إيران تدخل إلى المغرب العربي من خاصرة النزاع الصحراوي

المغرب
كان لافتاً أنّ المملكة الغربية لم تتخذ إجراءات تجاه حزب الله وإنما تجاه إيران مباشرة!

في تطور لافت، اتخذت المملكة المغربية يوم أمس الثلاثاء، قراراً بإقفال السفارة الإيرانية في بلادها وقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير الإيراني وذلك على خلفية الدعم الإيراني لجبهة البوليساريو!

قرار المغرب، أوضحه وزير خارجيتها ناصر بوريطة، الذي لفت إلى أنّ القرار أتى على خلفية تورط حزب الله اللبناني بدعم جبهة البوليساريو مالياً، وبإرسال الأسلحة إليها عن طريق “عنصر” في السفارة الإيرانية بالجزائر.

اقرأ أيضاً: استحالة تعديل سياسة إيران في المنطقة

حزب الله من جهته أصدر بياناً نفى فيه هذه الاتهامات “جملة وتفصيلا”، وتأسف الحزب في بيانه أن “يلجأ المغرب بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة”. لافتاً إلى أنه “كان حريا بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران”.

في المقابل أكدت مديرة دار الطباعة و النشر الوطنية التابعة للجمهورية الصحراوية البوليساريو النانة لبات الرشيد، أنّ الاتهامات التي وجهتها المملكة الغربية لحزب الله وإيران باطلة.
معتبرة في تصريح لـ”سبوتنيك” أنّ المغرب قد اختلق هذه الكذبة للتودد لإدارة ترامب.

ولفتت لبات الرشيد في تصريحاتها إلى أنّه ما من علاقة دبلوماسية، نشطة بين البوليساريو وإيران، معلنة أنّ العلاقة ليست سيئة مع حزب الله ولكنها لم تصل مطلقاً إلى التدريب العسكري والدعم.

وجبهة البوليساريو، هو الاسم المختصر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب، تأسست هذه الجبهة في أيار العام 1973 وتهدف إلى إقامة دولة مستقلة في إقليم الصحراء المغربية، فيما بدأ نشاطها العسكري في العام نفسه بالهجوم على الحامية الإسبانية بموضوع الخنكة.

تلقت هذه الجبهة الدعم المادي والعسكري من ليبيا والجزائر، وقد أدت انتصاراتها العسكرية إلى إضعاف موريتانيا وتخليها عن وادي الذهب.

في مطلع الثمانينيات استطاعت المملكة المغربية تعزيز وجودها العسكري في الصحراء، مما أفشل اختراق هجمات البوليساريو العسكرية لجدارها المنيع.

في العام 1984 تخلت ليبيا عن دعمها للبوليساريو، فيما انشغلت الجزائر بأزمتها الداخلية، الأمر الذي أدى إلى تقوية موقف المغرب، فيما لم تتمكن لا منظمة الوحدة الأفريقية ولا الأمم المتحدة على مدى 3 عقود من الوصول إلى اتفاق لتسوية النزاع الصحرواي بين البوليساريو والدولة المغربية.

الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله أكّد لموقع “جنوبية”، أنّ “المملكة المغربية دولة جدّية لا يمكن أن تطلق الاتهامات جزافاً”.
لافتاً إلى أنّه “لو لم يكن لدى المملكة ما يكفي من الأدلة لما أقدمت على خطوة مثل خطوة قطع العلاقات مع إيران، إذ لا يمكن للمغرب الإقدام على أي خطوة عشوائية”.

ورأى خيرالله أنّه “عندما يتعلّق الامر بالدفاع عن السيادة ليس لدى المغرب من خيارات كثيرة. لا يستطيع المغرب الّا التأكيد انّه لا يمزح في اي موضوع يتعلق بسيادته والدفاع عن ترابه الوطني”.
متابعاً “أما بالنسبة إلى أهداف “حزب الله”، فهي واضحة كلّ الوضوح، يلعب الحزب دوراً على الصعيد الإقليمي. ليس الحزب سوى أداة ايرانية تخدم أهدافاً إيرانية لا أكثر. تريد إيران في كل وقت اظهار أنّها قوة إقليمية مهيمنة وأنّها طرف في أيّ نزاع اقليمي”.

ولفت خيرالله إلى أنّه “في موضوع الصحراء المغربية، تريد إيران إظهار أنّها مع الجزائر في الحرب التي يشنها على المغرب مستخدماً أداة أخرى هي جبهة “بوليساريو”.

أما فيما يتعلق بتداعيات إغلاق السفارة الايرانية في الرباط، فقد أكّد خيرالله أنّ “ذلك لا يقدّم ولا يؤخر، إذ لا وجود لعلاقات حقيقية بين المغرب وايران، خصوصاً أنّ ليس لدى إيران ما تقدمه من أي شيء إيجابي بالنسبة إلى المغرب باستثناء إثارة الغرائز المذهبية. اكثر من ذلك، لا وجود لعلاقات من ايّ نوع بين الشعبين المغربي والايراني”.

ليختم الكاتب والمحلل السياسي بالتأكيد أنّه “بالنسبة إلى تداعيات ذلك على لبنان، أعتقد أنّ هناك تفهماً مغربياً للوضع اللبناني وأنّ لبنان يعاني بدوره من التدخلات ذات الطابع الاقليمي لـ”حزب الله” بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الايراني لا اكثر”.

وكانت العلاقة قد تأزمت بين المغرب والجزائر بعدما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم “البوليساريو”، بتاريخ 11 نيسان 2018 ، وفاة 30 شخصا من رعاياها في حادث الطائرة العسكرية المنكوبة قرب مطار بوفاريك في مدينة البليدة الجزائرية.
حيث اعتبرت مصادر مغربية أنّ وجود وفيات من عناصر البوليساريو ضمن ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية، يؤكد وجود دعم عسكري كبير من الجزائر، للبوليساريو.

اقرأ أيضاً: ما أشبه مايو 2018 بمايو 1967

وتأتي هذه الحادثة بعدما نبّه المغرب بتاريخ 8 نيسان 2018 الجانب الجزائري عبر القنوات الدبلوماسية أن المملكة ستتدخل عسكريا في الصحراء الغربية إذا لم تنسحب القوات الصحراوية من المنطقة الواقعة شرق الجدار، مبلغاً مجلس الأمن التابع للأمن المتحدة أنّ عمليات التوغل التي قامت بها جبهة البوليساريو في بلدة محبس في شمال شرق الصحراء الغربية، تعد نتهاك للاتفاق العسكري لعام 1991 الذي أقام منطقة عازلة.
وفيما أنكرت الأمم المتحدة هذه المعطيات، مؤكدة أنّهم لم يتم رصد أي تحرك، عرض المغرب صور الأقمار الصناعية التي تظهر عمليات إنشاء تجري تيفاريتي وبئر الحلو.

السابق
استحالة تعديل سياسة إيران في المنطقة
التالي
حبيب صادق يتصل ويؤكد تضامنه مع الصحافي علي الأمين