الله»

كما علّق الصحافي راشد فايد أن “ما جرى هو دعوة لنا لإعادة تقييم تطبيقنا للمنهج السياسي الذي نعتمده، معتبرا أن الحضور بالحياة السياسية لا يرتبط بالضرورة بحجم الكتلة النيابية الذي من المفترض أن يكون كبيرا بل يرتبط أيضا من المفعول السياسي للكتلة وبرنامجها الإجتماعي والإنمائي”. مؤكدا انه “لا شك ان “هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ويجب أن ننتظر لنرى كيف سوف تكون إرتدادات هذه النتائج داخل التيار”.

السابق
غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية عن فيديو صيدا: مندوبو اللوائح لم يعترضوا
التالي
نصرالله: كان عنواننا في الانتخابات حماية المقاومة سياسياً