هل سيحمي المشنوق صناديق نصرالله؟

احمد عياش

عندما يتوجه اللبنانيون غداً الى صناديق الاقتراع على امتداد لبنان، يبقى هناك هاجس حماية هذه الصناديق التي أودع فيها المواطنون خياراتهم التي ستقرر مَن سيدخل المجلس النيابي الجديد في السنوات الاربع المقبلة. وبدا من خلال التعامل مع الصناديق التي حَوَت أصوات المغتربين في المنطقة والعالم، والتي جرى إيداعها في خزينة المصرف المركزي بعدما نقلتها طائرات الـ “دي إتش إل ” من مختلف أنحاء المعمورة، ان كل صندوق يحتاج الى كل هذا العناء. فهل سينسحب هذا الجهد على صناديق المقيمين غداً؟

لماذا اختار عنوان المقال “صناديق نصرالله” التي تعني آلاف الصناديق التي سيقترع فيها أنصار “حزب الله”، والتي وضع فيها ثقله كي يحدد خيارات لبنان في السنوات الاربع المقبلة؟ ربما يعتقد كثيرون ان ما يقترحه المقال من إجراءات خاصة بصناديق مقترعي الحزب وتحميل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق هذه المهمة الحساسة أمر مبالغ فيه، فضلاً عن ان هذا الاقتراح ينطوي على تمييز يخالف الدستور والقوانين المرعية الاجراء، والتي تقول ان اللبنانيين سواسية في الحقوق والواجبات، إلا ان معرفة دوافع هذا الاقتراح كفيلة بتبديد هذا الاعتقاد. فما هي هذه الدوافع؟

اقرأ أيضاً: الدين والإنتخابات: بماذا يمكن أن تطلعنا الإنتخابات اللبنانية؟

تحت عنوان “هل سرق الموساد نصف طن من أسرار إيران النووية”، نشر موقع الـ”بي بي سي” الالكتروني تحقيقا مثيراً للقلق حول ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام. ومما ورد في تقرير الـ”بي بي سي”: “ما كشفه نتنياهو عن تمكّن جهاز الإستخبارات الخارجية الإسرائيلي الموساد من العودة إلى إسرائيل بـ 55 ألفاً من الوثائق والأقراص المدمجة من منشأة سرية إيرانية جنوب العاصمة طهران، لا يمكن إلا الوقوف عنده بالتفصيل لما يحمله من زلزال قد يتسبب به داخل الأجهزة العسكرية والأمنية الإيرانية في حال تأكد حصوله”.

لو سلّمنا جدلاً بأن نتنياهو يكذب، كما جاء في ردّ فعل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ألا يستأهل الحدث الاحتياط مسبقاً كي لا تستولي إسرائيل على صناديق الاقتراع التي يريد “حزب الله” من خلالها تغيير ميزان القوى في لبنان، كي تحول إسرائيل دون هذا التغيير؟ مَن يراجع سوابق الموساد يكتشف ان ذراعه طويلة ووصلت ذات يوم الى الدائرة المحيطة بالامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وكاد ان يحقق مبتغاه لولا تمكّن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي أيام اللواء الشهيد وسام الحسن من كشف الشبكة التي زرعتها إسرائيل! علماً ان ما نجح فيه لبنان فشل فيه النظام السوري عندما تمكن الموساد من اغتيال القائد العسكري الابرز للحزب عماد مغنية في عقر المنطقة الامنية في دمشق قبل عشرة أعوام.

أليس الاحتياط واجباً في مرحلة مصيرية يمر بها لبنان منعت نصرالله شخصيا من الوصول الى بعلبك، فيما تمكن المشنوق من ذلك؟ اللبنانيون يريدون من وزير الداخلية الحماية.

السابق
هيئة الإشراف لوسائل الإعلام: للتقيد بالصمت الإنتخابي وإلا…
التالي
مذيع المنار يهدد أهالي بيروت: ستترحمون على 7 أيار 2008