مرشح المقاومة يُهين عبد الناصر

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر القائد التاريخي للأمة العربية في القرن الماضي الذي كان رئيس جمهورية مصر العربية وفي فترة رئيساً للجمهورية العربية المتحدة في سنوات الوحدة بين مصر وسورية التي كان يُراد لها أن تكون مقدمة لتوحيد الدول العربية جميعاً في وجه الاستعمار والاستكبار العالميين المتمثلين في أمريكا وبريطانيا وأوروپا وإسرائيل..

هذا الرجل الفذ عبد الناصر خاض حرباً مباشرة ضد ثلاث دول لتحقيق أهدافه المشروعة ودخل في حروب مباشرة مع العدو الإسرائيلي وحارب الوهابية المقنعة بالحكم السعودي واليمني يومها وقاتل الإرهاب المقنع بالإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية السنية المتشددة يومها الممهدة لوجود خلايا داعش وأخواتها في عصرنا الحاضر.. وقد ملك عبد الناصر الشارع العربي بأسره.. واستمال قلوب المسلمين سنة وشيعة.. واعترف بمذهب الشيعة الفقهي مذهباً خامساً من بين المذاهب الإسلامية الفقهية المقررة بين المسلمين وأقر ذلك الأزهر الشريف في مصر في مدة حكم عبد الناصر وبهذا تخلد التشيع في مصر والعالم السني.. هذا الرجل يتعرض الآن لإهانة من قبل أحد مرشحي فريق المقاومة في منطقة البقاع الغربي حينما يقول هذا المرشح في حملته الانتخابية لحصد أصوات محبي أمين المقاومة: “السيد حسن نصر الله أهم وأشرف من جمال عبد الناصر بمئات المرات”!
فكيف يقاس السيد المذكور بعبد الناصر! علماً بأن السيد المذكور بدأ حياته في عمر دون العشرين مقاتلاً في الحزب الشيوعي وقتل في هذه السن من عمره ابن بلده من آل كساب وبقيت العداوة بينه وبين آل كساب إلى وقت قريب وكانوا قد منعوه دخول بلده ولم يتمكن من دخولها إلا حين تحرير سنة ألفين ليخطب في الثانوية الرسمية وكان قد مرَّ بها سنة 1992 فأطلقوا عليه النار وجرح أحد مرافقيه يومها عند حاجز الجيش؟ وفي سن ما قبل العشرين عمل السيد المذكور مرافقاً عسكرياً لأحد الشخصيات من بلدة المالكية الساحلية في ضواحي مدينة صور الجنوبية ثم لجأ بعد الجريمة المذكورة إلى بيروت ليتستر بحركة أمل حيث كان أخوه في منطقة حي المصبغة لحين قرر الهجرة إلى النجف الأشرف لدراسة علوم الدين ودخل يومها في حزب الدعوة الإسلامية العراقي ليترك النجف الأشرف بعد أقل من سنتين ليدخل في تأسيس حزب الله الذي قسم الطائفة الشيعية في لبنان يومها وأحدث بعد ذلك حرباً دموية بين الشيعة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً فيكون السيد المذكور قد بدَّل أربعة أحزاب في غضون عشر سنوات فكيف يقاس بعبد الناصر بهذه الطريقة المهينة؟!
كيف يقاس بعبد الناصر من تسبب بالانشقاق بين أبناء مِلَّته هو وفريقه السياسي وأدى ذلك لحرب دموية قتل فيها قرابة ثلاثة آلآف من الشيعة وجرح قرابة عشرة آلآف عدا البيوت التي هدمت والأموال التي سرقت والأعراض التي هتكت وقد خاض حرب الضاحية ضد أبناء مِلَّتِهِ سنة 1988 على مسؤوليته الشخصية حين كان القائد العسكري لفريقه السياسي وكذب عن لسان السيد الخميني رحمه الله ناسباً إليه قوله: “إن حرب الضاحية هي حرب الدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل “وقد سأل أحد المقربين من السيد الخميني في جامعة طهران سأله عن ذلك فقال السيد الخميني: “لا علم لي بذلك”؟
كيف يقاس بعبد الناصر من دخل في لعبة الدماء الشيعية وقاتل شخصياً في إقليم التفاح ضد الشيعة وجُرِح يومها حين مرت الرصاصة على جبينه ويومها سئل المرجع الخوئي رحمه الله عن تلك الحرب فقال: “إن ما يجري بين شيعة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في إقليم التفاح هو خوض في الباطل”؟
كيف يقاس بعبد الناصر من فتح النار غير المتكافئة على الإسرائيليين في حرب تموز 2006 ثم قال عبر الإعلام المرئي: “لو كنت أعلم “وذلك بعد أن دمرت إسرائيل بلاد الشيعة جنوباً وبقاعاً وضاحية وتشردوا هم ونساؤهم وأطفالهم في أطراف البلاد؟
كيف يقاس بعبد الناصر من أباح لمسؤولي وعناصر فريقة السياسي الاستيلاء على مال الخمس وسائر حقوق الفقراء لمجرد كونهم في فريقه السياسي وذلك حصل ويحصل بسم وكالة مرجعية السيدين الخميني والخامنئي علماً أنه ما زالت الإشكالية قائمة حول مرجعية السيدين في مقابل أعلمية مرجعية النجف الأشرف؟!
فمن العجيب صدور مثل هذا الكلام من أحد مرشحي فريق المقاومة في البقاع الغربي في انتخابات 2018!

السابق
المخزومي يرد على الـmtv: كل ما ورد عارٍ عن الصحّة
التالي
فلسيطنيو «اليرموك» من منفى الى آخر: مأساة أعمق من ارهاب داعش