العمال وحدهم يدفعون من عرقهم خبزاً لتستمر الحياة

عيد العمال في اكثر الدول الحديثة التي تأخذ لها مكاناً على الساحة الدولية من موقع ومنظار ديموقراطي. قد يكون ذلك صحيحاً او بالحد الأدنى يُلبي بعض الوظائف والأغراض التي يجب على تلك الدول ان تعترف بتقصيرها او تجاوزها الحقوق الشرعية للعمال. لا ننسى ولن ننسى ولا نسمحٰ لأحداً كائناً من كان ان يحرمنا "كعمال" ان لا نحتفلُ "بخبز عرقنا" الذي نقدمهُ لأبناؤنا وعيالنا كعربون إخلاص لا ولن ينضب او يتوقف مهما تبدلت شعائر وأسس الحياة؟

من شيكاغو الى جنوب افريقيا مروراً بكافة المدن الكبرى التي إنطلقت منها الثورات التي دكت مضاجع الرأسمالية في القارات الخمسة على كافة اشكالها وأوضاعها عندما اصبحت تلك الدول تخضع للأنظمة التي تُعتبرُ في أدوارها تؤمن ولو بالحد الأدنى ما يلزم ان تقدمهُ تلك الدول للعمال.

إقرأ ايضا: مكافأة حزب الله للحزب الشيوعي: 10 آلاف صوت!

لكن على ما لمسناه نحنُ في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق من جوانب تاريخية كنّا نستمدُ آفاق الشعور والاحساس “بعيد العمال” في مطلع الاول من ايار من كل عام ،كان نتيجة الفقر والحرمان والإلغاء للطبقة العاملة والتي تحولت لاحقاً مع الإستقلالات لتلك الدول المحيطة بدولة اسرائيل العنصرية من بعد طرد ابناء الشعب الفلسطيني والذهاب بهِ بعيداً عن ارضهِ وتيهانهِ في الدول العربية المجاورة “كلاجئ وليس كمواطن”، اما ما إتخذتهُ القوى والفعاليات والتجمعات العمالية في تلك المنطقة الساخنة على عاتقها في تحمل اعباء العمل الدؤوب والإستمرار اضافة الى الوصول للنيل لكافة حقوق الطبقة المسحوقة برغم الحصار والتضييق والجوع والفقر “المعمد”، كانت النقابات في تلك الدول بعد حزم أمورها في المطالَب لتحقيق وتصحيح أوضاعها في “الأجور ” في بلاد اساساً حكوماتها مرتبطة بأنظمة إمبريالية تعتمد على المعادات للحقوق الطبيعية للعمال وابناء الذين ليس على صدورهم قميصاً  وينتعلون الأرض حفاتاً، هم نفسهم نجدهم في شوارع شيكاغو يعزفون على آلات بدائية الموسيقى التي تختزن” آثاراً ثورياً” يُعبرُ عن رفض الزنوج والأفارقة الأمريكان للعنصرية الظالمة التي ترعاها الأمبريالية والرأسمالية العالمية تحت ظلال العنصرية، وفِي ازقة نيودلهي الفقيرة وفِي مناطق المهمشة في بلاد شمال افريقيا والمغرب العربي الذي تسكنهُ طبقات مسحوقة من العمال في بيوت” الصفيح”، اما في لبنان اليوم لا  يجد العمال ضالتهم في المؤسسة للدولة اللبنانية التي تتجاوز مطالبهم وحمايتهم من “حيتان” واصحاب الرأسمال البغيض الذي غدىّ “بعبعاً””، وأفة” خطيرة واضحة بين الشعب الذي لا يستطيع شراء “ربطة خبز” واحدة ،لا سيما نتيجة إرتفاع الأسعار التي يستغلها ويحتكرها المتمولون ويُصبحُ العامل “والأجير الميومي “دائراً في فراغ يجعلهُ اكثر إصراراً على البقاء والسير في مشروع المواجهة ضد الإحتكار، وضد مؤسسات الدولة التي لا ترتقي الى مستوى دفع المواطن نحو حياة كريمة ومشرفة.

في عيد العمال العالمي إذا نظرنا عميقاً في مقدرة التجمعات والمظاهرات التي تنظمها الأحزاب “الشيوعية واليسارية” في كافة ارجاء المعمورة برغم تبدل الشعارات والأسماء للحركات التي تقودها نقابات متعددة الاوجه، لكن العمال هم نفسهم يخوضون صراعاً طويلاً في عالم واسع منذُ اليوم الاول للبشرية على وجودها.مما لا شك فيه بإن عيد العمال العالمي يعود بِنَا الى إستحضار وإستذكار “المنجل والمطرقة” كونهما تتشكل من خلالهما شعارات القوى العاملة حين إتخذتها الثورات الحمراء  الكبرى اساساً في إظهار دور “العامل” في المجتمع الذي لا يسير الى الامام إذا ما كان دور العمال في الطليعة وفِي المقدمة، العامل هو الأمل .العامل هو الصاحي، العامل هو الذي ينظر الى المستقبل دون هوادة، والعامل لا “يكل “ويدعو دائماً الى الإتحاد والى التخلى عن “الأنانية”، العامل لا ينظر الى ساعات العمل كحد ادنىّ “ثمانية ساعات عمل”، بل يعمل من اجل إستمرار الحياة .وان لا يحتاج العامل الى العوز وان لا يكون خادماً او مستزلماً لهذا او ذاك.

ان العامل في يوم عيدهُ يعمل معتبراً رسالتهُ في الحياة كاملة إذا ما إستطاع ان يقوم بواجبهِ أتجاه أسرتهِ.

إقرأ ايضا: حزب الله يمارس العنف السياسي

يبقى السؤال الوحيد والمطروح من قِبل صاحب مشروع  التطوير للنظرية الماركسية اللينينية اثناء بداية الثورة العمالية في مطلع عام “١٩١٧” عندما خطب” فلاديمير إيليتش لينين” الى الجماهير المحتشدة من العمال لأعتبارهم هم وحدهم من يعمل ومن يُشكل قوةً لا يستطيع أحداً الوقوف في وجهها إذا ما كانت صادقة في نواياها أتجاه المشاريع العمالية التي تتعرض للفقر وللعوز ولإجبارها على العيش بما لا تبتغيه ،بعد ما أتخذت قرار المسيرة التي تبدأ “من الخطوة الأولى نحو خطوات الألف ميل ” التي حتماً سوف تحقق نِتاجاً إيجابياً في الإتحاد،قال أنذاك “”ما العمل””.

السابق
حزب الله يمارس العنف السياسي
التالي
شبيب اصدر بلاغاً بإزالة كافة الصور واليافطات والاعلانات العائدة للحملات الانتخابية