المنطقة الحدودية المحتلة في جنوب لبنان

كانت المنطقة التي عرفت بالشريط الحدودي المحتل في الجنوب اللبناني كانت تحتلها إسرائيل العدو التاريخي للبنان وتمكَّنَ أبناء المنطقة وكل من يؤمن بقضيتها من المنطقة وخارجها ومن التيارات السياسية المختلفة والمتعددة تمكن هؤلاء جميعاً ومعهم جلُّ الشعب اللبناني تمكنوا من تحرير هذه المنطقة الحدودية من العدو الصهيوني لتدخل بعد التحرير في احتلال جديد.

الفريق السياسي الذي قاد العملية العسكرية مؤخراً لتحرير هذه المنطقة بدأ بممارسات فيها بعد التحرير وكأنه يريد استعباد العباد واستملاك البلاد ! وهو وإن لم يصرح بذلك ولكن ممارساته العملية كلها تترجم هذا الواقع .. فهو يسيطر على كل المرافق الحيوية للمنطقة الحدودية ويمنع أصحاب الكثير من الأراضي من التصرف في أراضيهم بحرية وذلك لأهداف عسكرية معلومة .. لذلك يمكن القول حول المنطقة الحدودية في جنوب لبنان:

“إنها محتلة بقوىً جديدة غير التي كانت إبَّان زمن الصهاينة ” .. ومن جهة أخرى فإن المساجد والحسينيات والأوقاف في هذه المنطقة يديرها الفريق السياسي المذكور لمصالحه الحزبية ويمنع الكثير من أهالي القرى من التصرف بحرية في هذه الأوقاف التي بناها الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد ومن كل العوائل والأُسر والمشارب والتوجهات السياسية من مقيمين ومن مغتربين بنوها جميعاً بمالهم وبمساهماتهم لتكون حرة من القيود لتُسْتَخْدم في خدمة ما وُقِفَتْ له بما يقره الشرع والدين في حين نراها تُؤجَّرُ بطريق غير مباشر وتستثمرها جهات حزبية وتستغل وارداتها أطراف سياسية ويمنع من لا يوافق الهوى السياسي من إقامة مناسبات فيها بطريقة خفية ودبلوماسية لا تثير الشبهات عبر التدخل الأمني تارة ووراء الستار أخرى وفي ذلك ما فيه من التجاوز لحكم الله عز وجل بخصوص الوقف فالوقف لمن سبق في حكم الشريعة .. هذا ناهيك عن استثمار عشرات المرامل الكبرى في المنطقة الحدودية والقريب منها كمرملة ” خلة خازم الكبرى ” في جبل الريحان التي تقدر مساحتها بستة آلآف دونم وقد أصبح قرابة مئة شخص ببركتها من كبار أثرياء المنطقة وناهيك عن مرملة بلدة عرمتى المجاورة وناهيك عن استثمار الكثير من الكسارات لحساب مسؤولين في الفريق السياسي المذكور وذلك في قرىً متعددة من هذه المنطقة التي يصح أن يُقال:

“إنها ما زالت عملياً محتلة بامتياز ” ، وكل ذلك عدا عن التصرف الحرام من قبل الفريق السياسي المذكور وحلفائه تصرفهم في الواردات المالية لبلديات المنطقة المذكورة للأغراض الحزبية ولأشخاص نافذين في الجهات السياسية التي تُسمَّى بقوى الأمر الواقع ! فهذه بعض أوجه الاحتلال التي تعاني منها المنطقة الحدودية المذكورة بعد التحرير عام ألفين .. وبالأمس القريب كان من يصدر في حقه قرار بحث وتحرِّي من أجهزة أمن الدولة من أهالي خارج المنطقة المذكورة كان يقوم بالتَّخفِّي داخل قرى المنطقة المذكورة ! وبالأمس القريب كان الجيش اللبناني ممنوعاً من دخول المنطقة المذكورة لأسباب يعرفها الجميع!

إقرأ أيضاً: مرشح المقاومة يُهين عبد الناصر

ومنذ التحرير إلى الآن هُتِكتْ آلآف الحُرُمات وانتُهكتْ آلآف الكرامات في المنطقة المذكورة من قبل الفريق السياسي المذكور ولدينا ملف كامل حول هذا الأمر وكل هذا دون محاسب أو محامي إلا الله تعالى .. لقد منع الفريق السياسي المذكور آلآف المعممين ومئات العلماء وعشرات الفقهاء منذ التحرير سنة 2000 وحتى الآن منعهم من ممارسة دورهم التبليغي الديني الإرشادي الرعوي في مساجد وحسينيات وبيوت وساحات ومختلف المناسبات وحتى بعض الكنائس والأديرة في المنطقة الحدودية ، كما تعرض الفريق السياسي المذكور بحجج أمنية وغير أمنية أساسها الاختلاف في التوجه السياسي أو عدم وجود التوجه السياسي تعرض بهذه الحجج لكل من ذكرنا ومن لم نذكر فهناك الكثير من سكان المنطقة المذكورة نالهم الخطف والضرب وإطلاق النار وغير ذلك من ألوان الأذى على مرأىً ومسمعٍ من القوى السياسية التي تركض الآن تريد أصواتكم لتحكم البلاد من جديد وتترأس على رقاب العباد وتستمر في التمتع بامتيازات النفوذ القهري على المنطقة وأهلها ..

إقرأ أيضاً: المقاومة والعمل النيابي والوزاري

فما هي حجتكم أمام الله في الجواب ؟ وكأنكم نسيتم أن معونة الظالم والركون إليه بمدحه والسكوت عن ظلمه والتعاون معه على الظلم كله من كبائر الذنوب التي توعد الله على مرتكبها دخول النار وبئس القرار .

السابق
مخالفات على عينك يا ناخب.. ولا من يحاسب
التالي
علي حسن خليل: باسيل لصٌّ محترف!