الزعامات و«المشاريع السياسية الكبرى» تنتظر المنازلة الحاسمة في صناديق الاقتراع

لم يبق امام موعد "المنازلة الكبرى" التي ستجري يوم الأحد المقبل، عملياً، سوى يومين، على اعتبار ان المعارك الانتخابية ستدخل اعتباراً من منتصف ليل الجمعة - السبت، مرحلة "الصمت الانتخابي" والتي تمتد حتى يوم الاقتراع.

يلفظ خطاب التعبئة وشد العصب الانتخابي، أنفاسه الأخيرة في الساعات القليلة المقبلة، لتدخل البلاد في دائرة “الصمت الانتخابي” بعد ان يكون أكثر من 14816 موظف ادلوا بأصواتهم كرؤساء أقلام وكتبة قبل ان يتولوا إدارة العملية الانتخابية من الناحية الإدارية واللوجستية.

إقرأ ايضًا: استياء بقاعي من خطاب نصرالله بعد اعترافه بالتقصير واتهام خصومه بالعمالة!

ومع مستهل الأسبوع وحتى يوم الجمعة احتدمت الخطابات،و بحسب اللواء” افرغ رؤساء اللوائح الكبرى “ذخيرتهم الكلامية” باتجاه خصومهم السياسيين واللوائح المرشحة في دوائرهم، والتي قدمت بتهم أقل ما يقال فيها انها تعيب مطلقيها، وتكشف العجز المنظم عن قبول متطلبات الديمقراطية، حتى ولو كانت على الطريقة اللبنانية..

وبدا واضحاً لـ “النهار”  أن ثمة معارك انتخابية ستتخذ أبعاداً سياسية أكثر حدّة مما كانت تشير اليه المعطيات السابقة لبلوغ الأسبوع الأخير من الاستحقاق. ومن هذه المناطق تحديداً دائرة بيروت الثانية التي تشهد منازلة قاسية جداً بين لائحة “تيار المستقبل” بزعامة الرئيس الحريري شخصياً كمرشح فيها وثماني لوائح منافسة أخرى أدرجها الحريري في اطار “خدمة حزب الله ” الأمر الذي يضفي على المعركة في هذه الدائرة طابعاً مصيرياً.

أما في بعلبك – الهرمل، تذهب أوساط معنية الى القول أن الكلام الذي صدر عن الرجل الثاني في “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قبل يومين والذي جزم فيه بأن الرئيس نبيه بري سيكون رئيس مجلس النواب مجدداً فيما لم يجزم بأن الرئيس الحريري عائد الى رئاسة الحكومة يعد من مؤشرات تحمية المعارك الانتخابية بين الحزب والحريري في الدوائر التي تتنافس فيها لوائح الحزب وحلفائه ولوائح “المستقبل” وحلفائه. واتخذ تصعيد المعركة بعدا اضافياً لدى هجوم الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أول من أمس على لائحة تحالف “المستقبل” و”القوات اللبنانية” في دائرة بعلبك – الهرمل واتهمها بأنها “تعبر عمن كان يدعم الجماعات الارهابية التي كانت ستجتاح المنطقة”. ولم يتأخر ردّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على نصرالله فتمنى “لو أن الأمين العام لحزب الله لم يخرج في إطلالته عن طوره” وقال: “نحن نفهم ضرورة التعبئة الانتخابية لدى الجميع، ولكن هذا شيء واللعب بالوقائع وتزوير الحقائق شيء مختلف تمامًا “.

عنوان الاحتدام الآخر برز من طرابلس حيث أقامت “لائحة العزم ” مهرجاناً حاشداً وكانت للرئيس نجيب ميقاتي اتهامات للدولة بأنها بكل أجهزتها تسير وراء مرشّحي السلطة”. واذ لفت الى ان الحكومة كلها تقريباً مرشّحة، كرّر مناشدة رئيس الجمهورية وقف التجاوزات التي تحصل. وتوجّه الى الرئيس الحريري فاتهمه بأنه لا يرى طرابلس الا صندوق بري “.

أما الرئيس الحريري، فكانت صيدا محطته الجديدة أمس حيث انتهت جولته بمهرجان حاشد في دارة عمه شفيق الحريري وقال: “قبل 13 سنة اغتالوا رفيق الحريري، وهم يعملون منذ 13 سنة لشطب اسم رفيق الحريري من صيدا ومن كل لبنان، وكل هدفهم في هذه الانتخابات كيف يكسرون بهية الحريري، وبهية عصية على الكسر، لأن بهية ولائحتكم وكل أعضاء لائحتكم هم الصح!

وبعد إسدال الستارة عن اقتراع الاغتراب ووصول الطرود الديبلوماسية التي تضم مغلفات أصوات المقترعين اللبنانيين ونقلها الى مصرف لبنان، وعشيّة انطلاق المرحلة الثالثة من الانتخابات النيابية في الداخل، أشارت “الجمهورية  إلى تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ “عملية الاحتساب الالكتروني ستكون أسرع في إصدار النتائج، لكنها لن تكون سهلة لأنها تتم للمرة الاولى”، وانّ “التعليمات للضباط والمسؤولين واضحة، من ناحية التعامل مع الرشاوى على انها جرم واتخاذ كل الاجراءات الاستباقية في هذا الامر”. وأكد أنه “يمنع على الناخبين إدخال هواتفهم الى مراكز الاقتراع”. وقال: “نحن على الحياد كليّاً في هذه الانتخابات ونمثّل الدولة اللبنانية. وأنا مطمئن بأنّ الامور تسير على المسار السليم”.

إقرأ ايضًا: «لائحة العزم»: مهرجان طرابلس لم يكن ردا على الحريري

الى ذلك، لم ينطفىء الجمر تحت رماد العلاقة بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”، حيت طالب مكتب العلاقات الخارجية في حركة “أمل” وزارة الخارجية والمغتربين وكل الادارات التي أشرفت على سير العملية الانتخابية التي خصّصت لاقتراع المغتربين اللبنانيين، بالإسراع بالإجابة عن التساؤلات المشروعة حول الشوائب الكثيرة التي اعترت العملية الانتخابية من الناحية اللوجستية والادارية، وخصوصاً عدم معرفة الأسباب التي دفعت البعض إلى رفض إعطاء مندوبي اللوائح صوراً عن محاضر عملية الاقتراع وعدد المقترعين عن كل قلم وكل دائرة، إننا نطالب بالاعلان عن هذه الأعداد فوراً ومن دون تردد.

السابق
الأمم المتحدة تحذر من إلغاء الإتفاق النووي الإيراني
التالي
محكمة المطبوعات تدين جو معلوف