حزب الله يمارس العنف السياسي

الانتخابات النيابية بعلبك الهرمل
حزب الله يقوم بضغط اعلامي كبير، ويرصد "جيش اعلام" للتصدي للنقد الكبير ضد سياسة الحزب، والتي تعكس الحالة الاجتماعية الصعبة في البقاع، على صفحات التواصل الاجتماعي.

كلما دخل حزب الله الى دوائر التحدي المباشر، خاصة في السياسة الداخلية، فقد يختار اسلوبين من السلوك: اما الأسلوب الهادئ الذي يتحمل الاخر ويحتوي الاختلاف والنقاش.. واما السلوب العنيف الذي يستخدم التهديد والتلويح بسلاح الداخل وحتى استخدامه اذا لزم الامر. الخيار الأول، يعكس ارتياح الحزب من وضعة والدعم الذي يحظى اليه من جماهرية.

إقرأ ايضا: مرشح «البارشوت» عن «حزب الله» يثير النقمة في جبيل: من يهمّشنا هم الثنائية الشيعية

اما الحالة الثانية، حالة العنف، فهي تعكس ارتباك الحزب ومخاوف قياداته من تهديد مرتقب على وضعة السياسي. واليوم، يبدو ان السلوك العنيف في شقرا كما الاعتداء على الشيخ عباس الجوهري، يعكس مخاوف كبيرة داخل الحزب، وتراجع محتمل في خطابه الوطني. عندما يميل الحزب الى التهور والعنف فإنه يتصرف باندفاع قلة الرضا من وضعة ومن باب ارتباكه.

هذا الوضع يثير قلقا لبنانيا كبيرا. الجهات اللبنانية التي تتقاطع سياستها اللبنانية الجزئية مع المقاومة تتحدث عن خوفها من الانزلاق بهذه الحالة الى شفير الهاوية الأمنية. ليس هذا فحسب، بل والمخاوف أكبر داخل الصف الشيعي، القلق من ان تدفعه سياسة الحزب ليكون عدوا للبنان.. وهو بغنى عن حالة الحرج هذه التي لا يريدها.

من يريد التعرف على الوضع الحقيقي علية ان يراقب مواقع التواصل الاجتماعي، صفحات فيسبوك عديدة تبلور امام المارين جدل كبير وعميق، وحاله خوف وشكوك جماهيرية بمدى مسؤولية الحزب في رعاية الأهالي وقيادة مصالح الناس ولبنان بشكل مسؤول وواقعي. هذه الأصوات اكثرها بقاعية، وهي واعية وحقيقية وتعبر عن مخاوف لدى القيادات المحلية.

يبدو ان حزب اللة، القلق من حالته هذه، لجأ الى أسلوب القمع الإعلامي حتى على صفحات الفيسبوك.. والاستخفاف بعقول الأهالي وجماهير لبنان، بدلا من الحوار الحقيقي. هذا الخط الإعلامي واضح عندما دفع الحزب ببعض “عناصر الاعلام” لاستخدام أسلوب رد سخيف وغير بناء. هذه الحالة وتجاهل السياسيين للبقاع، حدت بالقيادات المحلية العشائرية والشبابية للنهوض والاخذ بزمام الأمور من جديد.

إقرأ ايضا: بالأسماء: مرشحو حزب الله للانتخابات النيابية 2018

وهكذا كلما زاد النقد كلما اشتد الرد العنيف، الميداني والكلامي، من الحزب.. وكلما ازداد نقد الأهالي والتفافهم حول القيادات المحلية. هكذا زادت نوايا أهالي البقاع لمعاقبة حزب اللة واللائحة الثنائية. حتى من يعول على قيادة امل قد يمتنع عن التصويت بسبب اللائحة المشتركة، وعدم استنكار امل للعنف الذي ابداه الحزب اتجاه الأهالي.

السابق
«حزب الله» يفتح ملف الحكومة المقبلة
التالي
العمال وحدهم يدفعون من عرقهم خبزاً لتستمر الحياة